دبي. شاكر نوري

الذكاء المتحرك ليس مجرد عبارة رنانة، بل هو علم بمعنى الكلمة وسينعقد مؤتمر حوله Mobile Intelligence Conference في معارض ساندس في سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث سينطلق حوار مفتوح عن (فن الممكن) في عالم الابتكارات والتكنولوجيا التي يعتمد عليها تطور المجتمعات الحديثة، ويتطلع شباب العالم إلى المشاركة في هذا المؤتمر الهام، الذي من شأنه أن يعطينا مزيداً من المعلومات حول ذكاء اليافعين الشباب وإسهاماتهم في اختراع البرامج المبتكرة، ولعل أهم ما يطرحه المؤتمر: هل الناجحون في المدارس هم علماء المستقبل؟ أم أن المبتكرين يأتون من خارج البرامج الدراسية الرسمية؟.
هذه لمحة عن حياة العباقرة، وهؤلاء الذين ظهرت علامات الذكاء عليهم في سنوات طفولتهم، وكثير من المخترعين والعلماء لم يكونوا بالضرورة أقوياء في المدرسة، بل اعتمدوا على تفجير طاقاتهم خارجها، على سبيل المثال، لم يكن الفرنسي إيفرست غالوا (1811 ــ 1832) مخترع الجبر التجريدي طالباً يدرس كثيراً، وقد انغمس في صراع الفروسية بسبب حبه لفتاة، كان عقله قادراً على حّل أعقد المعادلات الرياضية، ولكنه في الحياة لم يكن يفكر بالشكل السليم، فعرّض حياته للخطر، وقتل إثر مبارزة في عمر الـ21 عاماً.
بعض هؤلاء العباقرة الشبان اليافعين مخترعون وعلماء، وبعضهم الآخر فنانون لامعون، وبعضهم يمتلك معرفة موسوعية، ويجيد الحديث بلغات عديدة.
والسؤال المطروح هنا: كيف نقيس الذكاء؟، ذلك المعيار الذي يعتبره المؤتمر من أهم المقاييس.
من المعروف أن أهم برنامج لقياس الذكاء حالياً هو امتحان المقياس «ستانفورد - بينيه» Stanford-Binet IQ test الذي يتكون من صندوقٍ يحتوي على مجموعة من اللُّعَب، تستخدم مع الأعمار الصغيرة، وكتيِّبينِ من البطاقات المطبوعة، وكراسة لتسجيل الإجابات، وكراسة للتعليمات، وكراسة معايير التصحيح، وهو يتراوح بين 85 ــ 114 درجة، وما يفوق الـ 144 درجة يُعتبر في مستوى العبقرية.
عندما نقارن بين هؤلاء الأذكياء اليافعين نجد الفوارق بينهم في مجال الخلفية والقدرة الذهنية والصفات الشخصية، بعضهم انطلق بعد بداية بطيئة، على سبيل المثال إسحاق نيوتن درس في مدرسة فقيرة، وونستون تشرشل فشل في الصف السادس، ولم يتمكن من اجتياز الامتحان. وألبرت أينشتاين لم يكن يتكلم حتى عمر الرابعة، ولم يتمكن من القراءة حتى عمر السابعة، ومعلم بيتهوفن كان يطلق عليه العازف الميئوس منه، يوجد حالياً أعداد كبيرة من هذه النخبة الذكية وهي تشق طريقها في الحياة العملية، وفي هذا الصراع يبقى الإنتاج هو الحل الوحيد، مما لا شك فيه أن الظروف المحيطة بهؤلاء الشبان العباقرة هي التي تقرر مصيرهم ومستقبلهم في عالم أصبح بأمس الحاجة لتفكيرهم وعبقريتهم.


فيديو:
https://www. youtube. com/watch?v=uxE4fMQ4Oj0

التعليقات