ملامح الغد

محمد فهد الحارثي

 

 لا تيأس. انظر لأعلى، للأفق البعيد. كل ما يحصل حولك زوبعات لا تستحق منك القلق. الحياة تحمل الكثير. والغد يفاجئك بغير ما تتوقع. ثق ثقتك بالله ولن تخيب. ومهما تبدو الصعوبات حادة، فكل الطرق السلسة تأتي بعد منعطفات شديدة.

لا تهتز قناعاتك حتى لو بدت لك الأمور معاكسة لمبادئك. في نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح. لا تعتقد لأي سبب أن في سقوطك أو تراجعك قد وصلت إلى القاع، لا يوجد قاع للهاوية. لذلك حاول أن تتماسك وتعيد رحلة الصعود من جديد. الفرق بينك وبين من حولك أن هناك من حاول، وهناك من يجلس يراقب وربما يتحسر.

لسنا ملائكة. ولذلك كلنا نرتكب أخطاء. ونصف الأشياء التي حولنا هي نتيجة أخطاء، وإلا لكانت الحياة خالية من كل المشاكل. الواقعية تعلمنا أن نتقبل أنفسنا بأخطائها وهفواتها. وتحفزنا أن نسعى للأفضل دون أن نلعن الماضي.

في حالات الفشل لا تنزعج،  ضع نقطة فاصلة وقلل خسائرك، وأعد ترتيب أوضاعك من جديد. لا تراهن على الغير كثيرا. الرهان الحقيقي هو على ذاتك. طالما تمتلك نفسك، ولديك الطاقة للاستمرارية في هذه الحياة، فهذا إنجاز في حد ذاته. لا تستصعب التحديات، فعندما تبادر تبدأ الحلول. والمشكلة الكبيرة اليوم هي مجرد ذكرى في الغد.

اهتم بغيرك وحاول أن تشعر بأحاسيس الآخرين، فالعطاء للآخرين يعود لك. إنها عدالة الحياة. قد يخذلك البعض وربما يسيء لك. لكن تجاوز. الكبار بمعادنهم يتناسون الأخطاء ويتذكرون فقط من أحسن إليهم.

استمتع بما لديك، ولا تربط حياتك بمحطات الانتظار. اليوم الذي تعيشه الآن أغلى هديه فقدر قيمتها. الحياة تمنحنا الكثير، نحن الذين نحتاج أن نحتضنها ونبادلها الحب.

 

اليوم الثامن:

أصعب أنواع المشاكل

هي التي في مخيلتنا

وليس في واقعنا ...