أرجوك لا تقتل فرحتي 

أميمة عبد العزيز زاهد


قالت له: أنت الرجل الذي وجدت في عينيه كل الحنان، وفي قلبه كل الحب، فالحب كلمة كبيرة بداخلي، لم أظهرها إلا لك، ولم أشعر بصدقها إلا معك، أنت من أجبرت شفتاي على النطق بها، فمعك أشعر بشعور أعمق من السعادة.
أنا فخورة بك وبحبك وبرجولتك وصفاء قلبك، وأتمنى أن أعيش معك دائماً في حب وسلام؛ لأني أعشق الراحة والاستقرار.
أنا لا أنكر حبك وواثقة من وجوده بداخلك، ولدي قناعة قوية بتصرفاتك وقدراتك، ولكن لا تتمادَ وتعتقد أني طفلة تسترضيها متى تشاء، وتتركها وقتما تريد، لست غبية أو سلبية أو ضعيفة الإرادة، فأنا ياحبيبي أحبك، ولا أعرف الاستسلام معك، وفي كل مرة أنحني فيها للقهر أنهض بعدها أشد وأقوى؛ لأني أنتظر منك الكثير، أنتظر منك أن تشعرني بدفء المشاعر، فأنا أحتاجك إلى جانبي لتدللني، أريد أن أشعر بالفعل بأنني طفلة بين يديك، أريدك أن تحس باللحظة التي تعيشها معي كما أحس بها، وتحميني من كل مخاوفي، وتحتويني لأشعر بالأمان النفسي والعاطفي، حينئذ سأنسى ذاتي ولن تشهد حناناً أدفأ من حناني، ولن تجد أكثر مني فهماً لمشاكلك وظروفك، فالحب عندي مشاركة بكل معنى الكلمة.
أرجوك افهمني، فإني لست أنانية في حبك، ولا أريدك أن تكون رهن إشارتي كما تظن، ولا أن أسجن مشاعرك داخل قضباني كما تعتقد، ولا أن أربط لسانك وأسكت عقلك كما تتوهم، ولكن لا تطلب مني أن أكون باردة الأعصاب، متجمدة الإحساس؛ لأن ذلك من سابع المستحيلات.
أأكون فى نظرك متحكمة إذا سألتك أين كنت؟ أو إذا بحثت عنك حين تغيب عني؟ أأكون أنانية حين أستغل كل ثانية أعيشها معك لأتأملك وأسمع صوتك وكلماتك؟ فإني أحب أن أرى الناس، وأسمعهم ويسمعوني، ولكن عندما أكون معك لا أحب أن يراني أو يسمعني أحد غيرك، ولا أود أن تفوتني اللحظة التي أغتنمها لأسعد بقربك، ولكنك تقتل بداخلي روح الحماس حتى للمناقشة، كل ما ينقصك أن تساعدني لأفك عقدة الغضب المربوطة بداخلك، وأزيل الصدأ الذي تربى بين أفكارك، أنا لا أريد أن أحملك ما لا تطيق، ولا أن أرهقك حتى بمشاكل بيتنا، بل على العكس أريد أن أتحمل أنا متاعبك لتسعد، لأني أكره أن أراك مهموماً وحزيناً، وكل أملي أن أتوغل في قلبك لأساعدك على تحقيق أحلامك. 
ونسيت أني أنثى أتألم وأحس، حتى تعلمت أن أبث أناتي من خلال الإشارات، وهمساتي أرسلها إيماءات…فقسوة القهر غلفتني 
فكم من الحلول والآمال تحطمت فوق صخرة الروتين القاتل، حتى الكلمة الطيبة كادت تختفي وتتلاشى من حياتنا، إني أحتاجك أمام عيني؛ لأضع يدي على مصدر تعبك وأبدده، وأضمك بحناني وأحتويك بقلبي، فما قيمتي إذا لم أكن صدى لآلامك وأفراحك، وظلاً يرافق خطواتك بالحب؟ فأكون مصدر إلهامك ومركز سعادتك ومنبع راحتك، لا أريد أن أشعر بأني مجرد زوجة لها دور ثانوي في حياتك، بالتأكيد هناك حل وأمل تزرعه في صدري، فأرجوك لاتقتل فرحتي، وتهدم أنبل العواطف وأقوى الروابط بأسلوبك.