تقرّحات الجهاز الهضمي: علاجات جديدة للحالات المعقّدة

تعتبر الإلتهابات المزمنة في القولون أو التقرّحات التي تصيب الجهاز الهضمي من الأمراض التي تصيب بعض الاشخاص وتتطلب علاجات مختلفة لمدى الحياة، وذلك لتجنيب المريض في المستقبل الإصابة بالأورام السرطانية. فبعد أن شكّل «الكورتيزون» العلاج الوحيد لمثل هذه الحالات، ظهرت علاجات جديدة فعّالة للحالات المتقدّمة تحدثت عنها لـ «سيدتي» الإختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي الدكتورة كارمن كساب، في الحوار الآتي نصّه:

- ما هي الإلتهابات المزمنة في القولون؟

تنقسم الإلتهابات المزمنة في القولون أو التقرّحات التي تصيب الجهاز الهضمي ككل، الى قسمين: الإلتهابات التي تصيب المصران الغليظ والجزء الأخير من باب البدن والإلتهابات التي تصيب الجهاز الهضمي بأكمله من الفم إلى باب البدن ويطلق عليها إسم مرض «كرون».

 

- ما هي أبرز الأسباب المسؤولة عن ظهور هذه الإلتهابات؟

ثمّة أسباب عدّة مسؤولة عن هذه الالتهابات، لكن أبرزها:

الخلل في جهاز مناعة الجسم، حيث تقوم مجموعة من الخلايا بإفراز مواد هرمونية سامّة مُحدثةً إلتهابات وتقرّحات، تترافق مع أعراض مختلفة.

إلتقاط الجسم لأنواع معينة من البكتيريا، تترافق مع خلل في جهاز المناعة، فيحدث المرض.

العامل الوراثي الذي يلعب دوراً هاماً، حيث هنالك عائلات بأكملها تكون معرّضة أكثر من سواها للإصابة بهذا المرض.

 

- كيف توصف العوارض المصاحبة لهذا المرض؟

الإسهال المزمن ووجود بعض الدم او بعض الإفرازات المخاطية في البراز وأوجاع في البطن وخسارة الوزن هي أبرز العوارض التي يستدل من خلالها على الإصابة بهذا المرض، الا أنّ تشخيص الإلتهابات المزمنة للقولون أو الجهاز الهضمي لا يتم إلا من خلال المنظار ودرس أو تحليل الخزعات وإجراء صورة للبطن والحوض، بالإضافة الى صور شعاعية أخرى.

وتجدر الاشارة الى أنّ هذه العوارض قد تكون  متعلّقة بحالات مرضية أخرى، لذا فإن الطبيب المتخصّص هو الوحيد الذي يمكنه تحديد الحالة.

 

الحدّ من الإنتكاسات

- لقد ظهرت مؤخراً علاجات حديثة لمثل هذه الحالات، فما هي؟

تدعى العلاجات الحديثة Anti TNF وهـي مضـادة للإفرازات الهرمونية السامّة Tumor necrosis factor. وهي تنقسم الى قسمين: قسم عبارة عن حقن تعطى في الوريد ويقتصر استخدامها على المستشفيات وقسم آخر عبارة عن حقن تعطى في العضل ويمكن للمريض أخذها في المنزل.

 

- كيف تؤخذ هذه العلاجات؟

تؤخذ العلاجات التي يستخدمها المريض وحده في المنزل على شكل حقنة كل أسبوعين، أمّا العلاجات التي تعطى للمريض في المستشفى فتخضع لبروتوكول محدد عبارة عن حقنة في الوريد، تليها حقنة أخرى بعد أسبوعين، ثم حقنة إضافية بعد ستة أسابيع، وصولاً الى تلقّي المريض حقنة كل ثمانية أسابيع. وقد يحتاج المريض لسنوات طويلة من هذه العلاجات الجديدة، ولو أنّها تؤدي الى استقرار حاله وإبعاد عوارض المرض، بالإضافة الى ختم الجروح ما يُجنّبه الإصابة بأمراض سرطانية في القولون في المستقبل، كما حصول إشتراكات قد تؤدي الى وجوب استئصال المصران أو جزء منه أو حدوث خرّاجات أي عمل Abces تستدعي خضوع المريض الى عمليّات جراحية لمنع تسمّم البطن. وهذه العمليات تعتبر صعبة للغاية.

 

علاجات أقلّ تكلفة 

- هل هذه العلاجات الحديثة مكلفة؟

رغم التكلفة المادية المرتفعة لهذه العلاجات، إلا أنها تعمل على تجنيب المريض دخول المستشفى بشكل مستمر والذي يعتبر بحد ذاته عالي التكلفة

لا بل أعلى من تكلفة العلاجات الحديثة. ومن بين إيجابيات هذه العلاجات أيضاً أنها خلّصت العديد من المرضى من العلاج التقليدي بـ «الكورتيزون» والذي يُحدث آثاراً سلبيّة كبيرة على الجسم كالسكري والضغط وترقــق العظام وظهور الشعر لدى النساء في أماكن غير اعتيادية كالوجه والظهر والبطن، بالإضافة الى تسببه بالبدانة.

 

- هل يمكن لأي مصاب بالتهابات الجهاز الهضمي أن يتلقى العلاجات الحديثة أم أنها تقتصر فقط على حالات معينة؟

يجدر بالطبيب اختيار الحالات المناسة لهذه العلاجات، والتي تشمل الانتكاسات المتوسطة الى القوية بشكل مستمر. لذا، لا بد من خضوع المريض لمجموعة فحوص الدم المخبرية وصورة أشعة للصدر لاستبعاد أي نوع من الفيروسات أو مرض السل.

 

- ماذا عن العلاجات بالادوية المضادة للإلتهابات أو بـ «الكورتيزون» التي كانت تستخدم في ما مضى؟

ثمة أدوية قديمة فعّالة تنتمي الى فئة 5 ASA، وهي عبارة عن حبوب مضادة للإلتهابات ما تزال توصف  للحالات المبتدئة، كما «الكورتيزون» لبعض المرضى مع بعض الادوية التي تساعد على تعديل مناعة الجسم.

ولكن، من المهم دائماً عدم اعتماد تشخيص واحد لجميع المصابين بالتهابات الجهاز الهضمي، إنما يجب اعتبار كل مريض حالة خاصة تستوجب الدرس من قبل الطبيب ليصار الى تقديم العلاج الملائم لها.