السؤال
سلام عليك خالتي. أنا حصل معي حادث قديم سبب اعوجاجاً بأصابعي، ولم أهتم حينها، ولكن بعد أن أصبح عمري 16 سنة صارت صديقاتي يضحكن من شكل أصابعي. وقالت صديقتي لماذا أهلي لم يعملوا لي عملية تجميل بعد الحادثة. خالتي أخجل أن أقول إني لا أطلب من أهلي، لأني أعرف أن أبي لا يستطيع دفع مصاريف عملية تجميل، وأفكر بعد أن أتخرج وأعمل يمكن أعمل عملية، لكن يضايقني الكلام عن الموضوع، ودائماً أحاول أن لا أحرك يدي، حتى لا يرى الناس أصابعي. ما الحل؟ عمري الآن 20 سنة.
(هنادي)
رد الخبير
أسرع جواب يمكن أن أقوله لك هو أن تتقي الله في نفسك، وتشكريه أنه أنعم عليك بالصحة التامة والعافية، وأن ما حدث لأصابعك يكاد يكون امتحاناً لصبرك وقوة إيمانك.
2 هذا لا يعني يا حبيبتي أن لا تسعي لمحاولة علاج أصابعك، بل يعني أن هذه الفترة إلى أن تتوفر لك الإمكانيات ستكون بالفعل امتحاناً لمدى صبرك، وهي فرصة لك لتكتشفي أن ما أصابك ليس شيئاً أمام أهوال يتعرض لها آخرون، سواء في الحروب أو النكبات أو الحياة اليومية العادية.
3 فكري أن هناك من فقد السمع أو البصر أو أصيب بالشلل أو بُتر عضو من أعضائه، وأنصحك أن تقرئي عن هؤلاء الناجحين الذين حولوا ما أصابهم إلى دافع لتحدي الإعاقة والقبول بما قسمه الله لهم، وأصبحوا على مر الزمن قدوة وأمثلة مشرفة للنجاح وفائدة مجتمعاتهم والإنسانية جمعاء.
4 اقرئي عن طه حسين، وعن هيلين كيلر، وعن بوتشيللي، وعن آلاف من شخصيات أصبحت منارات في التاريخ القديم والحديث في العلوم والأدب والفنون والطب وغيرها.
5 حين تفعلين ذلك ستجدين أن مشكلة أصابعك لا شيء وأن بإمكانك أن تحوليها إلى دافع لنجاحك وتفوقك، وأن إرادتك وإيمانك هما الأساس، بل يمكنك أن تسخري أنت نفسك من أصابعك وأمام صديقاتك فيشعرن كم أنت قوية الشخصية وكم هو رائع توكلك على الله
