لا شيء يخيف الصمت مثل الصدى

سلمى الجابري


ما الذي تستمع إليه وأنت في الطريق، وأنت في المنزل، وبين محاضراتك، وفي صباحك، وفي أثناء يومك، وقبل أن تنام؟
هل أنت من مستمعي البودكاست؟ من عشاقها، أو من الأشخاص الذين يديرونها؟
نحن نعيش بين الأصوات، بين حكاياها، بين قصصها، بين معلوماتها وتفاصيلها، وهذا ما توفره البودكستات لنا؛ أن تنقلنا نحو عوالم أعمق، بأسئلتها التي تثير ضجة الأفكار فينا.
فهي تعتبر ظاهرة صوتية مثيرة للاستماع وللتجربة، لا شيء يقيدك، الفكرة فكرتك، والصوت صوتك، فقط أحضر «مايك» مناسبًا، واصنع محتواك كما تريده، ثم بثه عبر المنصات المناسبة له، أنت المتحكم في الوقت، في ضيوفك، وفي نبرة الرسالة التي تريد نشرها وانتشارها، ثم البقية ستأتي.
تحدث وكأن لا أحد يسمعك، املأ فراغ العدم بصوتك، لا شيء يخيف الصمت مثل الصدى.
أصبحت البودكستات متصدرة على أي إذاعة؛ لأن الجميع بات يحتاج لبرامج تثريه، تطوره، تفيده في عدة مجالات، منها: اقتصاد، سياسة، ريادة أعمال، فنون، أدب، فلسفة، تسويق، تجارة، موسيقى، ولقاءات مع بعض الأشخاص الملهمين.
بخلاف أي منصة أخرى، لذلك بات الجميع يتجه نحو صناعة محتوى مميز، وصالح للبث وللاستماع، وبمعدات متوفرة، أنت لا تحتاج للكثير كي يصل صوتك للآخرين، كل ما تحتاجه هو فكرة، فكرة تصنعها وتصنعك، تضعك أمام ما تريده بأقل جهدٍ ممكن؛ كي تصفق لشغفك، قبل أن يصفق لك البقيّة.
لكل شخصٍ منّا توجهه، وأفكاره التي يحاول أن يجعلها حقيقة قابلة للعمل عليها، ماذا لو كان نجاحك مقترنًا بصوتك؟ صوتك الذي سيتداوله الجميع بشغف!
كن أنت الصوت الذي يثير فينا رغبة الاستماع، رغبة البحث حول كل موضوع تطرحه، تناقشه، وتضع الاستفهامات حوله، فقط ثق فيك، وثق في جرأتك التي ستجعلك تتحدث مع الكثير من العقول، من الأرواح والقلوب التي يغطيها الصمت، العادية، التكرار، والكثير من اللاشيء.