جرثومة الحمل أكثرالطفيليات شيوعا
العلاج بالمضادات الحيوية
تتماثل أعراضها مع أعراض الأنفلونزا
جرثومة الحمل تؤثر على الجنين
تشخيص المرض بفحص مناعة الحامل
6 صور

 

تُعرَف جرثومة الحمل طبياً بداء المقوسات وشعبياً بجرثومة القطط، ويرجع حدوثها إلى نوع من الطفيليّات تؤدي إلى حدوث مشاكل خطيرة... تحديداً لهؤلاء الحوامل اللاتي يعانين من ضعف جهاز المناعة، أو الأطفال الذين تعرَضت أمَهاتهم لهذه العدوى لأوَل مرَة خلال فترة الحمل بهم، وتستغرق الأعراض فترة تتراوح من أسابيع إلى أشهر قبل ظهور أعراض الإصابة، وقد لا تظهر أيضاً، بحيث تبقى العدوى في جسم الشخص كامنة مدى الحياة، وقد تتمّ إعادة تنشيطها في بعض الحالات. عن جرثومة الحمل وأسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها يحدثنا الدكتور عبد الحميد السبيلي أستاذ أمراض النساء والتوليد

معلومات تهمك

جرثومة الحمل إحدى الطفيليات الأكثر شيوعاً في العالم، ورغم العدد الكبير للمصابين بهذه العدوى، غير أنّ أعراضها غالباً ما لا تظهر لدى الأشخاص الأصحاء، وهي مرض يتشابه في أعراضه مع الإنفلونزا أو قد لا تظهر له أي أعراض على الإطلاق، فيبعض الحالات قد يشفى المصاب من المرض دون الحاجة لعلاج، وفي أحيان أخرى قد يكون المرض خطيراً أو حتى قاتلاً، كما أنه يؤدي إلى تشوهات لدى الأجنة عند إصابة المرأة الحامل بها.

يتم تشخيص جرثومة الحمل بفحص مناعة الحامل ضد داء المقوسات قبل الحمل، أو خلال الزيارة الأولى بعد الحمل، حيث إن فحص الدم يمكن أن يحدد ما إذا كانت الحامل قد تعرضت للإصابة به، أو إذا كانت جرثومة الحمل موجودة أثناء الحمل، ويتم إعطاء العلاج بـالمضادات الحيوية لعدة أشهر لتقليل خطر حدوث ضرر شديد للطفل، كما أنّ اختبار بزل الحبل السرِي يُمكِن من الكشف عمَا إذا كانت العدوى قد حدثت أثناء الحمل أم لا.

تعد واحدة من أكثر أنواع العدوى المعروفة بجرثومة الحمل أو التوكسوبلازموس أو داء المقوسات، أو كما تُعرف شعبياً مرض القطط، هذا النوع من العدوى رغم أنه نادر الحدوث أثناء الحمل، ولكنه من أنواع العدوى الخطيرة، التي من الممكن أن تسبب مشاكل خطيرة للأم والجنين.

أعراض جرثومة الحمل

تتماثل أعراضها مع أعراض الإنفلونزا، معاناة من الحُمَى، أو صداع الرأس، أو آلام الجسم، أو الإعياء، وإلى جانب ضعف نظام المناعة هناك الشعور بالارتباك. فقدان القدرة على التناسق، النوبات، حدوث مشاكل في التنفُس، زغللة العين.

المصابات بضعف في جهاز المناعة قد تظهر عليهن أعراض مثل... تضخم الغدد الليمفاوية، ولكن في بعض الأحيان قد لا توجد أعراض على الإطلاق.

يتم تشخيص جرثومة الحمل بفحص مناعة الحامل ضد داء المقوسات قبل الحمل، أو خلال الزيارة الأولى بعد الحمل، كما يمكن أن يحدد فحص الدم ما إذا كانت الحامل قد تعرضت للإصابة به، أو إذا كان الداء موجوداً أثناء الحمل، ويتم إعطاء العلاج بـالمضادات الحيوية لعدة أشهر لتقليل خطر حدوث ضرر شديد للطفل.

طرق انتقال جرثومة الحمل

قد ينتقل الطفيلي المُسبب لداء جرثومة القطط من خلال عِدَة طرق أبرزها: تناول اللحوم غير المطهوة التي تحمل العدوى أو المُجمَدة بشكل تامّ، ممارسة الحفر، البستنة في الأتربة التي تحتوي على بُراز القطط المُلوَث بالعدوى، تغيير صندوق النفايات الخاص بالقطط المُصابة بالعدوى، إذ قد يُتيح ذلك انتقال العدوى إلى الآخرين عبر البُراز، تناول أي شيء مُلوَث ببراز القطط المُصابة بالعدوى، بما في ذلك الفواكه، والخضراوات التي لم يتمّ غسلها بشكل جيد.

علاج جرثومة الحمل

لا يُوصَى باتخاذ أي إجراء في حال لم تتسبب المعاناة من أي أعراض، أمّا في الحالات التي يكون فيها المرض شديداً، أو مُستمرّاً، أو ترتَب عليه حدوث بعض المضاعفات، والتأثير في العيون، أو أعضاء الجسم الداخليّة، فقد يوصى بدواء البيريمياثي، والسولفاديازين، والبيريمياثين من شأنه أن يتسبب بانخفاض مستويات أحد الفيتامينات المعروف بحمض الفوليك في الجسم، ويترتب على ذلك تناول مُكمِلات فيتامين طوال فترة استخدام هذا الدواء.

