إنها ليس مجرد حكايا عن نجاحات نسائية هنا أو هناك، بل قصص تحكي عن قدرة نساء حملن أهدافهن على أكتافهن نحو المستحيل غير آبهاتٍ بأخطار مميتة قد تكلفهن حياتهن فشاركن الرجال رياضات كانت حكراً على الذكور وتركن بصمة في ميادين الخطر.
تسلق الجبال
هي رياضة المغامرين الذين يهوون تحدي الموت والوصول إلى قمم جبلية لم يسبق لأحد الوصول إليها، أو لتسجيل أسمائَهم على قمم عالية يعتبر الوصول إليها شبه مستحيل، وهذا ما فعلته المتسلقة اليابانية Junko Tabei جونكو تابي (1) أول امرأة وصلت إلى قمة إيفيرست عام 1939.
انطلقت جونكو نحو أعلى قمة على وجه الأرض واضعة نصب أعينها الوصول والعودة للوطن بسلام غير آبهة بكل التحذيرات والأخبار السلبية عن المئات من الضحايا الذين سقطوا دون بلوغ القمة، فقد آمنت بنفسها وبقدراتها وسلكت طريقها بعزيمة بالرغم من كل المخاطر القاتلة التي ستواجهها من وعورة الطريق إلى البرودة القارسة وانعدام مصادر الطعام وحتى انخفاض مستويات الأوكسجين إلى حد بالكاد يستطيع الإنسان إلتقاط أنفاسه فيها! ولكن كل ذلك لم يمنعها من الوصول للقمة. وقد ذلل إصرار النساء صعوبة الوصول إلى هذه القمة حيث حققت المتسلقة الأمريكية Melissa Arnot Reid ميليسا أرنوت (1) هذا الإنجاز ستة مرات آخرها في عام 2016 إلى جانب العديد من السيدات اللواتي شاركن ونجحن في هذه التجربة.
الفروسية
تعتبر هذه الرياضة من الرياضات الخطرة جداً إذ تفوق خطورتها قيادة الدراجات النارية بعشرين مرة! حيث أن المتوسط لحوادث الدراجات هو حادث لكل 7000 ساعة قيادة بينما متوسط حوادث الفروسية هو حادث لكل 350 ساعة، وذلك حسب Dr. Gloria M. Beim د.غلوريا بيم من الموقع المتخصص بالأبحاث الطبية والعلاجية (2) hughston.com ولكن هذا لم يمنع النساء من تسجيل انجازات هامة في تاريخ هذه الرياضة.
وبالحديث عن المرأة والفروسية والتحدي والإرادة فإن اسم Angelika Trabert د.آنجيليكا ترابت هو الأجدر بالذكر، الطبيبة آنجيليكا هي فارسة إلمانية من الطراز الأول، ولدت مع إعاقة جسدية حرمتها من أن يكون لها أرجل كباقي أقرانها، فاختارت تحدي الإعاقة واستعانت بالحصان ليكون رفيقها نحو نجاح عالمي حيث مثلت إلمانيا في أولمبياد صيف عام 2012 وأحرزت ميداليات عدة عبر مسيرتها الرياضية.
كما تعتبر الفارسة الإيطالية Valentina Truppa التي مثلت منتخب بلادها في أولمبياد صيف عام 2012 الأشهر عالمياً فقد أحرزت العديد من الميداليات وتفوقت على أسماء كبيرة في هذا المجال تاركة بصمة نسائية في عالم الفروسية.
وعلى الصعيد المحلي تحتل المرأة الإماراتية مكانة الصدارة في هذا المجال، فقد أحرزت فارسات الإمارات الذهب في «خليجي القدرة» عام 2016
هوكي الحقل
هي لعبة رياضة جماعية أولمبية تعود جذورها إلى العصور الوسطى في كل من اسكتلندا وهولندا وإنجلترا. تجرى المباريات بين فريقين مكونين من 11 لاعباً على أرضية عشبية أو رملية مع كرة صلبة، ظهرت أول مرة في البرنامج الاولمبي في دورة عام 1908 وكانت حكراً على الرجال حتى عام 1980 حيث قُدم الهوكي النسائي لأول مرة، وبالرغم من خطورة هذه الرياضة إلا أن النساء استطعن المشاركة وتحقيق نجاحات متتالية حول العالم.
الرياضة الأخطر.. التشجيع الحماسي Cheerleading
أما الملفت في سياق الحديث عن الرياضات النسائية الخطرة أنه قد أثبتت دراسات (2) قام بها المركز الوطني للأبحاث الخاصة بالإصابات الرياضية البالغة التابع لجامعة شمال كاليفورنيا بأن واحدة من أكثر الرياضات المحببة لدى الفتيات عموماً وبالأخص الأمريكيات منهن هي رياضة التشجيع الحماسي Cheerleading هي الأخطر على الإطلاق حيث تعتبر المسبب ل 65% من إصابات الفتيات في المرحلة الثانوية و 67% من الإصابات في مرحلة الدراسة الجامعية
المرأة قادرة كما الرجل
بعد أن أثبتت المرأة وجودها في ميادين الرياضة الخطرة وأثبتت شجاعة لا تقل عن شجاعة الرجال، لا مكان للأفكار التي تُحجم المرأة وتضعها مواضع الضعف بحجة اختلاف قوتها الجسدية عن الرجل، استطاعت المرأة مجارات الرجل بكل الميادين وذلك بفضل الإصرار والعزيمة، فالارادة تجعل من الانسان قادراً ناجحاً وفاعلاً لخدمة ذاته ومجتمعه، أياً كان أنثى أم ذكر، سليم الصحة أو يشكو إعاقة جسدية