نعم للفشل!

محمد فهد الحارثي

 

لا تجعل انكسارات الماضي تحدّ من جموحك للمستقبل. لا تُعطِ الماضي فرصتين لهزيمتك؛ واحدة اختطفها، وأخرى تهديها له. لا تعتقد أن الفشل هو نهاية، بل في كثير من الحالات هو بداية. داخل قصة كل نجاح نواة اسمها «الفشل». وأفضل لحظات انطلاق «قاطرة النجاح» هي صباح اليوم التالي بعد الخسارة.

هؤلاء الذين يشغلون العالم بنجاحاتهم وقصصهم؛ هم أشخاص استطاعوا أن يجعلوا من لحظات الفشل وقودًا للنجاح. إرادتهم كانت مفاتيحهم للمستقبل. نظرتهم كانت للآتي، ولم يكن لديهم وقت للعيش في ذكرى الماضي. هم أشخاص مثلنا، لكنهم تجاوزوا هذه المساحة الرمادية ما بين التوهان في عالم الأمنيات والمبادرة في صنع الإنجازات. الأفراد الذين يعيشون في الماضي ويواجهون المستقبل بالتسويف؛ هم يحرمون أنفسهم من فرص النجاح. مثلهم مثل الشعوب التي ترهن نفسها للماضي؛ تعيش في حروب ونزاعات، بينما مسار التقدم واضح، لكنها إشكالية غياب إرادة التغيير. القاسم الذي يجمع بين الناجحين هو وجود رؤية يؤمنون بها ويسعون لتطبيقها.

استصعاب الأمور وتعقيدها هو جزء من الشخصية السلبية التي تبحث عن الأعذار، وتوجد المبررات وتتحاشى القرارات. الحياة عبارة عن قرارات متواصلة نتخذها، وهي في مجموعها تشكّل طريقة حياتنا. بينما عدم القرار هو قرار بالعيش على هامش الحياة. في صباح كل يوم يستيقظ الملايين من نومهم وكلّ لديه حلمه؛ بعضهم يستعيده كل يوم؛ ليعيش لحظات من المتعة الخيالية، وآخرون يجتهدون في تحويله إلى واقع.

الإحباطات والمنغصات جزء من ضريبة النجاح، هي عقبات في الطريق، هناك من يقف أمامها ويشكو من حظه في الحياة.. وآخر يبتكر حلولًا ونظره دائمًا موجّه لما أبعد من ذلك. ابدأ في رسم صورة الغد، فالدول تخطط لما بعد خمس وعشر سنوات، أو عشرين سنة، فمن باب أولى أن نخطط لحياتنا. ضع كل ما تتمناه أمامك، وضع خطة تترجم هذه الطموحات إلى واقع واربطها بالوقت، واجعل وقودك في هذه الرحلة بعد الإيمان بالله؛ ثقتك في نفسك. فما يبدو مستحيلًا اليوم بإرادة الناجحين يصبح واقعًا.

اليوم الثامن: الفرق بيننا وبين نجاحاتهم..
أنهم فشلوا، بينما بقينا نحن نخاف الفشل!