الرحال خالد صديق: السياحة الداخلية خيار متاح قبل تعافي قطاع السفر

الرحال خالد صديق: السياحة الداخلية خيار متاح قبل تعافي قطاع السفر
2 صور

لم تُراود فكرة الانقطاع عن السفر، ولو لوقتٍ قصيرٍ، الرحّال السعودي خالد صديق، إذ يصعب على فرد كثير السفر تخيّل عكس ذلك. حتّى مع انشار بعض الأوبئة في السابق، هو كان يواظب على السفر بشكل منتظم، وذلك إبّان انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفّسّية وفيروس إيبولا... إلّا أن الأمر اختلف كثيرًا مع جائحة "كورونا" التي أثّرت في القطاع السياحي على مستوى العالم، وألغت الرحلات وخربطت جداول الإجازات المخطّط لها سابقًا، وجعلت المدن السياحية الأكثر شهرةً تقفر!



في التأثيرات المباشرة لوباء "كوفيد_ 19" على خطط أسفار الرحّال السعودي خالد صديق، يقول الأخير لـ"سيدتي. نت" إنّه ألغى رحلةً كان قرّر الذهاب فيها إلى سلطنة عمان شهر مارس (آذار) الفائت، ورحلةً ثانيةً إلى وادي فرغانة في آسيا الوسطى شهر مايو (أياّر) الجاري. وعن يوميّاته راهنًا، يفيد بأنّه يجد الوقت الكافي أخيرًا للبحث والقراءة والتخطيط لما بعد الأزمة، مع متابعة أخبار ومستجدّات الوباء العالمي.


سؤال "سيدتي. نت" الرحّال الشاب عن الوقت الذي سيستغرقه قطاع السفر العالمي ليتعافى بعد جائحة "كورونا"، يجيب عنه قائلًا، بحسب خبرته، إنّ "الخسائر ليست بسيطة؛ على الصعيد الشخصي أعرف الكثير من الأصدقاء الذين خسروا وظائفهم في القطاع، ومن الواضح أنّ فترة التعافي ستستغرق وقتًا طويلًا، بالإضافة إلى تفاوت مستوى هذا التعافي بين الدول". ويضيف: "أرى أنّه قبل سنة، لن تعود السياحة إلى سابق عهدها، بل ستتغيّر الخطط في هذا القطاع، بحسب الظروف الصحيّة لكلّ دولة بذاتها".
وعمّا إذا كانت السياحة الداخليّة ستحظى بالأولويّة في خططه، في انتظار تعافي السياحة الخارجيّة، يذكر صديق أن "السعوديّة تمتلك الموارد والإمكانيّات التي تجعل أرضها بيئةً سياحيّةً خصبةً، سواء في الجانب التاريخي أو الطبيعي أو حتّى الساحلي، وكلّها عوامل محطّ اهتمام السائح المحلّي والعالمي. وفي السنتين الفائتتين، جُهّز الكثير من المرافق السياحيّة، والقطاع حقّق نجاحًا كبيرًا. وفي ذروة الخسائر من الوباء على الصعيد العالمي، قد يكون خيار السياحة الداخليّة مناسبًا، بخاصّة للعوائل والأصدقاء، أي السفر الجماعي عمومًا". ويضيف: "السياحة الداخليّة اختصار كبير للوقت والجهد، وفي هذا الإطار كنت أسافر باستمرار لمُمارسة رياضة الغوص في البحر الأحمر في عطلات نهاية الأسبوع قبل الأزمة. ولكنّ اهتمامي بقصص الشعوب، والتعمّق في التاريخ والأديان، كلّها أمور تجعل من سفري حول العالم ضرورة".

تابعوا المزيد: بلدان سياحية مناسبة في فصل الصيف


طريق بامير الجبلي 

طريق بامير، الصورة بعدسة خالد صديق


سؤال "سيدتي. نت" صديق عن مكان جذّاب من الناحية السياحيّة، بيد أنّه غير مطروق حتى قبل الجائحة، يجيب عنه باستذكار رحلته إلى بامير*. يقع طريق بامير الجبلي الطويل بين جبال آسيا الوسطى، وهو يمرّ في سلسلة جبال بامير التي تتوزّع على مجموعة من الدول، هي: طاجيكستان وأفغانستان وقيرغيستان وباكستان وجمهوريّة الصين الشعبية، وبمساحة إجماليّة تتجاوز 1250 كيلومترًا مربّعًا، وهو أحد أفرع طريق الحرير. يصف صديق الرحلة إلى بامير، قائلًا: "كنّا نسير وسط سلسلة متغيّرة من المعالم الجغرافيّة؛ في أقصى جنوب جمهوريّة طاجيكستان، وعلى حدودها الرسمية، حيث لم يكن الفاصل بين جمهوريّة أفغانستان وبيننا سوى النهر. كنت أرى سكّان أفغانستان بشكل واضح، وأتحدّث إليهم أيضًا". ويضيف عن التجربة: "لسكّان بامير عادات وتقاليد كثيرة، بداية من لغتهم الخاصّة بهم والمختلفة كثيرًا عن الطاجيكية، لغة البلاد الرسميّة، فضلاً من منازلهم التي تتخذ تصاميم مختلفة. علمًا أن دخول أي منزل ببامير يسمح بالتعرّف إلى ما يُسمّى بـ"المنازل الأربعة"، وهي عبارة عن أربعة مربعات داخل بعضها البعض، ترمز إلى الأرض والماء والهواء والنار، بالإضافة إلى وجود خمسة أعمدة تحيط بالغرفة، وهي بحسب الترتيب ترمز إلى كلّ من النبي محمد (صلعم) وعلي والسيدة فاطمة والحسن والحسين، كما أن تصميم السقف والنقوش المنحوته بين عمودي الحسن والحسين هي ذات طابع باميري."
الجدير بالذكر أن منطقة بامير هي إحدى المناطق النادرة في العالم التي لم يصل إليها فيروس "كورونا" المستجدّ حتّى كتابة هذه السطور.

• وثائقي على "يوتيوب" عن رحلة خالد صديق إلى جبال بامير: