من هم الفايكنج؟

من هم الفايكنج
من هم الفايكنج
من هم الفايكنج
من هم الفايكنج
5 صور

الفايكنج هم شعب ذو شهرة واسعة بفضل حروبهم وغزواتهم، وقد جابوا العالم وغطوا مساحات واسعة، بشكل لم يسبقهم إليه أحد، حتى وصفهم الإدريسي بأن حملاتهم امتدت من غرب أوروبا حتى آسيا الوسطى.


من «الفايكنج»؟

6415816-1709471749.jpg


هم شعوب جرمانية نوردية، استوطنوا مناطق شمال أوروبا وتمت تسميتهم «بالنورثمان» وتعني الشماليين، ويُعتقد أن أصول كلمة «فايكنج» جاءت من كلمة «فيك» أي خليج صغير في لغة المناطق الشمالية، كما أن هذا الاسم من الممكن أن يكون مصدره منطقة من النرويج تُسمى «فيكين» حيث عاش الفايكنج.
يقول بعض المؤرخين إن هؤلاء القوم الذين اشتهروا بركوب البحر والقرصنة لم يطلقوا على أنفسهم اسم «الفايكنج»، ولكن هذا الاسم الذي ارتبط بهم طوال السنين، لم يظهر في كتب التاريخ حتى منتصف عصرهم خلال القرن العاشر الميلادي.


الدين ومعتقداته عند «الفايكنج»... الأساطير والميثولوجيا النوردية

6415831-719747821.jpg


تعتبر ميثولوجيا الفايكنج من أكثر المعتقدات إثارة عبر العصور، وأثرت على مجالات الفنون والخيال، وكانت مصدر إلهام للعديد من المؤلفين والمنتجين والموسيقيين والرسّامين وغيرها من الفنون، فقد أُنتجت عدة أفلام وكتب تتحدث عنها، كثلاثية «تولكين سيد الخواتم»، وسلسلة قصص مصورة للبطل الخارق «ثور» التي تُصدرها «مارفل كومكس»، كما كُتبت العديد من الأغاني عن هذه الميثولوجيا، وفي مجال الألعاب أيضاً، استوحت العديد من ألعاب الفيديو عوالمها من النوردية مثل لعبة «وورلد أوف ووركرافت» وأيضاً لعبة «إله الحرب».
كان دين الفايكنغ قبل المسيحية مشابهاً لدين القبائل الألمانية الأخرى، حيث قدسوا عدداً من الآلهة مثل «أودين» رب الأرباب وإله الحرب والحكمة والموت، الذي أنعم على البشرية بالأبجدية، وزعيم الآلهة النرويجية «ثور» إله الرعد، و«بالدر» إله الضوء، وكذلك الإلهة الجميلة «فرييا» التي كانت تجتاح المعارك لتختار المقاتلين، كذلك إلهة التزلج «سكادي» التي ارتبطت بالانتقام، إضافة إلى نيورد وفرييا وأيدون وهيمدال وفريغ ولوكي والعديد من الآلهة الأخرى.


لغة الفايكنج... أصل لغات حديثة

6415821-1048675730.jpg


تحدث الفايكنج شكلاً من أشكال اللغة النوردية القديمة، تتكون من ستة عشر حرفاً يتكون من خطوط مستقيمة، وهي لغة أثرت على خلق اللغات الحديثة في السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا، إذ إن اللغة الآيسلندية أقرب لغة إلى اللغة النوردية القديمة، وما زالت موجودة حتى اللحظة.
وهناك مدينة واحدة في السويد ما زالت تتحدث النوردية القديمة تُدعى بلدة «ألفدالن»، وقد تم استخدامها كلغة مكتوبة في تلك المدينة حتى عام 1950. وبسبب هذا ظلت تلك المدينة مقطوعة تقريباً عن العالم الخارجي حتى وقت قريب، مما مكّن ثقافة الفايكنج من البقاء على قيد الحياة.


نهاية الحكاية

6419966-1789650106.jpg


انتهى عصر الفايكنج بعد آخر غزوة لهم بقيادة الملك النرويجي «هارالد الثالث»، في معركة «جسر ستامفورد» عام 1066 في إنجلترا التي لقي الهزيمة فيها، كما يعتبر البعض أن عصر الفايكنج في الدول الإسكندنافية انتهى بتأسيس السلطة الحاكمة في هذه الدول وإقرار المسيحية بأنها الديانة السائدة.
ويقدر هذا التاريخ تقريباً بنهاية القرن الـ11 في الدول الإسكندنافية الثلاثة، وقد تميز نهاية عصر الفايكنج في النرويج بمعركة ستيكلي ستاد عام 1030، ورغم خسارة جيش أولاف هارالادسون (الذي عُرف فيما بعد بالقديس أولاف) هذه المعركة، فإن المسيحية انتشرت بعد وفاته جزئياً بقوة شائعات الآيات الإعجازية، ولم يعد يُسمى النرويجيون بالفايكنج.
فبعدما أصبحت الكنيسة الكاثوليكية أكثر بروزاً في أوروبا، تكيف الفايكنج مع هذه الديانة وقواعدها وأنظمة الملوك والمثل العليا الجديدة، فتركوا الغزوات والحروب وعاشوا في أرضهم، وبقي منهم الآن الدنماركيون والسويديون والنرويجيون والآيسلنديون وسكان جريند لاند.
لتنتهي بذلك قصة الفايكنج الذين اشتهروا بوحشيتهم في الحروب التي برعوا في تخطيطاتها، وشهدت فترتهم براعة هندسية وزراعية ونقلة نوعية في مجال الملاحة وصناعة السفن التي تجوب البحار لمسافات بعيدة لنقل البضائع، حاملة معها الطموح الأول للفلاح الإسكندنافي البسيط في الحياة الكريمة.