نصائح دافئة للمقبلين على الزواج

الثقافة الجنسية للمقبلين على الزواج مهمة للجنسين الذكور والإناث، لما تمثله من كونها صمام الأمان للعلاقات الزوجية لحمايتها من التوتر والاضطرابات، التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع، وأيضاً إلى تبرير بعض الأشخاص لسلوكياتهم الخاطئة من علاقات محرمة خارج الزواج، وهو ما ترفضه كل الديانات السماوية والأعراف الإنسانية.

الحالة:
وصلتني مجموعة من الرسائل على البريد الالكتروني من سيدات متزوجات حديثاً، وبعض الرسائل من فتيات مقبلات على الزواج، تدور كلها حول موضوع الثقافة الجنسية بين الزوجين، وما يجب، ومالا يجب أن يحدث في العلاقة الحميمة.

ونظراً لأهمية الموضوع؛ ولأنني أعتقد أنه لم تتم مناقشة موضوع الثقافة الجنسية للمقبلين على الزواج من الجنسين في أي مطبوعة عربية موجهة للقارئ العربي اخترت إحدى هذه الرسائل؛ لمناقشة هذه المسألة الحساسة بشيء من التفصيل، فلتسمح لي القارئة والقارئ بذلك.

السيدة أ.ج. شابة تبلغ من العمر 21 عاماً متزوجة منذ شهرين من أحد أقاربها من شاب يبلغ من العمر 27 عاماً تصفه بالإنسان المثقف المتفتح، متحدث جيد ولطيف مع الجميع.

تقول بعد انتهاء مراسم الزفاف سافرنا إلى إحدى الدول القريبة لقضاء أسبوعي «عسل»، وهناك كانت البداية للعلاقة الحميمة، وتصف الليلة الأولى بأنها كانت متوترة جداً وخائفة.
حاولت أن تتذكر كل ما قرأته عن تلك الليلة، ولكن لم تنجح في التغلب على خوفها وقلقها، حتى تم اللقاء بسلام.

وكنت أقول إنه بالتأكيد سيفهم أنني أشعر بالخجل وسيراعي ذلك في المرات القادمة.

ولكني كنت واهمة حيثُ بدأ يعلق على سلوكي المتوتر ويقول إنه يرغب أن تكون زوجته شعلة نشاط وحيوية جنسية، وألا تكون مثل الأطفال لا تفهم شيئاً، فلا وقت لديه يضيعه في تعليمي أصول العلاقة الحميمة.

لا أخفي عليك يا دكتورة أنني أعرف كثيراً عما يحدث بين الزوجين في العلاقة الحميمة، فأنا إنسانة مثقفة، ولكن ما يمنعني من تطبيق ما أعرف هو الخوف مما حدث لإحدى قريباتي التي طلقت في أول أسبوع بعد الزواج، السبب: أن الزوج وجدها «شعلة نشاط خاص»، فبدأ يسألها من أين لك هذه الخبرة؟ هل لديك تجارب سابقة؟ وهل.. وهل.. وكيف..؟ ووصل به الأمر إلى الشك في عذريتها؛ مما اضطرها إلى طلب الطلاق منه والعودة بلقب مطلقة في شهر العسل. كلنا نعرف مدى براءتها من كل شكوكه وظنونه.

دكتورة هناك العديد من صديقاتي حذروني من عدم إظهار أي سلوك يجعله يشك، والأفضل أن أكون «عبيطة » عن أن أحمل لقب مطلقة في شهر العسل.
أرجو أن تساعديني فأنا في حيرة ماذا أفعل؟


الإجابة:
عزيزتي السائلة أعتقد أن هذه المسألة تعتبر من الخطوط الحمراء، التي يندر مناقشتها في المجتمع العربي نظراً للتباين الواضح بين العادات والتقاليد في المجتمعات العربية، وما تحمله في بعض الأحيان من نظرة اتهامية تجريمية للمرأة، التي تتصرف خارج الإطار التقليدي فيما يتعلق بالعلاقة الحميمة، وبين مستوى التقدم الثقافي والحضاري الذي وصلت له المرأة العربية، وتوفر جميع أنواع ومستويات الثقافة الجنسية المتاحة على وسائل وقنوات التثقيف الذاتي والتطور التعليمي للمرأة.

