من أين أبدأ؟ سؤال مهم جداً لأنه في كثير من الأحيان يحتار الفرد بمعرفة نقطة البداية التي سينطلق منها لعمل خطة تطويرية واضحة لذاته.
المستشار فهد محمود خان، كوتش متخصص في مجال تطوير الذات ومهارات القيادة ورئيس قسم الموارد البشرية لاحدى مجموعة شركات سعودية كبرى وشريك مؤسس لشركة "كن" للاستشارات وخدمات الكوتشنج يوضح من خلال خبرته في هذا المجال أنه:
"لا يمكن لأي شخص معرفة نقطة البداية من غير معرفة الوجهة أو الهدف، لذا لابد أولا من الاجابة على السؤال التالي: ما هو هدفي؟"
هناك أربع خطوات رئيسية يجب اتباعها لعمل خطة تطويرية واضحة وفعالة.
1. مرحلة التفكير بتمعن وعمق: هذه المرحلة الأهم لتحديد الوجهة ومعرفة الحقيقة والواقع عن طريق مجموعة من الأسئلة المهمة التي تتطلب الجلوس مع النفس والتفكير العميق للتأكد من وضوح الهدف.
ومن الأسئلة الشائعة في هذه المرحلة:
(ما هي وظيفتي الحالية؟ ما هي المهارات التي أحتاج تطويرها في وظيفتي الحالية؟ ما هي الوظيفة المستقبلية التي أرغب في الوصول اليها؟ هل احتاج أن أعمل في وظيفة أخرى لتطوير نفسي ولا أستطيع تطوير ذاتي في وظيفتي الحالية؟ ما هي الوظيفة التي أحلم بها؟ لماذا؟ ما هي الخبرات العملية التي أحتاجها وأريد تنميتها؟ ما هي نوعية المشاريع التي أرغب في العمل عليها؟ ما هي احتياجات الشركة التي أعمل بها؟ ما هي احتياجات السوق الحالية؟ ما هي احتياجات السوق المستقبلية؟ ما هي نقاط قوتي؟ ما هي نقاط ضعفي؟ كيف كان آدائي في السنة الحالية؟ ما هي ملاحظات الآخرين عن آدائي؟) جميع هذه الأسئلة مهمة جداً للتفكير بعمق ومعرفة الوضع الحالي وعلاقته بالهدف المرغوب تحقيقه.
وأكد خان أن هذه المرحلة مهمة جداً "فكثير من الأشخاص يقفزون عنها إلى مرحلة التخطيط مباشرة مما يسبب لهم الحيرة وعدم معرفة نقطة البداية".
2. مرحلة التقييم: وهذه المرحلة التي يتم عمل تقييم شخصي على القدرات والمهارات القيادية الحالية ومقارنتها بالوظيفة الحالية والوظيفة المستقبلية. ويتم تحديد الأولويات عن طريق معرفة الفجوات الحالية مقارنة بالوظيفة الحالية، إذا لم يكن هناك فجوات، يتم المقارنة باحتياجات الوظيفة المستقبلية حتى يتمكن الفرد من تمكين ذاته لتحقيق الوظيفة المستهدفة.
كما يتم في هذه المرحلة عمل التقييم على أساس المهارات والسلوكيات القيادية من نواحي متعددة مثل تقييم الذات والتقييم من الآخرين ومن المدير ومن العملاء بحيث يتم تغطية المحيط الكامل للفرد ويسمى تقييم الـ 360 درجة.
3. مرحلة التخطيط: بعد تحديد الوجهة وتقييم الوضع الحالي، تبدأ مرحلة وضع خطة واضحة يوجد فيها أهداف محددة مربوطة بزمن واضح. أفضل طريقة هي طريقة الـ 70-20-10.
فـ 70% مما نتعلمه يكون من التطبيق والتجربة على رأس العمل، ويجب تحديد المشاريع التي يمكن أن تساعد الفرد على تعلم المهارات المطلوبة عن طريق التطبيق.
بعد ذلك تأتي الـ 20% من التعلم من الآخرين وذلك بتحديد كوتش أو موجه مختص في المجال المطلوب، وأخيرا تأتي الـ 10% الأخيرة من التدريب أو القراءة. ومن هنا يأتي الخطأ الشائع عند الكثير من الناس باعتقادهم أن التدريب هو أفضل وسيلة للتطوير بينما الحقيقة والواقع أثبت عن طريق الدراسات أن التدريب يعطينا فقط 10% من نسبة التطوير.
4. مرحلة التطبيق والمراجعة: هذه آخر مرحلة وهي تتمحور حول التركيز على تطبيق كل ما تم التخطيط له ومراجعة الآداء بصورة مستمرة حتى يتم التأكد من فعالية الخطة التطويرية ومدى تحقيقها. من هذه الخطوة يمكننا عمل تعديلات وتحسينات للخطة بشكل مستمر حتى نتمكن من تحقيق أفضل النتائج الممكنة.