الشيخة مي بنت محمد آل خليفة

لبني بنت سليمان العليان

مريم المنصوري

نجاة بلقاسم

نوال المتوكل

هدى قطّان

مي مصطفى -القاهرة

المرأة العربية كانت وما زالت من أكثر نساء العالم قوة وإرادة؛ فنحن نجد النساء العربيات عظيمات مبدعات ومتفوقات في العديد من المجالات العلمية والفنية والأدبية والفكرية أيضاً.
«رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة» مقولة تعبّر عن طريق طويل سلكته المرأة العربية، في نضالها لأجل نيل حقوقها في التعليم والعمل، فبرعت في عالم الأعمال والسياسة والعلوم والطب. في هذا التحقيق نساء عربيات رائدات في المجال العملي الذي اخترنه، لم تكن طريقهن مفروشة بالورود، بل واجهن الكثير من الصعاب التي تحتاج من الإنسان، بغض النظر عن جنسه، إلى الكثير من الإرادة والتصميم والمثابرة؛ ليحققن نجاحات متتالية، وليصبحن نماذج ملهمة للكثير من الشابات في عالمنا العربي حسب التقرير السنوي لمجلس المرأة القومي، وقد ذُكر بعضهن في هذا التقرير:

 


الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: نعم للاستثمار في الثقافة

 


أول وزيرة للإعلام والثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي، تمّ تعيينها وزيرة للثقافة بعد فصل الإعلام عن الثقافة عام 2010. خرجت من التشكيلة الوزارية الجديدة عام 2014؛ لتُعيّن عام 2015 رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار. تشدّد الشيخة مي على أن الاهتمام بالتاريخ وبالموروث الحضاري مهم جداً للثقافة، كما أن الاستثمار في القطاع الثقافي وربطه بالاقتصاد هو دليل اهتمام إضافي. وقد ترجمت هذا الاهتمام، بتطوير قطاع الثقافة من خلال مشروعها «الاستثمار في الثقافة» وأسّست شراكة ما بين قطاع الثقافة والمؤسّسات المالية والمصرفية. رأست مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، والمجلس الأعلى للسياحة في مملكة البحرين، وأنشأت عدداً من المراكز الثقافية، وأدارت مجموعة متنوعة من البيوت الفنية، منها: مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وبيت عبدالله الزائد لتراث البحرين الصحفي. تم اختيارها رئيسة لِلَجنة التراث العالمي في اليونسكو في دورتها الخامسة والثلاثين، وفازت بلقب الشخصية الإعلامية الخليجية لعام 2010، واختارتها مجلة «فوربس» من بين أقوى 50 شخصية عربية. حازت جائزة «كولبير للإبداع والتراث» الفرنسية، ووسام الشرف الفرنسي الوطني بدرجة فارس، وجائزة المرأة العربية المتميزة في مجال القيادة الإدارية من مركز دراسات المرأة، في العاصمة الفرنسية، باريس.

 


نجاة بلقاسم.. تكافح العنصرية في المدارس الفرنسية

 


لم يرحب الجميع في فرنسا بصعود وزيرة التعليم الفرنسية ذات الأصول المغربية «نجاة فالو بلقاسم» الصاروخي في عالم السياسة؛ فقد وجّه المسلمون في فرنسا الانتقادات إليها إثر دعمها الخط العلماني الفرنسي على حساب الإسلام. كما هُوجمت بلقاسم من وسائل الإعلام المحافِظة، ورأوا أن تعيينها في منصبها الجديد هو بمنزلة «استفزاز»، وسْط توقعاتهم بأنها تسعى لأسلمة المدارس الفرنسية. وكان ردّها من طريق تأمين تمرير القوانين التي تعكس الليبرالية العلمانية للحزب الاشتراكي الحاكم، بما في ذلك حظر المضايقات الجنسية وتدابير تعزيز المساواة بين الجنسين.
في الوقت الذي تعترف فيه بلقاسم، أحد النجوم الصاعدين في الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم، بأن مسارها يبدو غير اعتيادي بالنسبة إلى كونها من المهاجرين إلى فرنسا، نجدها تشجع باقي الأطفال المهاجرين على عدم التخلي عن أحلامهم.
المغربية نجاة بلقاسم التي باتت أول امرأة تشغل منصب وزيرة للتعليم في فرنسا؛ لا تخجل من التصريح لوسائل الإعلام بأنها كانت ترعى الماعز في قريتها الأمازيغية، فهي التي دافعت بقوة عن إدراج اللغة العربية في المقررات المدرسية الفرنسية تحت قبة البرلمان الفرنسي، مبرزةً أهمية تدريس اللغة العربية كباقي اللغات، من بينها التركية والبرتغالية، ومعتبرة أنها وسيلة تجعل التلامذة ينفتحون على حضارات العالم.