يعتمد علاج جرثومة الحمل على مدى إصابة الجنين بالعدوى وشِدَتها، ويتضمَن العلاج في معظم الحالات وصف المُضادَات الحيويّة وفقاً للمرحلة من الحمل؛ وذلك بهدف تقليل احتماليّة انتقال العدوى إلى الجنين، ويُشار إلى أنَ لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبيّة، سواء على صحَة الأمّ أو الجنين، وبالتالي لا يُستحسن استخدامها مالم تكُن هناك ضرورة مُلحَة لذلك.

مضاعفات جرثومة الحمل

أولاً: قد تختلف اعتماداً على العُمر، والحالة الصحِية للمُصابة؛ الأفراد الأصحَاء: قد لا تتسبب هذه العدوى بحدوث أي مضاعفات على المدى البعيد لدى الأشخاص الذين يتمتَعون بنظام مناعة قوي،ولكن قد تُؤدِي هذه العدوى إلى المعاناة من التهابات العين التي قد تُؤدِي إلى العمى إذا تُركت هذه الحالة دون علاج.

ثانياً: المُصابات بنقص المناعة: قد تترتَب على الإصابة بهذه العدوى المعاناة من النوبات، والتهاب الدماغ الذي قد يُودي بالحياة، كما قد يتأثَر الأطفال حديثو الولادة بهذا المرض بشكل خفيف في حال تعرُضهم للعدوى، وتُؤثِر هذه العدوى في الجنين من خلال المشيمة.

ثالثاً: معاناة بعض الأطفال الذين لم يولدوا بَعد من عِدَة مضاعفات، مثل: الطفح الجلدي. تضرُر الجهاز العصبي. التخلُف العقلي. زيادة صلابة أنسجة الدماغ، تلف الكبد. اضطرابات العين، موت الجنين ويحدث ذلك في حالاتٍ نادرة.

رابعاً: الإجهاض، التشوهات الخلقيّة، أو مشاكل بعد ولادة الطفل، أما العوامل الخطرة لجرثومة الحمل فتتمثل في زيادة خطر المعاناة من المشاكل الصحِية، وأبرزها الإصابة بفيروس الإيدز.

كيف تؤثر جرثومة الحمل على الجنين؟

0

بالنسبة للنساء اللواتي ليس لديهن حصانة ضد الجرثومة، فإن التعرض لهذا الطفيلي قبل أو أثناء الحمل يسبب إصابة الجنين، فعندما تصاب الأم بين الأسبوعين 10 و24 من الحمل، فإن خطر حدوث مشاكل حادة في حديثي الولادة يبلغ نحو 5 - 6 في المائة، ولكن إذا تمت الإصابة خلال الثلث الثالث من الحمل، يكون الطفل أكثر عُرضة للإصابة، ولكن خطر حدوث ضرر عليه يكون أقل، حيث إنه بالفعل قد مر بالتطورات المهمة.

وتشمل التأثيرات على الجنين في حالة إصابته مبكراً ما يلي: الولادة المبكرة، انخفاض الوزن عند الولادة، الحمى واليرقان، تشوهات الشبكية، التخلف العقلي، حجم الرأس غير الطبيعي، التشنجات وتكلس الدماغ.

كيف يمكن الوقاية من جرثومة الحمل؟

ارتداء قفازات عند العمل في أتربة الحديقة، وغسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد الانتهاء مباشرة. تجنب تناول اللحم النيئ أو غير المطهو جيداً. غسل أواني الطعام جيداً بالماء الدافئ والصابون بعد إعداد اللحم النيئ؛ لمنع انتقال العدوى إلى أطعمة أخرى.

غسل الفواكه والخضراوات جيداً، خاصة عند تناولها طازجة، كما تُغسَل جيداً حتى في حال الرغبة في إزالة القشور عنها... الابتعاد عن تناول اللبن غير المُعقّم على اختلاف منتجاته، فهي قد تحتوي على طفيليات النكسوبلازما. تغطية صناديق الرمل الخاصة بالأطفال لمنع القطط من استخدامها في شكل صناديق للفضلات.

تجنب التعرض لبراز القطط، وعدم التعامل مع الأدوات الخاصة بها، مع إبقاء القطط بعيداً عن أواني الطهي، عدم إعطاء القط اللحم النيئ، غسل اليدين جيداً بعد ملامسة اللحم النيئ أو ملامسة القطط.

طهي اللحوم جيداً وتنظيف الأواني بشكل مستمر، اتخاذ التدابير الصحية اللازمة لمنع انتقال العدوى.

يعتمد على ما إذا بدا الجنين مصاباً بالعدوى، بالإضافة إلى شدة العدوى، حيث اللجوء إلى استخدام المضاد الحيوي سبايرامايسين في الثلثين الأول والثاني من الحمل في حال إصابة الأم بجرثومة الحمل ولم يَبدُ الجنين مصاباً بها، إذ يُقلّل هذا الدواء من فرصة إصابة الجنين بمشكلات في الجهاز العصبي.

أمّا في حال أصبح الجنين مصاباً بالجرثومة فيجب استخدام مزيج من بايريميثامين وسلفاريازين، مع التنويه إلى أنّ هذه الأدوية تُعطَى في حالات خاصة، وخلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل لما تسببه من آثار جانبية كبيرة على كلٍ من الأم والجنين، وقد يوصي بإعادة استخدام هذه الأدوية أيضاً في حال ولادة طفل مصاب بداء المقوسات.