إن الاستماع إلى الأشخاص يتطلب قدرة كبيرة من الطرفين، من طرف المتحدث ومن طرف المستمع؛ لأن العصر لم يعد يتحمّل الإطناب في الحديث وسط تحكم العلوم والتكنولوجيا على حياتنا المعاصرة، كما أن القدرة على الإقناع والتأثير هي السبيل الوحيد إلى عقل جمهور المستمعين، لذلك نرى أن السياسي الخطيب هو أكثر نجاحاً من السياسي غير الخطيب، ويدخل في ذلك طبقة الصوت وقوته، ما يجعل المستمعين يعيرون آذانهم إليك من خلال جرس صوتك؛ لأن آلتك الموسيقية أكثر تأثيراً، ويجب التحدث بروح عاطفية تهّز أحاسيس الآخرين؛ ليكتشفوا جمال الكلام وأنغامه.
في هذا الفيديو يتحدث الخبير جوليان تريجر عن السبل التي يتبعها المختصون في مخاطبة الناس، ليفتحوا آذانهم ومن بعد قلوبهم ليستمعوا إلى نصائحك، وأولها احترام عقول المستمعين.
هنا الخطوات الأساسية لجعل المستمعين يفتحون آذانهم لنا:
1 ــ عدم الوقوع في نشر الإشاعات:
عدم التحدث عن الإشاعات لأنها تُعتبر من قبيل القيل والقال التي لا تستند إلى شواهد عملية وواقعية، وأحياناً تفوق العقلانية، لذا يجب تجنّبها أثناء الحديث.
2 ــالحكم على الأشياء:
إن الحكم على الأشياء وإعطاء الاستنتاجات الجاهزة دون تحكيم عقول المستمعين يجعل الناس أكثر نفوراً؛ لذا يجب الوصول إلى الحقائق بالشواهد العملية التي يتقبلّها العقل.
3 ــالسلبية:
السلبية تجعل الناس ينفرون منك ولا يصغون إلى أقوالك؛ لأنها لا تشجعهم على رؤية المستقبل، أو رؤيته بسوداوية مما يثير الإحباط واليأس.
4 ــالشكوى:
الحديث الذي يحتوي على الشكاوى يجعل المستمعين يتذمرون؛ لأن كثرتها تثير السلبية والملل والتعجيز، ولا تشجّع على الاستماع؛ لأنهم يطمحون إلى تحقيق النجاح.
5 ــالأعذار:
الأعذار تجعل المستمعين يشعرون بعدم الجدية؛ لأن الأعذار الواهية لا تنفع في شيء سوى أنها تقوم على التبرير لإخفاء الحقيقة أو الفعل.
6 ــالكذب:
حذار من الكذب، فالمستمعون لهم مصادرهم، ويكتشفون الكذب في الحال؛ لأن حبله قصير، وبمجرد اكتشاف الكذب في الحديث لن يستمع أحد لك، ويُفقدك المصداقية التي هي جوهر الاستماع.
7 ــ الدوغمائية (الجَزْمِية):
تعني التعصب لفكرة معينة دون قبول النقاش فيها، أو الإتيان بأي دليل ينقضها لمناقشته، وهذا بحد ذاته يجعل المستمعين يهربون؛ لأن الدوغمائية لا تؤدي إلا لطريق مسدود.