اكتشاف بروتين «هيرا» المكافح للفيروسات

الدكتور تارانجيت راي

دبي- حنان الشحف

أطلقو عليه اسم «هيرا»، إنه بروتينٌ جديد يوقف نمو الفيروسات، ويحدّ من انتشار مرض السرطان، تم اكتشافه مؤخرًا من قبل باحثين في جامعة غرب أسكتلندا، حيث يسعون حاليًا للتعرف بشكل كامل على آلية عمله. فقبل ثلاث سنوات ذكر الدكتور «تارانجيت سينغ راي» وزملاؤه في معهد «بيستون» لعلاج السرطان وجامعة غلاسكو أن بروتين «هيرا» يمكنه منع انقسام الخلايا التي تُسبب السرطان.
أما اليوم فيقول: «في كل مرة تعودت فيها على استخدام الفيروسات، فإن هذا البروتين (هيرا) كان ينتقل إلى مكان جديد، وهو ما جعلني أفكر في أنه قد يكون له دور في علاج الفيروسات. ولكن لأنني كنت أنفذ مشروعًا عن السرطان، فإن ذلك الأمر لم يحتل أولوية في تفكيري».
وعلى هذا الأساس، فقد توصل الآن الدكتور راي وزملاؤه إلى نتيجة مفادها أن نفس البروتين «هيرا» يكافح الفيروسات ويحدّ من انتشار السرطان.. وقد جاءت هذه النتائج من خلال استخدام فئران قادرة على «تعطيل» بروتين «هيرا» في جيناتها، حيث كانت هذه الكائنات الحية عرضة بشكل كبير للإصابة بفيروسات الهربس عند تعطيل عمل هذه البروتينات، الأمر الذي يؤكد أن بروتين «هيرا» قد يكون له دور رئيسي في مكافحة كل من الفيروسات والسرطان.
ولكن النبأ السار الذي أشار إليه «راي» هو أن هذا البروتين موجود بالفعل في كل خلية من خلايا أجسامنا بكميات كبيرة وقليلة، وقد تتعلق حيلة استخدام بروتين «هيرا» في مكافحة المرض بزيادة مستويات هذا البروتين في خلايا أجسامنا، ومن أجل القيام بذلك فإنه يجب التوصل إلى طريقة لاستخدام بروتين يمكنه الدخول بإحكام شديد إلى الحمض النووي لأجسامنا، وهو ما قد تهتم به شركات الأدوية؛ حول كيفية زيادة مستويات هذا البروتين.
لكن «راي» يشير إلى أن الأمر يتطلب الحذر، وقد يستغرق سنوات قبل أن ينتقل هذا البحث من مرحلة المختبر إلى التجربة العملية في العيادات والمستشفيات.
هذا وقد أشرف الدكتور «راي» على دراسة دولية، شاركت فيها جامعة غرب أسكتلندا ومعهد «بيتسون» للسرطان، وجامعة غلاسكو، ومشاركون في كارديف وكاليفورنيا، وحصل البحث على دعم من مؤسسة أبحاث السرطان الخيرية في بريطانيا، ونُشرت النتائج في دورية «بحوث الأحماض النووية».

التعليقات