 


نوال المتوكل.. العدّاءة الاستثنائية

 


وُلدت العدّاءة المغربية نوال المتوكل في مدينة الدار البيضاء عام 1962، حيث استطاعت أن تكتب اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ «أم الألعاب»، كأول عدّاءة مغربية وعربية تُتوَّج بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 1984.
وبعد مشوار حافل بالتتويجات والجوائز؛ دخلت العدّاءة المغربية مجال التسيير كأول عربية تُعيّن في منصب النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية، كما رأست اللجنة المتخصصة في تقييم ملفات ترشيح الدول الخاص بأولمبياد 2016، التي حظيت مدينة ريو دي جانيرو بشرف استضافتها.
وإلى جانب منصبها في الاتحاد الدولي لألعاب القوى، تقلّدت نوال المتوكل منصب وزير الشباب والرياضة في المغرب في حكومة 2007.

 


هدى قطّان.. الأكثر تأثيراً في عالم الجمال

 


هدى قطّان هي رائدة أعمال والشريك المؤسّس لإحدى ماركات التجميل الأسرع نمواً في المنطقة «هدى بيوتي» Huda Beauty، وتُشتهر على الصعيد العالمي بصفتها إحدى أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم الجمال، وهي واحدة من بين أفضل 10 مدوّنات جمال حول العالم. تحوّلت هدى قطّان من خبيرة تجميل إلى صاحبة شركة، حيث بدأت مسيرتها الثورية عام 2010 حين قرّرت الانسحاب من عالم الشؤون المالية؛ لتحقّق حلمها بترك بصمة في مجال التجميل، فحوّلت شغفها منذ ذلك الحين إلى نموذج عمل ناجح ومتنامٍ. أسّست هدى مدوّنتها الجمالية عام 2010؛ لمساعدة النساء حول العالم على تعلّم كيفية تحسين نظام العناية بجمالهنّ من طريق استعراض المنتجات بشكل مفصّل وإقامة برامج تعليم تفاعلية. حصلت مدوّنتها على عدد هائل من المتابَعات؛ أي ما يعادل مليوني مشاهدة في كل شهر. ورغم فيض إنجازاتها حتى الآن؛ تعتبر هدى أنّه لا حدود لفرص النمو، فقدرتها على التفكير بشكل مختلف، واتباع نهج غير تقليدي، وطريقتها في إدارة الأعمال، كلها عناصر ساعدتها على اكتساب قاعدة جماهيرية مؤلَّفة من نساء من جميع الأعراق والأعمار.

 


مريم المنصوري.. أول إماراتية تقود طائرة مقاتلة

 


من منا لم تُصبه الدهشة عندما أُعلنت مشاركة شابة إماراتية في الحرب على الإرهاب والتحليق بطائرة حربية إلى جانب إخوتها الإماراتيين في السلاح؟! إنها مريم حسن سالم المنصوري أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار في سلاح الطيران الإماراتي.
وُلدت مريم حسن سالم المنصوري في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في أسرة مكوّنة من ست بنات وثلاثة أولاد. تخرجت في الثانوية العامة -القسم العلمي بمعدل 93 في المائة، بعدها التحقت بجامعة الإمارات وحصلت على بكالوريوس لغة إنكليزية وآدابها بمعدل امتياز، ثم التحقت بالقوات المسلحة بعد الثانوية العامّة بقرار شخصي ودعم من الأهل لرغبتها في أن تكون طياراً مقاتلاً، لكن لم يكن المجال مفتوحاً للعنصر النسائي حينها؛ فالتحقت بالعمل في القيادة العامة للقوات المسلحة لسنوات عدة، وعند فتح المجال للعنصر النسائي للالتحاق بكلية الطيران، كانت المنصوري أول من بادر بالانضمام إلى هذا المجال الذي كان الدافع الأول لالتحاقها بالقوات المسلحة. وقد نجحت في الوصول إلى رتبة رائد مقاتل على طائرة «إف 16».
في أيار/ مايو عام 2014، حصلت المنصوري على جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميز ضمن أول مجموعة تكرّم في فئة جديدة هي «فخر الإمارات»، وقلّدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ميدالية تحمل اسمه.
التحاق المرأة الإماراتية بالمؤسسة العسكرية ومشاركتها باقتدار وتميّزها في الدورات التدريبية والإدارة ومختلف صنوف العمل العسكري عبّرت عنها بوضوح الرائد الطيار مريم حسن سالم المنصوري الحائزة «ميدالية فخر الإمارات» التي تُمنح لأبناء الإمارات الذين أضحوا قدوة للشباب، ونموذجاً رائداً للمواطن الإماراتي.

