كيفية التعامل مع الطفل اللامبالي

اللامبالاة كلمة وسلوك يشير إلى عدم الاكتراث أو الاهتمام بشيء؛ بالأمور والأشياء المهمّة والضرورية -الشخصية منها والعامة- وبالتالي تنعدم الاستجابة، ويبدو الطفل  اللامبالي بارداً أو - على الأقل - غير متحمّس؛ لأن المخّ في حالة اللامبالاة يعطل الإحساس والشعور. عن أسباب لامبالاة الطفل ، وكيفية التعامل معه، وعلاجه تحدثنا خبيرة التربية الدكتورة ابتهاج طلبة الأستاذة بكلية التربية والطفولة المبكرة

 

أسباب الوصول إلى حالة اللامبالاة

 يُمكن إصابة الشخص باللامبالاة نتيجة عوامل جسدية، أو عضوية، أو نفسية، مثل: مرور الطفل بمواقف صعبة ومؤلمة، كالإحباط بسبب الفشل المتكرر، فقدان أحد المقربين، أو لأمراض نفسية

 الإصابة باضطراب الفصام، أو الإصابة بالسكتة الدماغية، أو مرض باركن سون أو الشلل

أو مرضية، بسبب خلل في الغدّة الدرقية، أو اضطراب الجهاز النطاقي أو الإصابة بالخرف، أو الاكتئاب، أو اضطراب ثنائي القطب، إضافة إلى الإفراط في تناول بعض الأدوية كالعقاقير المُسكّنة

أو لأسباب عضوية مثل: نقص الفيتامينات، التعب العام، الكسل والخمول، والاضطرابات العقلية

ومرات يأتي الإحساس باللامبالاة عند الطفل بسبب المحيطين به من الأهل والأصدقاء مثل تعرض الوالدين والكبار من الإخوة والأقارب لفشل ما متكرر

أو الخمول الذي يسود أسرته أو محيطه بأكمله، أو بسبب الإهمال والحرمان العاطفي والمادي

أسوأ مراحل اللامبالاة

تبدأ عند فقدان الطفل أو المراهق للثقة بالنفس، وتستمر مع التصرف المصاحب لعدم التفكير في النتائج أو التركيز على الأهداف وبالتالي الإخفاق المبكر، والانهزام أمام أسهل وأول تحدٍّ

إضافة إلى السلبية وعدم مواكبة التقدم، وإهمال الواجبات مما جعل الاختصاصيين يصفون لا مبالاة الطفل بالمرض النفسي

هل ينطق طفلك بهذه العبارات؟

: المدرسة مملة للغاية ،لا أشعر برغبة في فعل أي شيء ، لا أريد أن أذهب.. أفضل أن ألعب، هذا الأمر صعب للغاية، أنا أستسلم.

 وقد يحاول الطفل إيصال رسالة ما من خلال لا مبالاته فيقول مثلاً: لن أفعل ذلك؛ لأن والدي يريد أن أفعل ذلك! ولن أسمح لأحد بأن يسيطر عليّ مهما كان ذلك الشخص!

كثير من الآباء يشكون من تلك الردود التي تصدر عن الأولاد، والتي يصنفها التربويون على أنها الوجه الآخر للامبالاة، لينتبه الوالدان إلى أنها رسائل عنف وغضب من الأبناء، وعلى الوالدين أن يتعاملا معهم بما يتناسب وهذا الابن اللامبالي

أجمع أطباء النفس على أن سلوك الأبناء صورة مصغرة عن سلوك الآباء والمربين، فالابن يقلد والديه ومن هم أكبر منه، لذلك يوصي المربون الآباء بمتابعة تطبيق العلاج نظراً لأهميته عن مجرد التشخيص ومعرفة العلاج ، وليتفهم الآباء  العقاب

