قلبٌ يتعثر بحبه

سلمى الجابري

 

ثمة مشاعر لا أفهمها، أحاول التعرف عليها، الاقتراب منها، تحسسها قدر الإمكان، الإنصات لها، محاولة الاستسلام لماهيتها المفرطة بالغرابة، ثم الغرق فيها بصمت، وكأني أريد الاندماج معها، والسماح لها بتجريدي من التفاصيل الخامدة، تلك التي تحيا وتموت في ذات الآن دون جدوى منها، كي تخلق بداخلي النيران، رجفة الأطراف، تلعثم الكلمات، دوخة الأفكار؛ لأجدها في نهاية المطاف تربيني على الحب، على الغيرة، على حلمٍ لم يكن ليراودني، لولا أنني لم أتواجد حينها أمام رجُل الحكايات المُخلّدة، عينٌ بعين.
تضطرب الأنفاس، العالم من حولنا يتأرجح، المشاهد تتمايل، ثم تتحول هذه الحياة في أعيننا وكأنها ساحةُ رقص، عندما نبدأ بالحب.
أيها القلب كم تتعثر كثيراً، تخفق بشدّة، تشعر بأنك قد وجدته، بأنك وجدت الحب؛ فتحاول الإمساك به بكل ما فيك من جنون، تجاري ذاك الشعور الخاطف، بين مدٍ وجزر، ثم تلعب معه لعبة الاختباء؛ فلا يسعك أن تعثر عليه؛ حتى تجد أنه قد سارع بالهرب حقاً.
تتألم، تتخبط، تكره لأول مرة، تشعر بالغصة، الحياة بدأت تفقد ألوانها، لا أحد يأخذك من ضياعك، تفقد الكثير منك، أكثر بكثير من كل ما قد أسرفته في لحظة حب، لكنك وببالغ الدهشة، ستكرر هذا الأمر، ستعاود لتجرّب حظك؛ لتطيل الصلوات؛ أن تمنحك الأقدار المشاعر التي تستحقها، أن يبدد لك الغرام، كل نوبات البكاء؛ فتحظى به أخيراً يا صديقي، كما حظيتُ به أنا.