هروب مريح

محمد فهد الحارثي

 

ماذا نستطيع أن نعمل معهم، هؤلاء الانتهازيون الذين يختطفون أجمل ما فينا، ويواصلون المسير؟ لا وقت لديهم للتوقف لرؤية ماذا فعلوا. لا يهم. مسارهم واحد وطريقهم واضح. أنا ومن بعدي الطوفان. يستبيحون كل الوسائل الانتهازية والوصولية لتحقيق الغايات. الانتهازي شخص يمتلك تبريراً لكل عمل. ودائماً لديه أجندته الخاصة. يصيب الآخرين بالحيرة، فتقديمه إيجابي وكلامه منطقي. ولذلك يستطيع أن يصل إلى مبتغاه، ولكن ما لديه أن الغاية تبرر الوسيلة، ففي النهاية ما يصبو إليه غير ما كان يقوله. وما يصل إليه في الأساس لا يستحقه. كم هم قساة.. يرتدون شخصيات مختلفة ما عدا شخصيتهم. يتكلمون عن كل شيء ما عدا عن غاياتهم. متلونون فلكل مكان كلام، ولكل شخص طريقة، ولكل وقت موقف مختلف. نعم إنهم متعبين لمن حولهم، لكنهم هم أيضاً يائسون ومنهكون من الداخل. تجدهم في ذواتهم منهزمين، فاقدي الثقة في أنفسهم. ومن دون الأقنعة هم مدعاة للشفقة. الانتهازي يعتقد دائماً أنه أذكى من الآخرين، ويتصرف على هذا الأساس، ويفهم تنازلات الآخرين خطأ. ولذلك يظن أن ذكاءه حماه، وهذا يزيد من تضارب الشخصية في داخله ويجعله في صراع بين كيف أنا، وكيف يجب أن أكون؟. لو استطاع الشخص أن يجعل ضميره هو الرقيب الذاتي على تصرفاته، لو تعايش بواقعية مع إمكاناته وحياته، وكان صريحاً أكثر مع نفسه لاختصر أشياء كثيرة من عمره وجهده. الحياة ليست بالضرورة معركة إما أن نربحها، وإما نكون خاسرين. نستطيع أن نتعامل معها وفق مبادئ السلام والتعايش والمرونة. كثيرون يثيرون ضوضاء لكننا لا نحبهم ونتحاشاهم، وآخرون هم نفس ما نراهم، بكل ما فيهم من حسنات وسيئات، لكننا نعشقهم ونرتاح لهم لأنهم هم أنفسهم وهذا في حد ذاته يكفي.

اليوم الثامن: أمامك طريقان للتعامل مع الشخص الانتهازي:
إما أن تتركه.. وإما تتركه!