انتظرني كلّما اشتد بك الحني

سلمى الجابري
تخيفني الكتابة التي تضفي روحاً أخرى فوق روحي بقصاصاتها ويتمها العاطفي. أكتب عن الكثير، الكثير بلا استثناء، ثمة من يجيء مطابقاً لشعوري، والبعض يأتي بكامل حزنه وخيبته، أما البعض الآخر فهو لا يسير نحوي إلا باستثناءات كثيرة، تماماً مثلك، أنت أيها الرجل الأحاديّ الآسر القادر على أن يمسد لي موضع الوجع بكلمة واحدة، بصمتٍ مثير، بضحكة ناطقة بالعاطفة، أنت الوحيد من يهدهد لي فزعي، والوحيد من يلقي بي بداخلِ الكثير من الكلمات، من الآهات والأسئلة التي لا تنتهي، إلا عند سماع صوتك. صوتك الذي يذكرني بالحياة، وبأن هنالك الكثير ما زال ينتظرني، أخشى الغرق فيه. فأنا الآن أكتبك برغبةٍ سريّة، وبأفكار ملحة. فهذا هو الوقت المناسب؛ كي أعيد صياغة حرفي من أجلك، ليس هنالك من يجبرني على ذلك، لو لم أشعر به بعمقٍ تجهله. أنت الآن تقرأني وبيني وبينك خارطة العالم، وعقارب الساعة التي لا تنتهي، تقرأني بحنينٍ وبلهفة، تماماً كما أكتبك، فأنا سأظل أحملك بداخلِ الذاكرة أينما رحلت وحللت؛ لأنك الرجل (المشتهى). ولأن الكتابة تغذية قلبية أنا بحاجةٍ بأن أكتبك كما تستحق. هنالك من يكتب كمن يحشر الأحلام تباعاً، أما أنا فلا أستطيع الكتابة طالما لم أُدمي أفكاري كفعلِ جنون. فاللغة تعتاش على ارتعاش الشعور، وأنت من تجعل حرفي ينتفض أو يخمد، يا ألله على رهافة اللحظة التي تجمعنا في منتصف ضحكة مشاغبة، كم أحبها وأحبك. بات لزاماً عليّ أن أمضي من دون توقف، فلا تجبرني على الوقوف، فالحب الذي يبدأ بنصٍ متواضع سيكبر مع الانتظار، انتظرني كلما أشتدّ بك الحنين وقصف.