 


لبنى بنت سليمان العليان.. تابعت أحلامها حتى حققتها

 


لبنى بنت سليمان العليان، هي أول امرأة سعودية يتم انتخابها في عضوية مجلس إدارة البنك السعودي - الهولندي. وضعت العليان كل العوائق الاجتماعية جانباً، وتابعت أحلامها حتى حقّقتها؛ فبرزت في عالم المال والأعمال، لتختارها مجلة «أرابيان بيزنس الاقتصادية» ثاني أقوى شخصية نسائية عام 2011 ضمن قائمة أقوى 100 سيدة عربية. تلعب العليان دوراً رئيساً في مبادرات عالمية عدة تتبنى مبدأ الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في «مجلس الأعمال التجارية العربي» التابع للهيئة الاقتصادية العالمية. لا يقتصر عمل العليان على الأعمال والتجارة والمال فحسب، وإنما تدافع بقوة وعزم من أجل تقدّم المرأة وتمكينها في المملكة العربية السعودية وفي العالم. وقد أنشأت عام 2004 برنامج العليّان للعمل الوطني النسائي للتوظيف والتطوير «أون وورد» ONWARD بهدف زيادة عدد المهنيات اللواتي لا يشكّلن سوى نسبة ضئيلة من إجمالي القوى العاملة في المملكة العربية السعودية، ويعمل البرنامج على إعداد المنتسبات لتولي مناصب قيادية تنفيذية في المستقبل.
ولم تكتفِ العليّان بذلك، بل فتحت مجموعتها التجارية أمام المرأة السعودية، وبإشراف منها جعلت لهن مكانة مرموقة وتأثيراً في القرارات الصعبة، وتقول العليّان: «أنا لست امرأة متشددة، ولست من دعاة تعيين النساء في المناصب بشكل مصطنع، لكنني من دعاة نظام محايد في ما يتعلق بالنوع الاجتماعي».
وعن مفتاح نجاح المرأة، تقول العليان: «يتمثل أحد المفاتيح الرئيسة لنجاح أي امرأة في قطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية في تأمين حصولها على الفرص المتساوية للتمكّن من المساهمة والمشاركة في التنمية الاقتصادية للبلاد»، مشيرة إلى أن استقرار المجتمع مرتبط بتعليم المرأة السعودية وتدريبها، وأنّ التحديات في مجال العمل لا تزال قائمة في وجه النساء السعوديات، ورغم التوجّه الحكومي المشّجع، فلا بد من أن تتفاعل المؤسسات المجتمعية مع المرأة لتدعم وجودها الى جانب الرجل في مجالات العمل. وعن دور الرجل في حياتها، تفتخر العليان بدعم الرجل لها في مسيرتها، وتقول: «أنا محظوظة للعب الرجل دوراً خاصاً في حياتي؛ فهناك ثلاثة رجال أثّروا في حياتي: والدي رحمه الله، وزوجي، وشقيقي الأكبر خالد».
منحها ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، عام 2012، الوسام الملكي السويدي للنجم القطبي من الطبقة الأولى. وهي أول امرأة سعودية تنال هذا الوسام؛ تكريماً لجهودها في تعزيز العلاقات بين بلادها والسويد، كونها الرئيسة التنفيذية لمؤسسة العليان. كما تولت قيادة العديد من الشركات السويدية في السعودية، بالإضافة إلى مبادراتها المميزة في العمل التطوعي والنشاطات الخيّرة.

التعليقات