أرفض الظلم

محمد فهد الحارثي

 

لا تستشري في الظلم؛ فلكل ظالم نهاية. راقب الله في تصرفاتك. اجعل الله بين عينيك في تعاملك معي. قد تفلت من كل عقاب، لكن هناك من يمهل ولايهمل. لاتبرر لنفسك، فالمجرم يرسم لنفسه كل الأعذار ويناقض نفسه بكل بساطة وجمود.

كنت معك على الوفاء والإخلاص. منحتك كل ما يمكن منحه. جعلت حياتي دائرة واحدة محورها أنت. ألغيت كل شيء من حياتي ما عدا أنت.

لا أمِّن عليك العطاء، بل أريد منك صحوة ضمير. أريدك أن تراجع ذاتك وتنظر في تعاملك وتصرفاتك. حتى لو تغاضيت وتجاوزت، هل يمكن أن تموت فيك المشاعر وتتجمد على شفتيك الكلمات.

قد نصمت ونتظاهر بأن حقيقة الواقع مثل الصور الخارجية. لكننا في قرارة أنفسنا ندرك أننا نكذب. وأن هناك بون شاسع بين ما نحن فيه وما نتظاهر به.. إلى متى، والعمر كم هو حتى نقضيه في معاناة وتناقضات؟. صعب أن نكمل مسيرة مشوارنا والمساحات بيننا تتباعد. والتضحيات من طرف واحد جارحة وفيها ظلم للعدالة.

تعبت من الصمت، وشكا الصمت تجاهلي. أريد أن أتكلم وأبوح. فهل أجد لديك آذاناً صاغية أم أنه الجدار العازل، الذي يزيد في ارتفاعة وفي قساوته؟. أصبحنا نعيش في جزر معزولة تجمعنا الخراسانات الجامدة والأسقف الواحدة، ولكنها مسافات بمئات الأميال بيننا. غرباء تجمعنا الأماكن.

حينما أتجاوز وأتنازل ليس ضعفاً مني، بل حرصاً على كيان عشت لأجله وحلم سعيت لتحقيقه. لاتجعلني أشعر باليأس والندم. لا تعاملني كأمر مضمون على الدوام. قد تأتي الساعة التي أخشى حضورها. دعنا نعيد حساباتنا ونجعل الرقيب الذاتي هو من يحاسبنا. فعلى الرغم من كل الصفحات التي مزقتها والأغلفة التي شوهتها مازلت احتفظ بصفحة المقدمة، لعلنا نعيد كتابتها لنمنح أنفسنا فرصة التغيير.

اليوم الثامن:
صمتي لا يعني موافقتي..
وصراخك لا يعني أنك على حق