شائعات كورونا.. جريمةٌ معلوماتية عقوبتها السجن وهكذا نتأكد منها

الدكتورة فاطمة آل نصرالله
نهى الهزاع
4 صور

انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً، وشبكة الإنترنت بشكل عام كثيرٌ من الشائعات الخاطئة عن فيروس كورونا المستجد، حيث تداول عديدٌ من الناس معلومات مغلوطة عن «كوفيد 19» لعدم معرفتهم بطبيعته، وكيفية انتقاله، وأهم الأعراض الصحية التي ترافق الإصابة به.
وما زاد الأمر سوءاً اختراق بعض الـ«هكر» الأجهزة، ونشر روابط، تضم معلومات غير صحيحة عن الجائحة، لينتشر الخوف والرعب بين الناس من كورونا، لاسيما أن كثيراً منهم صدق ما كان يقرأه من شائعات عن الفيروس.
وعلى الرغم من أن الدول، ومنها السعودية، خصصت مواقع لعرض معلومات دقيقة عن كورونا، وكيفية تجنب الإصابة به، إضافة إلى تنظيم مؤتمر صحفي يومي، تُعرض فيه أرقام الإصابة المسجلة، وعدد الوفيات بـ«كوفيد 19»، إلا أن عديداً من الناس فضلوا أخذ معلوماتهم من تلك المواقع.
ومن أجل توضيح خطورة الشائعات الطبية، وأثرها السلبي على المجتمع، التقينا في «سيدتي» عدداً من المختصين لشرح ذلك، إضافة إلى التعريف بالعقوبات المقرَّرة على مروِّجيها.


جرائم معلوماتية

images_12_9.jpeg


بدايةً، تحدثت نهى الهزاع، قانونية، عن العقوبات التي تطال مروِّجي الشائعات، كاشفةً عن أن الشائعة تُعدُّ من الجرائم المعلوماتية التي يعاقب عليها القانون بشدة.
وأوضحت الهزاع، أننا «نمرُّ حالياً بفترة حساسة للغاية، ومع ذلك يستغل بعضهم هذا الموقف الصعب بنشر الرعب بين الناس عبر بث شائعات غير صحيحة طبياً عن الفيروس بينهم، أو إرسال روابط مشبوهة من خلال رسائل نصية إليهم بهدف سرقة معلوماتهم، لاسيما البنكية منها، بذريعة تعليهم كيفية اكتشاف إصابتهم بكورونا من عدمه».
وحذرت الهزاع من التجاوب مع مثل هذه الرسائل تجنباً لسرقة البيانات الشخصية والمالية، مؤكدةً أن هذه الرسائل الكاذبة تعدُّ جريمةً معلوماتية، تصل عقوبتها إلى السجن أربع سنوات، والغرامة بثلاثة ملايين، استناداً إلى الفقرة الأولى من المادة الخامسة في نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، مطالبةً مَن يشعر بالإصابة بفيروس كورونا المستجد بتحميل تطبيق «موعد»، أو الاتصال بالرقم ٩٣٧ لتلقي التعليمات الطبية الصحيحة، وكيفية التعامل مع هذه الأعراض، مشددةً على أن «وعيك يحدد مكانك».


المصادر الموثوقة

images_13_6.jpeg

أما الدكتورة فاطمة آل نصرالله، استشاري مساعد جراحة الوجه والفكين، وكاتبة رأي، فتحدثت عن خطورة أخذ المعلومات الطبية من المصادر غير الموثوقة بالقول: «تعد الشائعات الطبية الخاطئة من أخطر أنواع الشائعات، كونها ترتبط بحياة الشخص المستهدف، وتؤدي إلى اعتماد ممارسات طبية خاطئة قد تنتهي بوقوع كارثةٍ، يكون ضحيتها هذا الشخص الذي صدَّق الشائعة وطبَّقها، إذ غالباً ما يؤدي ذلك إلى زيادة المرض لديه، وسوء حالته الصحية، لذا يجب على الجميع أخذ معلوماتهم الطبية، بما في ذلك كل ما يخص فيروس كورونا المستجد، من المصادر الرسمية التي أعلنتها الدولة ممثلةً في وزارة الصحة».
وشددت الدكتورة فاطمة على ضرورة التأكد من أي معلومة صحية، تصل إلينا عبر مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، والرسائل النصية، طالبةً من الجميع معرفة إذا ما كان الطبيب الذي أصدرها مختصاً بها أم لا، وهل استند في ذلك إلى دراسات علمية، جرت في جامعات، أو مراكز موثوقة، وفي حال تعذر ذلك، يجب اللجوء إلى طبيب معروف ومختصٍّ للتأكد من صحة هذه المعلومة، لا سيما حالياً، حيث تكثر الشائعات الطبية عن أسباب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وكيفية العلاج منه.