رسائل الأبناء الصامتة تقول الكثير

أجمع أطباء النفس على أن سلوك الأبناء صورة مصغرة عن سلوك الآباء والمربين، فالابن يقلد والديه ومن هم أكبر منه، لذلك يوصي المربون الآباء بمتابعة تطبيق العلاج نظراً لأهميته عن مجرد التشخيص ومعرفة العلاج ، وليتفهم الآباء أن العقاب للطفل  مهم كالمكافأة تماماً، مع الاتفاق على استثناء الضرب من لائحة العقاب للطفل  

كيفية التعامل مع الطفل اللامبالي

يستطيع الراشدون والبالغون السيطرة على اللامبالاة ومعالجتها؛ بالتمسك بالحماس من جديد، وتعود الطفل عادات جيدة وممارسة أنشطة واكتساب مهارات

الطفل اللامبالي يكون أكثر صعوبة في المساعدة؛ لأنه يفتقد العاطفة والروح القتالية وليس لديه إرادة لفعل شيء، اللامبالاة عند الأطفال يمكن تصحيحها؛ كي لا يزداد الطفل سوءاً مع مرور الزمن

حين توجه لابنك كلاماً أو نصائح أو أسئلة،ولاحظت أن طفلك يجيب في الغالب بــــكلمة: «إنا لا أهتم» أو «هذا غير مُهم» سواءً كان الرد بكلماته أو أفعاله، كأن يتجاهل نصائحك، أو يتجاوز الحديث معك لأحاديث أخرى، فاعلم مباشرة أن الطفل مستمر في أسلوب عدم المبالاة

عوامل وعادات حياتية مؤثرة

على الطفل فتصيبه باللامبالاة ؛ كاضطراب النوم، أو الشعور بالتعب، أو نتيجة سوء التغذية، وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية، إضافة إلى تأثير الأفكار السلبية حول الذات، وعدم الشعور بقيمتها، وتجنّب الإقدام على فعل أشياء مُعيّنة خوفاً من الفشل، أو المرور بموقف مُخيّب للأمل، أو الشعور بالملل، أو عدم القدرة على تحقيق الأهداف

علاج اللامبالاة

زيارة الطبيب أولاً لوصف العلاج المناسب للحالة المُسببة للمبالاة، حيث يُمكن وصف العديد من الأدوية

وهناك الأدوية المُستخدمة لعلاج مرض انفصام الشخصية، إضافة إلى مضادّات الذهان المُستخدمة في علاج اللامبالاة دون معرفة السبب الحقيقي الذي أدى إلى المرض

وهناك العلاج السلوكي للطفل المُصاب باللامبالاة، ويكون بالتعرّف على أسباب عدم ممارسته للأنشطة أولاً، ثمّ محاولة معالجته

 إضافة إلى إنشاء جدول زمني لإتمام المهام، واستخدام وسيلة للتذكير بذلك، ومحاولة تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر

كما يُمكن إتباع النهج العلاجي والذي يتضمّن المشاركة في النشاطات الاجتماعية؛ بهدف تنشيط موجات الدماغ، ومنها: الألعاب، والاطّلاع على الصور للتعرّف على تعابير الوجوه فيها

علامات وظواهر اللامبالاة على الطفل

الطفل كثيراً ما يقاوم لكي يؤكد استقلاله، الآباء يقولون: ابني لا يكترث بالنظام ويخلع نعليه ويترك حاجاته في أي مكان، ولا يبالي ويجري ليلعب، أو يجلس في مكانه لمشاهدة برامج التلفاز ولا يهتم بغيره، وإذا ذكرته بإهماله وسلبيته يقول: أنا أفعل ما يحلو لي، وهذا أمر يخصني

دراسات كثيرة تشير إلى أن الأطفال قد يتعلمون الإهمال واللامبالاة من آبائهم وأمهاتهم بطريقة لا إرادية، وذلك عندما يميلون للاستعانة بالخدم والاعتماد الكلي عليهم في معظم شؤونهم

الطفل اللامبالي يتجاهل القواعد المنزلية واللوائح الأسرية ويفسرها وفق هواه

اللامبالي يحب ممارسة عاداته بإسراف؛ قد يشاهد التلفاز وألعاب الفيديو والإنترنت بصورة غير طبيعية، وتجد كتبه وأوراقه وحاجاته مبعثرة

