لم تخل ساحة الفنون السعودية منذ نشأتها من الأسماء النسائية، رغم بدايتها المقننة والمحدودة والأسماء التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.
| في فن التمثيل والمسرح مثلاً مازالت المشاركات النسائية يحيطها الكثير من الجدل، فغالباً ما نرى المرأة في هذا المجال خلف الستار أو الكاميرا كمؤلفة أو مخرجة، لكننا لا ننكر رغم كل القيود كيف تميزت الممثلة والمخرجة والسيناريست السعودية على مستوى الوطن العربي، كتسعينات القرن الماضي؛ حيث برزت فنانات سعوديات خارج الأراضي السعودية، كما برزن في كتابة السيناريوهات، كما توجت مخرجات سعوديات في محافل مختلفة على مستوى العالم. وتعتبر التجربة السينمائية النسائية تجربة وليدة، لكنها تميزت ببصمة مختلفة معبرة عن أصالتها ومجتمعها.
| وفي التعبير عن المجتمع أبدعت الفنانة التشكيلية السعودية أيضاً في نقل حضارتها وتراثها وثقافتها بكل جدارة لكافة أنحاء العالم، وأعطت المرأة السعودية في هذا المجال الكثير، وبدأت منذ ستينيات القرن الماضي، وكانت أسماء الفنانات حتى نهاية ذلك القرن قليلة والمشاركات شحيحة، لكن بعض أولئك الرائدات لهذا الفن أخذن على عاتقهن الفن كرسالة للجيل الذي يليهن، ليفتتحن مراكز لتعليم الرسم، سافرن ودرسن وأتين بتلك العلوم؛ ليخرجن من معاهدهن الكثير من الفنانات التشكيليات، وتطورت مناهج الفنون في الجامعات والمدارس في السنوات العشر الأخيرة، وأصبح الاهتمام بها كبيراً، وأتيحت الفرص لمحبات الفن والهاويات الخروج للعالم والدول المتقدمة لاكتساب الخبرات.