السياحة البيئية من أهم روافد الاقتصاد المحلي

السياحة البيئية من أهم روافد الاقتصاد المحلي

تعدّ السياحة إحدى روافد الاقتصاد السعودي الهامة، مع الإشارة إلى أن ما يعرف بـ "السياحة البيئية" تنشط بشكل ملحوظ في الدول العربية بشكل عام، والسعودية بشكل خاص.


ما هي السياحة البيئية؟


تعتمد السياحة البيئية على جذب السائحين إلى البيئات التي تمتلكها كل وجهة سياحية، لتشمل الأنماط الفرعية للسياحة البيئية: السياحة البحرية، والجبلية، والصحراوية، والنهرية، وسياحة البحيرات. وحتى هذه الأنماط الفرعية، تتفرع منها أنماط دقيقة، فالسياحة البحرية تضم على سبيل المثال سياحة الشواطئ، وسياحة الجزر، وسياحة الغوص، وسياحة السنوركلنج.

وفي هذا الإطار، يتحدّث مستشار تطوير الفعاليات والوجهات السياحية، وأستاذ إدارة الفعاليات والإدارة السياحية بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود الدكتور عماد منشي عن مميزات نمط السياحة البيئية في السعودية، قائلًا إن "مناطق المملكة متنوعة من الناحية الطبوغرافية؛ فهناك نحو 3,800 كيلومتر من السواحل على الخليج العربي والبحر الأحمر، و1285 جزيرة، وبيئات بحرية عدة، فضلاً عّن سلسلة جبال السروات على امتداد الساحل الغربي، ومناطق جبلية كثيرة، مثل: جبل قارة في الأحساء، وجبل اللوز في تبوك". ويضيف أن"البحيرات في المملكة متنوعة في جاذبيتها، من بحيرة الأصفر بالأحساء، وبحيرة الكسر بالزلفي، وعيون طبيعية في الأحساء، ومياه كبريتية في جازان. أما الصحاري فهي قصة أخرى من الجمال لتداخلها مع الجبال في عسير، وقربها من المزارع بالقصيم، وعلو كثبانها في الربع الخالي، والنفود، والدهناء".

تابعوا المزيد: المدن السعودية التي تطل على البحر الأحمر


تجربة جميلة في أحضان الطبيعة


عن السياحة البيئية وأنشطتها، توضح مؤسسة فريق "رواسي" للهايكنج شرين أبو الحسن أن "السياحة البيئية تجربة جميلة تسمح للسائح قضاء الوقت في أحضان الطبيعة"، لافتة إلى أن نشأة هذا النمط من السياحة يرجع إلى العصر الحديث، والهدف هو الحفاظ على الموارد والأماكن الطبيعية في العالم، علمًا أن غالبية مناطق السياحة البيئية هي أماكن طبيعية محفوظة إذ لم يصلها البشر أو يقطنها سكان".
وتستطرد، قائلة: "تهدف السياحة البيئية إلى مدّ الزائرين بمعلومات وافية عن الأماكن التي يزورها، حتى يكونوا أصدقاء للبيئة، ويبعدوا عن المس بها وتلويثها."


نشاطات السياحة البيئية


• تسلّق الجبال والـ"هايكنج": ازدهر هذان النشاطان السياحيان في العصر الحديث، فأصبحت الرحلات السياحية تنظم لهذه الغاية أي الوصول إلى قمم جبال عملاقة، والمشي بين الغابات أو السباحة في البحيرات السرية في أماكن طبيعية عذراء لم يصلها التلوث جراء إهمال البشر.

• الخروج إلى الأماكن الصحراوية لتصفية الذهن، والبعد عن الضوضاء والروتين اليومي والتأمّل.

• رحلات الصيد البحرية أو البرية، شريطة الحصول على رخصة مزاولة الصيد، والحفاظ على الحيوانات أو الأسماك المهددة بالانقراض.

• رحلات مراقبة الحيوانات في الغابات أو الأراضي التي تتمتع بتنوع حيواني، وغالبًا تنظم الرحلات المذكورة جمعيات هدفها حماية الحيوانات من الانقراض والتوعية على حمايتها.
• رحلات التصوير إلى "الأماكن العذراء" أي ذات الطبيعة التي يمسها بشر. .


تنوع جغرافي جذّاب


تفيد غالية مطبقاني (صاحبة شركة سياحية)، من ناحيتها، أن "السعودية تتماز بتراث طبيعي متنوع فيه المعالم والمناظر الطبيعية والحياة البرية والفطرية ما يجذب السائحين، بخاصّة المناطق الصحراوية حيث تتنوع الأنشطة. وتضيف أن"حكومتنا الرشيدة حفظها الله تهتم بهذه المناطق، إذ سبق أن أنشأت الكثير من المنتزهات، ما ساهم في الإقبال على السياحة البيئية".


توعية الزائر بالموارد الطبيعية


وتشدّد مطبقاني على ضرورة توعية الزائر بأهمية الموارد الطبيعية، من أجل ترسيخ المبادئ والقيم للحفاظ على الممتلكات العامة، كالإكثار من اللوحات الإرشادية، ووضع عقوبات صارمة للحد من التخريب الذي يطال بعض المجسمات والأماكن الخاصة بالتنزه والجلوس.

تابعوا المزيد: 3 مواقع تراثية في العلا ستفتتح أمام الزائرين في نهاية أكتوبر الجاري