لا يحافظ على نظافة وسلامة كتبه، وعادة ما يحاول إنهاء واجباته في الدقيقة الأخيرة، وإذا بدأ عملاً فإنه لا يتمه، ويترك العمل والمستلزمات على الأرض ولا يعيدها إلى مكانها

وضع قواعد للسلوك

لإقناع الطفل بطاعة الأوامر وإتباع قواعد السلوك والنظم التي وضعها الوالدان، عليهم مشاركة أبنائهم تنظيم أهداف حياتهم، مع الحرص على الإنجاز على أساس ضبط السلوك واستثمار الأوقات، كما نطالبهم بتغيير عبارات اللامبالاة إلى عبارات إيجابية، والتوجه نحو الجد والاجتهاد، فيمكنك أن تقول لطفلك اللامبالي: رتب لوازمك المدرسية فأنت تحب النظام، بدلاً من : أنت مهمل دائماً

الحرص على عدم المبالغة في المثالية عند التعامل مع الأطفال، فليس صحيحاً أن الآباء كانوا في السابق بلا أخطاء، مع الابتعاد عن السباب والسخرية والاستخفاف من الطفل؛ لأن ذلك يسحق نفسيته ويزيده تقاعساً، ويجعله فريسة سهلة للامبالاة

 لا تدفع طفلك للمقاومة

إلقاء الأوامر طوال اليوم على الطفل يعمل على توليد المقاومة عنده، ولكن عندما تعطي الطفل سبباً منطقياً لتعاونه، فربما يتعاون أكثر

لا تنتظروا من الطفل أن يحل مشكلته بنفسه، فإذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور، فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي؛ أسلوب الحياة المتّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل

عدم استخدام الآباء لأسلوب التهديد في التعامل مع الطفل؛ للحصول على الطاعة، وإلا سيتعلم الطفل التجاهل حتى يهدده الأب؛ وليعلم الآباء أن التهديدات التي تطلق في ثورة الغضب تكون غير إيجابية، و مع الوقت لن ينصت لها الطفل

الطفل اللامبالي يحتاج إلى دعم إيجابي، فعندما يطيعنا الطفل نقبله ونحتضنه أو نمتدح سلوكه ،وسوف يرغب في فعل ذلك ثانية، وبالعقاب المناسب أيضا يمكننا أيضاً أن نحد من سلوكياته السلبية

الحافز مرغوب للطفل؛ فالطفل الذي يكون الحافز لديه ضعيفاً تجاه الدراسة لا يهتم أبداً بإنجاز مهمته

الأسرة مسئولة

 
بسبب طلب الآباء لأوامر غير متناسبة مع الواقع

 لا تنمى في أبنائها الاعتماد على النفس، فيلجأ الطفل إلى اللامبالاة لتحقيق اعتماده على نفسه وتحقيق استقلاليته

 اعتماد الأهل على الأوامر وتدخلهم في كل كبيرة وصغيرة ، مع القسوة في التعامل

 تلبية طلبات الطفل المستمرة بسبب سلوكه ،
فيتخذه وسيلة لتحقيق أغراضه وطلباته


سبل للعلاج ..بسيطة

عدم الإكثار من الأوامر للطفل وعدم إرغامه على الطاعة.. أن يكون الآباء مرنين
 الصبر في التعامل مع الطفل والحكمة في التعامل معه وتجنب ضربه
 مناقشة الطفل بالعقل كإنسان كبير وتوضيح النتائج السلبية لأفعاله اللامبالية
 
مع الكلمات التي تعلن الحب والتقدير له اللجوء للعاطفة في التعامل مع الطفل،
 في حالة عدم الفائدة معه بطريقة العقل وطريقة العاطفة، فيجب حرمانه من أي شيء محبب له ، على أن يكون الحرمان بعد سلوك الطفل مباشرة
اللامبالاة مرحلة طبيعية في مرحلة النمو النفسي، تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدراته، وإمكانياته في التأثير على من حوله