«الروماتيزم»: علاجات فعّالة ونمط حياة يهدف إلى التخفيف من نوبات الألم

يسمّى بـ «مرض الملوك» و«مرض الأغنياء»، وينتج عن تراكم جزيئات من الموالح في المفاصل. هو «الروماتيزم» الذي تهدف علاجاته الحديثة إلى التخفيف من نوبات الألم وخفض نسبة الموالح في الدم.

«سيدتي» تسلّط الضوء على «الروماتيزم» وداء المفصل الروماتيزمي» من خلال الحوار الآتي نصّه مع الاختصاصي في أمراض الروماتيزم والمفاصل الدكتور جوزف شحروري.

- ما هو السبب المسؤول عن الإصابة بـ«الروماتيزم»؟

يراكم الجسم الموالح الناتجة من الغذاء كتلك المتواجدة في اللحوم الحمراء، ثم  يتخلّص منها عن طريق البول. ولكن، تَحلّ المشكلة حين لا ينتظم عمل الكلى، فتتراكم هذه الموالح في المفاصل لدى المعرّضين للإصابة، فتبدأ بعض الأعراض بالظهور، وأبرزها: الألم الحاد والاحمرار والجمود في المفصل.

وتصيب هذه الأعراض إبهام الرجل خصوصاً، علماً أن التخلّف عن العلاج المناسب، قد يحدو بالجزيئات إلى الظهور تحت الجلد وعلى أطراف الأذن والأصابع وكوع اليد.

وتجدر الإشارة إلى أنّه في القرن العشرين، ازدادت الإصابة بهذا المرض في الدول الغربية واليابان والصين، لأسباب عدّة من بينها: التقدم في السن وزيادة ارتفاع ضغط الدم المؤدي الى استخدام العلاجات المدرّة للبول، ولهذه الأخيرة آثار جانبية من بينها عدم التخلّص من «أسيد» البول.

 

نوعيّة الطعام والوراثة

- هل للغذاء دور في تفاقم هذه الحالة؟     

يساهم التغيير في النظام الغذائي، خصوصاً الإكثار من تناول اللحوم، في ظهور هذه المشكلة لدى بعض الاشخاص. ويحمّل العلماء الطعام الدور الأكبر في هذا المجال، فضلاً عن الوراثة.

ويؤدي الإفراط في تناول البروتين الحيواني أو النباتي (العدس والأرضي شوكي وشرب الكحول)، فضلاً عن العلاجات التي تقوم على «الأسبيرين» إلى تعزيز هذه الحالة. ولا بد من التركيز على البدانة ودورها السلبي في تفاقم هذه المشكلة. وقد ينتج المرض عن مشكلة أساسية في الكلى. وهو يصيب الرجال أكثر من النساء، إذ ينتمي 90% من المصابين إلى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 سنة .

 

- ما هي أبرز العلاجات؟

إن علاجات هذا المرض بسيطة وسهلة. ولدى حصول العارض الأوّل، تجدر الراحة في السرير، ثم تناول الطعام الخفيف والابتعاد عن تناول اللحوم والدهون الحيوانية، والإكثار من شرب المياه. وبالطبع، لا بد من اللجوء الى مضادات الالتهاب بناء على وصفة الطبيب.

وإذا عاودت هذه المشكلة المريض، يجدر به تغيير نظامه الغذائي والتوقف نهائياً عن شرب المشروبات الغازية. وفي حال ارتفاع الوزن، لا بدّ من اعتماد نظام غذائي خاص.

وثمة علاجات لنوبات الألم وأخرى هادفة إلى خفض نسبة الموالح في الدم. وفي الحالة الأولى، يشكّل «الكولشيسين» أساس العلاج ، إنما تجدر الإشارة إلى الأعراض الجانبية لهذا الدواء ومن بينها الإسهال.ومن الممكن استعمال أدوية مضادة للإلتهابات، ويمنع تناول «الأسبيرين»، علماً أن «الكورتيزون» لا يوصف بكثرة لهذا النوع من العلاج، ولكن المشكلة تكمن في معاودة النوبات. أمّا التخفيف من تراكمات الموالح في الدم فيتمّ عبر استعمال أدوية، ولا بد من الانتباه كثيراً في الأشهر الأولى من تناولها بسبب ازدياد النوبات.  

 

الحياة اليومية

- ماذا عن داء المفاصل الروماتيزمي؟

يصيب النساء أكثر من الرجال، خصوصاً في عمر الأربعين، وهو غير قابل للشفاء، كما أنّه يعتبر مشكلةً حقيقيةً على صعيد الصحّة العامّة لأنه يؤثّر للغاية على نوعية الحياة اليومية. وهو يطال اليدين والرجلين. وما تزال أسباب الإصابة بداء المفاصل الروماتيزمي مجهولة!

 

- كيف يتفاعل المرض؟

يأتي على شكل نوبات من الألم المتفاوتة، وتؤدّي كلّ نوبة من هذه النوبات إلى تدمير المفاصل، بالتالي إعاقة استعمالها على المدى البعيد. وتحتاج المصابات إلى تغيير النظام الغذائي الذي يتّبعنه، كالتخفيف من شرب القهوة والتدخين، علماً أن الدراسات التي تتناول الشاي ما تزال غير واضحة.

ولعلّ أخطر ما في هذه الحالة يتمثّل في أن الجسم لا يتعرّف على المفاصل، ويعمل على تدميرها، ابتداءً من الغضروف فالعظم والوتر. ويجدر اكتشافه في وقت مبكر لمعالجته خصوصاً أنه يبدأ في المعصم واليد.

 

- ما هي أبرز العلاجات على صعيد داء المفاصل الروماتيزمي؟

ترتكز العلاجات حالياً على التخفيف من الألم واهتراء المفاصل. ولدى الاكتشاف المبكر، تكون هناك خيارات علاجية أو جراحية يختارها الطبيب حسب الحالة. وتتركّز البحوث حالياً على مستوى فهم طريقة تدمير المفاصل وكيفية مواجهتها عبر علاج جديد. ولا تكمن المشكلة في الأدوية بل في الحياة اليوميّة، مع التركيز على حفاظ المريض على استقلاليته.

 

- كيف يتمّ الحفاظ على المفاصل من قبل المصاب؟

لا بدّ من التخفيف من استعمال المفاصل في الحياة اليومية، مع مزاولة تمرينات رياضية خفيفة لتليين المفاصل وتقوية العضل، وهذه الأخيرة تخفّف من الأوجاع ومن تصلّب المفاصل. 

ومن أبرز النصائح اليومية: تفادي حمل أغراض ثقيلة الوزن، وإذا اضطر المصاب إلى هذا الأمر، فليفعل ذلك بطريقة سليمة كي لا يضغط على مفصل واحد. فتح القوارير بوسائل لا تضغط على اليد أو الأصابع، تفادي الضغط على الركبتين لدى القيام عن الكرسي، تغيير وضعيّة الجلوس كي لا تتجمّد المفاصل أو لدى الشعور بعدم الراحة، إستخدام الأدوات التي تريح المفاصل، وتخفيف الوزن.