استبشرنا خيراً بتوسع حملات التطعيم ضد فيروس كورونا وتسريع الوصول إلى أدوات مكافحته في الخليج العربي ودول عديدة حول العالم. النجاح في الانتقال من تغطية الفئات ذات الأولوية المسجلة إلى الفئات الأخرى أتاح لنا فرصة العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً.

شهدنا فتح المنافذ البرية والبحرية والجوية بشكل كامل في السعودية ورفع تعليق السفر عن المحصنين ممن تلقوا اللقاح. كما تابعنا افتتاح المقاهي والمطاعم في مدن أوروبية بما فيها باريس التي عاد سكانها إلى الباحات الخارجية للمقاهي وشرفاتها ليستمتوا بارتشاف القهوة ولفائف الكرواسون الساخنة في أجواء أقرب ما تكون إلى الطبيعية.

حب الحياة فطرة، مكنت الإنسان من إعمار الأرض منذ أن سكنها وحتى اليوم. في هذا العدد أجرينا تحقيقاً موسعاً عن التبرع بالأعضاء في السعودية. وسلطنا الضوء على المبادرة الإنسانية للملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالتسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة والتي ساهمت بشكل كبير في تحفيز المواطنين وتشجعيهم على اتخاذ هذه الخطوة. 

وفي هذا الإطار التقينا الطالبة الجامعية مها الحربي التي عانت من الفشل الكبدي وقاومت التليف منذ أن كانت طفلة في السادسة من عمرها حتى بلغت الثالثة عشر حيث تدهورت حالتها فتم تسجيلها في برنامج المحتاجين للتبرع بالكبد، لتنقذها العناية الإلهية عبر شخص توفي دماغياً كان مسجلا في مبادرة التبرع بالأعضاء. وروت لنا قصتها مؤكدة انها لن تنسى أبداً فضل ذلك الإنسان وقالت: "لا يمر يوم إلا وأدعو فيه بالرحمة والثواب لهذا الشخص الذي أنقذ حياتي وأنهى آلامي وأعاد إلي الأمل مجدداً. وأنا أفكر حالياً بالتسجيل في البرنامج متمنية أن أنقذ حياة أي مريض".

 

حب الحياة نور يضيء لنا الطريق بالأمل لغدٍ أجمل.