فيروز...كل عام وأنت سفيرتنا إلى النجوم

يحتفل لبنان والعالم العربي اليوم بعيد ميلاد الفنانة الكبيرة فيروز، التي تلقّت اليوم عبر صفحتها الخاصة على موقع "فايسبوك" آلاف المعايدات من محبيها، الذين تمنّوا لها عمراً مديداً.
الفنانة التي بقيت جسر عبور يجمع أصقاع الوطن العربي الممزق، تلقّت اليوم معايدات من سوريين أخذوا قسطاً من الراحة من متابعة أخبار مآسيهم اليومية ليعايدوا الفنانة التي لطالما غنّت الشام، كذلك فعل فلسطينيون في خضم المأساة التي يعيشونها اليوم، واستعادوا في عيد الأيقونة أرشيفاً حافلاً بكلمات صادقة وألحان خالدة لقضية كانت حينه منسيّة، إلا في تراث فيروز والرحابنة.
كذلك فعل اللبنانيون الذين يحتفلون يوم غد بعيد استقلالهم وسط ظروف أمنية وسياسية ضاغطة، وجدوا متنفساً من الوقت ليعايدوا نجمتهم بباقات حب ووفاء.
من كل العالم العربي المنقسم على بعضه كانت رسائل الحب واحدة، ومعاني العيد واحدة.
أسرة "سيدتي نت" و"سيدتي" تتقدّم من سفيرتنا إلى النجوم بأحر التهاني بعيد ميلادها، وتدعوكم للتصويت على أجمل أغنية للسيدة فيروز، عبر صفحتنا على موقع "فايسبوك"
www.facebook.com/sayidatynetpage

سيرة ذاتيّة
اسمها الحقيقي «نهاد رزق وديع حداد»، ولدت في 21 نوفمبر عام 1935، في حارة زقاق البلاط في مدينة بيروت في لبنان لعائلة فقيرة الحال.
والدها وديع حداد، ووالدتها ليزا البستاني التي توفيت في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيروز أغنية "يا جارة الوادي".
اشتهرت منذ صغرها بغنائها بين أفراد العائلة وفي تجمعات الحي. بدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية عندما إكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل وضمها لفريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية. وألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية أول اغانيها ومن ثم عرفها على عاصي الرحباني الذي أطلقها في عالم النجومية.
وكانت انطلاقتها الجدية عام 1952 عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وكانت الأغاني التي غنتها في ذلك الوقت تملأ كافة القنوات الإذاعية، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت. كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني الذين يشار لهما دائما بالأخوين رحباني.
وفي 1955 تزوجت من عاصي، وأنجبت منه زياد عام 1956 ثم هالي عام 1958، ثم ليال عام 1960 (والتي توفيت عام 1988) وأخيراً ريما عام 1965.
قدم الأخوان رحباني معها المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية وذلك لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى على عكس الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تمتاز بالطول، كما إنها كانت بسيطة التعبير وفي عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع، حيث غنت الحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم، وقدم عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.
وقد غنت لعديد من الشعراء والملحنين ومنهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري وسعيد عقل بقصيدة لاعب الريشة وغيرها، كما إنها غنت أمام العديد من الملوك والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي. وأطلق عليها عدة ألقاب منها "سفيرتنا إلى النجوم" الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه.
بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يستقي من الموسيقى العربية والموسيقى العالمية.
وقد أصدرت خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها "كيفك انت"، "فيروز في بيت الدين 2000" والذي كان تسجيلاً حياً من مجموعة حفلات أقامتها فيروز بمصاحبة ابنها زياد وأوركسترا تضم عازفين أرمن وسوريين ولبنانيين، وكانت البداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة، وكان ألبوم "ايه في أمل" آخر ألبوماته، وقد قدمته في خريف ال2010 في حفل كبير في بيروت.