لا تنتظر الحب

سلمى الجابري
| في سياق الحب والصداقة، ستصادف أشخاصاً كثيرين، منهم من يحبك بصدق، ومنهم من يتملقكَ بقصد، ومنهم أيضاً من يقدم لك حباً لكنه يخضع لشروط معينة. وأسوأ أنواع الحب هو من يأتيك بحبٍ مشروط، فقط يريد منك الانصياع التام لقوانينه ولأحكامه، وحتى لمزاجيته دونَ أي اعتراض، وصدقني حتى وإن نفذت له مآربه فسيأتي لك بشروطٍ أخرى. هؤلاء الأشخاص المهووسون بساديةِ العاطفة لا يريدون قلبك فحسب، بل يريدون استعباد ذاكرتك بهم. لذلك لا تنتظر الحب؛ لأن من سيحبكَ سيعمل جاهداً لتحافظ على ذاتك، عقلك وروحك. لن يطمع بأن يحتلك بمكرٍ ودهاء، ولن يحاول قمع طموحك؛ من أجل راحة باله فقط. كن كما أنت، لا تدع الآخرين يُغيرون من ملامحكَ شيئاً؛ لأنك في نهاية المطاف ستكره نفسك حين تنهض من سباتكَ أخيراً لترى مدى ضعفك وخيبتك، وترى حجم الخذلان الذي حقنوكَ بهِ عنوة، طالما نحنُ على قيد الحياة سيأتينا الحب آجلاً أم عاجلاً. لذلك لا تبحث عن الحب، بل دعهُ هو من يبحث عنك، فجذوة العلاقات باختلافها لن تنتهي ولن تتوقف. فقط كل ما عليك هو أن تحسن اختيارك؛ حتى تأمن على قلبك، وكي لا تؤذي مشاعرك اعلم أن الحب العظيم لا يعترف بشروط أو حتى أعذار، ومن يتداول معكَ الغرام بنزقٍ مُقنن اتركه لأحكامهِ العاطفية. فـثقافة القلب يجهلها الكثيرون بقدر ما يعلمها العاشقون؛ لأن كل شيء تحت كنف الهوى غير قابل للمساومة أو للصرف، لذلك لا تدخل مع عديمي المشاعر في جدالٍ عقيم لن تخرج منه بأي جدوى، فجميع من ستصادفهم لهم نظريات مختلفة، تسير بصورةٍ معينة بحكم مؤامراتهم العاطفية، ومدى حجم العائد عليهم من التلاعبِ بك، كن حذراً، وتجنب الكوارث العشقية بقدر ما تشهق من حب