ما الذي يجعلنا نصمت؟!

سلمى الجابري


- كم هي عدد المرات التي لم نستطع فيها تدارك الوقت؟ أن نتدارك أخطاءنا قبل أن يستيقظ العَالَمون من سباتهم العاطفيّ؟! فيروا وجهنا الآخر؛ وجهنا الذي لم يكن ليروه وهم في أوج الحب، لكنهم لا محالة سيتعرفون عليه في أولِ انتكاسة قد نتعثر بها.
- من منّا سيكون الحظ رفيقه، قبل أن ينعطف عن مساره ويتجه لوجهةٍ لا تعترف به، لا تعترف إلا بعدمه؟!
- هل تذوقت أطرافك طعم الغبار قبل أن تتذوق الحب؟ لن تفهم ما يقوله الآخرون عن الحنين، طالما لم تشعر أصابعك بغبار الذكريات بعد!
- ماذا نحتاج لننعم بسلام؟ فكل شيء قد أصبح يعرقلنا، يباعد بين راحتنا وبيننا، هل لاحظت ذلك؟ إذن ما الحل يا قلبي؟
- في لحظة الاصطدام الأولى كل شيء سيبدو سماوياً، أحادياً، ما عداك، لذا لست بحاجةٍ لوجهٍ مختلف لتخفي حزنك، فقط كُنْ كما أنت، لتحب.
- نتخلى عن كل شيء، حينما نعتلّ بكبريائنا، ليس عليك أن تتحدى المرء بكبريائه، بل تحداه بحبه، دون أن تمسه بخيبة.
- ما الذي يجعلنا نصمت، نغفر، نستمر، ننحاز، نحنو، نمد اليد، ننتظر، غير أننا مرضى حب؟
- في كل مرة أعانق فيها بقايا آمالي، أكتب الكثير من الرسائل، من الوصايا، التي أخشى ألا أقولها لك إلا عند مماتي.. ياه كم يخشى المرء الرحيل عمّن يحب، قبل أن يقول له كل شيء واللاشيء.
- لم نكن لنتطهر من سوأتنا، ومن كل شيء يلوثنا، لو لم نبعث مجدداً على هيئةِ قلبٍ ودعاء.
- في عينيك، أرى طراوة طفولتي، أراني، كل شيء يبدأ بالتنفس، بالضحك، حينما تتحدث أنت، فتصمت بداخلي كل الظنون مرةً واحدة، يا الله كم هو مثير وقع الحياة معك! بعيداً عن صوت يُتم العشاق.
- أفرّ إلى داخلي وكل مواقيت العمر تصرخ باسمك، إلى أين سنذهب وهذا العالم يتربص بنا؟!