الحقن التجميلية: هل تلبي كافة الأمنيات؟

تعتبر التقنيّات التجميليّة الحديثة كالبوتوكس والكولاجين وحمض الهيالورونيك، بمثابة البلسم الشافي لشيخوخة البشرة وما تولّده من آثار. وتتمتّع الحقن، على عكس مساحيق التجميل، بالقدرة السريعة على تعبئة التجاعيد وتمليس سطح الجلد والملامح وإعطاء الوجه المُتعَب والمجوَّف حجمًا أكبر وأجمل وأكثر شبابًا. ولكن، هل هي مؤذية كما يدّعي الأخصائيّون؟ ثمّة مجموعة من المعلومات عليك معرفتها قبل اللجوء إلى تطبيق إحدى هذه التقنيات.

تريد كل امرأة أن تبدو أصغر سنًّا وأن تحافظ على صبا بشرتها حتى لو تقدم بها العمر. ولكن، رغم ذلك، تتساءل العديد من النساء: هل يمكننا الإستعانة بالحقن التجميلية للحفاظ على الشباب بمعزل عن المخاطر التي يمكن أن تسبّبها؟ الجواب على هذا السؤال يعتمد على عدة عوامل: نوع المسحوق المستعمَل، وصحَّة الشخص المعني، والطبيب الذي يُجري الحقن. فهذه الحقن ليست مؤذيةً بحد ذاتها، ولكن ما يهمّ هو طبيعتها ونوعية تركيبتها، بالإضافة الى طريقة الحقن ومكانه. وقد تترك هذه الحقن على البشرة احمراراً أو ازرقاقاً أو تورّماً بسيطاً. لكن هذه العوارض كلّها طبيعيّة، ولا تدوم أو تؤثّر على النتيجة المُرتقبة. كما قد تبقى هذه العوارض ظاهرةً لمدة أسبوع كحدّ أقصى، ويمكن في هذه الحالة، إخفاؤها بسهولة بواسطة الماكياج.

 

مع البوتوكس...

تنتج كلمة بوتوكس عن دمج كلمتَيْن؛ بوتيولينيوم وتوكسين. البوتوكس عبارة عن مادة بروتينيّة تُحقَن في مستويات مختلفة من أنسجة الجلد، وتتعدّد أماكن استخدامها في البشرة لمعالجة زيادة التعرّق في الإبط أو اليدَيْن أو القدمَيْن، ولمعالجة التجاعيد التعبيريّة في الجبهة وحول العينَيْن، ولرفع الحواجب لدى النساء دون الستين من عمرهن. في حال استعمل الطبيب البوتوكس في المناطقَ غير المذكورة، يكون ذلك على مسؤوليّته الخاصة، ويتوجّب عليه إعلام المريض بذلك.

خضع البوتوكس لتجاربَ عديدة لمعرفة ما إذا كان استعماله آمنًا، قبل أن يُوافَق على تسويقه. ومن فوائده أيضًا أنّه يُعتبَر دواء، وذلك على عكس المنتوجات الأخرى التي تُستَعمَل للحقن، ويدوم مفعوله ستة أشهر تقريبًا أو أكثر، كما يمكن إعادة حقنه ليدوم فترة أطول.

لا يسبّب البوتوكس أي ضرر على الصحة. إنّما عدم نجاح الحقنة في المكان المناسب يولّد خيبة أمل لدى الشخص المعني. لذا، يجب اختيار طبيب ذي خبرة في هذا المجال. أما انخساف الحاجبَيْن وسقوط الجفن المتحرّك بعد تطبيق البوتوكس، فينتج عن جرعة زائدة أو عن خطأ في اختيار المكان المناسب.

 

آثار جانبية ومحدودة وعابرة

الفم: إذا تمّ الحقن بالطريقة الخطأ ولم ينجح، فقد تظهر الابتسامة غير متماثلة، كما قد تعانين من تسرّب بعض اللعاب.

الرقبة: إنّ المشاكل التي قد تظهر جراء الحقن في هذه المنطقة هي أكثر خطورة، لأن حقنها بكميّات كبيرة من المادة، قد يؤدي إلى حدوث مشاكل في النظام التنفسي.

 

حمض الهيالورونيك

حمض الهيالورونيك هو مادة موجودة طبيعيًّا في الجسم، وهو مكوِّن أساسيّ في الطبقة التي تُعطي البشرة مظهرًا مُتماسكًا ومُمتلئًا. وتنخفض كميّته مع التقدّم في السنّ، فيتوقَّف بالتالي عن أداء وظيفة الدعم التي يؤدّيها بشكلٍ فاعل، ممّا يُسبّب التجاعيد. وتُشير الدراسات إلى أنّ الجسم يفقد في سنّ الخمسين نصف كمية حمض الهيالورونيك التي كان يخزّنها.

منذ بدء استعمال هذا الحمض في طب التجميل، أي في بداية التسعينات، خضع ملايين الأشخاص لهذا النوع من الحقن في أكثر من سبعين بلداً. ويهدف استعماله في المقام الأول، إلى تقوية البشرة المتعبة والمجعّدة ونفخها كي تظهر شابة من جديد. فأصبح منذ ذلك الوقت نجم المنتوجات القابلة للتحلّل والتي تُستعمَل في الحقن التجميليّة. وهو يحتلّ المكان الأول وبلا منازع في مجال ملء البشرة وترطيبها وإعطائها حجمًا أكبر.

في حالات استثنائية، قد يسبّب الحمض الهيالوريني موتاً موضعياً في النسيج الحي، ينتج عادةً عن خطأ تقني أو التهاب استثنائي وخطير. يظهر هذا الالتهاب على شكل كيسٍ أو حبيبات خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون أمراضًا في مناعتهم الذاتيّة، أو الذين لديهم أنواع حساسيّة خطيرة.

أما الآثار الجانبيّة فهي عابرة، لا تترك ندبات قبيحة. ويبقى الأثر الجانبي الأكثر شيوعًا لحقن هذا الحمض، في الانتفاخ الأبيض اللون، وهو ناتج عن الإفراط في التصحيح أو عن خطأ في تقنية الحقن، مثل استعمال كمية كبيرة من المنتوج أو حقن المناطق السطحيّة.

 

هو أكثر حساسية في بعض المناطق...

الشفاه: قد يُسبّب الحقن ورمًا يدوم من 12 إلى 24 ساعة بعد عملية إجرائه، وبالإجمال فإنه يختفي بعد انقضاء 48 ساعة. لكنه، قد يدوم أسبوعاً في بعض الأحيان.

الجيوب السوداء: قد يُسبّب الحقن بواسطة حمض الهيالورونيك إزرقاقًا، خاصةً على البشرة الرقيقة. وقد يخلق الورم جيوبًا تحت العينَيْن في حال الإفراط بعملية التّصحيح أو في استعمال منتوج كثيف جدًا.

مناطق الوجه التي سبق وتعرّضت للحقن: في حال استعمال منتوج غير قابل للتحلل، قبل الحقن بواسطة حمض الهيالورونيك في منطقة في الوجه، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور حبيبات أو التهابات أو احمرار أو ورم أو حكة. لذلك، يجب إبلاغ الطبيب بكافة العلاجات الطبيّة التي سبق أن تعرّض لها الشخص المعني.