شاب مغربي ينجو من كورونا بفضل التصوير!

خلال حصة تصوير
إدريس يلتقط صورة لموديل من مدينته
إدريس الغريب
3 صور

من قلب مدينة جبلية في الأطلس المتوسط، حمل الشاب المغربي ادريس الغريب آلة التصوير وبدأ رحلته مع فن الصورة منذ اندلاع كورونا. إدريس شاب موهوب من مدينة ازرو الواقعة في حضن جبال الاطلس المغربية، مدينة صغيرة تحيط بها طبيعة خلابة في غياب مرافق كثيرة لاحتضان مواهب شباب المدينة، إدريس الذي أنهى تكوينه الدراسي والعلمي لايتجاوز السابعة والعشرين، اختار أن يفر من الملل وشبح الازمة التي خيمت بسبب جائحة كورونا، الى التصوير الفوتوغرافي عشقه الأول بعد أن شغف بالتصوير منذ الصغر وألم بدراسته في تكوين خاص.

انهى إدريس دراسته الجامعية في علوم الأبناك والتأمين وكذا ماستر في الإدارة والتسيير، وتفاديا للشعور بالملل واليأس بسبب الأزمة، قرر أن يحمل كاميراته ويخلق لنفسه ومع أصدقائه جوا خاصا، حيث عمل على الاشتغال على حصص تصوير فنية، اختار لها وجوها شابة من معارفه من مدينته الجبلية ليعيد اكتشاف جمال المدينة وسحرها وطبيعتها.

العلاقة مع الة التصوير نسجت عبر كل مسار سابق طويل،  لكن كهواية أو كوسيلة للهروب من ضغط الدراسة ستتقوى هذه ويكبر حب ومعانقة هذه الآلة بعد نهاية المسار الدراسي وظهور كورونا،  يقول لـ"سيدتي نت": "في انتظار فرصة عمل، وفي خضم هذه المحنة التي هزت العالم وهذا الفيروس الذي حول مسار العالم إلى كابوس، تحولت آلة التصوير بين يدي من آلة لإشباع هواية إلى حكاية عشق مع العدسة، صرت ابحث عن كيفية التقاط صورا تحث على التفكير، وألوان تريح دواخلنا من توتر مستمر سببه انتشار الوباء، و الأهم أن استثمر أولاً محيطي وأتعامل مع ماهو موجود أمامي وحولي، من مدينتي ومن أناسها ومن طبيعتها. تحول التصوير من هواية إلى رغبة تكبر يوميا لأجل الاحتراف والتمرس بمجال التصوير. لذا قررت انشاء حساب  على انستغرام ، حيث أقوم بنشر أعمالي من بورتريهات بشتى الانواع والاشكال، ومواضيع مختلفة  تحتفي بالالوان،أختار أحيانا ملابس تقليدية و أحيانا أخرى عصرية بلمسة امازيغية تحمل لمسة الثقافة الأمازيغية التي تمثل هوية مدينتي أزرو، ورغم أن المدن الصغيرة كمدينتي تغيب فيها  ثقافة "مودلينغ" و "شوتينغ" الا أنني مصر على أن أواصل المشوار بحثا عن الجمال والأمل".

وعن الصعوبات يضيف قائلا: البدايات هي التي توصلك الى تحقيق أحلامك، بدايتي أصلا كانت صعبة لأنها انطلقت في أزمة عالمية سببها الفيروس، لكن مع ذلك يجب البحث عن منافذ الأمل. والأحلام تبدأ بفكرة صغيرة لتكبر بفعل الرغبة في التطور .احلامي كبيرة وافق مدينتي المفتوح  بجباله  وطبيعته   وبأزقته  وبغنى تراثه الامازيغي ،فقد يكون هذا الإخلاص لكل ماهو محلي هو السبيل للوصول إلى تحقيق انتشار واسع وفعال.

ويضيف قائلا: استثمر أيضا في هذا العشق للزوم وللصورة، صورة شباب لا يستسلم للواقع، شباب مدن الهامش الذي يسعى إلى الانتقال من هذا الهامش الى أفق أوسع ونحن كثيرون. اخترت أن أبحث عن هذا الأفق الأوسع عبر آلة تصوير تربطني بها علاقة عشق ه أبدي لن يفارقني يوما.أشتغل على ما أحب لأتواصل مع العالم بنظرة أخرى تعبر عن امال جيل مختلف سيعيش زمن مابعد كورونا.