اسمحي لي أولاً بأن أوضح مسألة في غاية الأهمية، وهي دور الثقة المتبادلة بين الزوجين في كل نواحي الحياة بما فيها العلاقة الحميمة، ومدى تأثير أساليب التربية والتعامل بين الأبوين على سلوك الأطفال الذكور عندما يكبرون، وكيف سيتعامل الزوج مع زوجته كحصيلة لتراكمات الشكوك والاضطرابات النفسية؛ لما يمكن أن يرتبط في ذهنه حول الدور السلبي للزوجة في العلاقة الخاصة.

ولنناقش معاً بعض المقترحات الخاصة بالشباب الرجال المقبلين على الزواج، ثم سأناقش بعض المقترحات للزوجين معاً:

أولاً بالنسبة للرجال المقبلين على الزواج:
1. المرأة أصبحت أكثر معرفة وعلماً بالأمور الجنسية أكثر من الجيل السابق، وهو ما كنا نطالب به دائماً، حتى نستطيع أن نمحو الأمية المرتبطة بالعلاقة الحميمة ومساعدة المتزوجين حديثاً على تفهم المسائل الخاصة؛ مما يساعد على تقليل نسبة عدم التوافق الحميم، وبالتالي تقليل نسب الطلاق والسلوكيات الخاطئة الواهمة.

2. من المهم بعد عقد القران وفي فترة الاستعداد لإتمام مراسم الزواج أن يكون هناك حوار خاص ومحافظ وفي الحدود التي تسمح بها تعاليم الدين الحنيف حول الأمور والمسائل الحميمة، وإذا احتاج الأمر يمكن أن تستعين بإحدى المختصات في هذا المجال أو حتى إحدى قريباتك اللاتي تثق في رأيهن ودينهن؛ لتتواصل معكما حول آداب العلاقة الحميمة بصورة متحضرة وغير خادشة للحياء مع مراعاة أن العروس قد تحرج تماماً من مناقشة مثل هذه الأمور قبل موعد الزفاف، ولعل من الأفضل هنا أن تقوما بمناقشة هذه المسألة الحساسة في أيام الزواج الأولى بمنتهى الشفافية والصدق، والتركيز على تبادل ما تعرفانه من معلومات حول هذه العلاقة الحميمة.

3. من أساسيات نجاح العلاقة الزوجية التناغم الحميم في العلاقة الجنسية، وهذا لا يتم بين يوم وليلة، وإنما يأتي مع مرور الوقت والتواصل الحميم؛ ليفهم كل واحد منكم ما يرتاح له الطرف الآخر ضمن حدود العلاقة الحلال. بالنسبة للفتاة المقبلة على الزواج من المهم جداً أن تناقش الزوج بشأن القضايا الحميمة وإمكانية الاستفادة من المختصين أو الكتب العلمية، وهناك العديد منها ما هو مترجم عن كتب علمية متوفرة باللغة العربية، مع الابتعاد عن كتب الإثارة غير الواقعية، التي قد تعطي معلومات خاطئة وضارة.

نقطة أخيرة أود أن أناقشها مع المقبلين على الزواج من الجنسين: أساس نجاح الزواج هو الثقة المتبادلة، فإذا لم تكن موجودة ولم يحترم كل طرف الآخر فمن الأفضل أن يبقى كل طرف بعيداً عن التزام الزواج والرابطة المقدسة، إلى أن يتم معالجة مشكلة عدم الثقة لديه.

نصيحة:
أطالب دائماً بوجوب توفير دورات تهيئة المقبلين على الزواج متعلقة بشرح ما يتعلق بالعلاقة الحميمة من قبل المختصين في هذا المجال، وإلى أن يتم تحقيق هذا الحلم أتمنى من أحد المختصين تبني فكرة تدريب الشباب المقبلين على الزواج، فمن واقع خبرتي وجدت أن الفتيات لديهن فرص تثقيفية أفضل سواء من الأسرة، المعلمات، الزميلات في حين نجد الشاب يترك لقدره ولما لديه من معلومات معظمها غير دقيق.


وأنت ما رأيك؟ وهل لديك اقتراحات أخرى من تجربتك الخاصة؟