فيديو لأم تعنف ابنتها يثير موجة غضب في المغرب

صورة تعبيرية

أثار فيديو تداوله مجموعة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، خلال الساعات الأخيرة، يوثق لتعذيب أم ابنتها بطريقة وصفها كثيرون بـ"الوحشية"، الأمر الذي خلف موجة من ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة.

وتظهر الأم في مقطع الفيديو وهي تحاول إحراق طفلتها في أنفها. بوساطة شوكة وضعتها على النار، عقاباً لها عن تكرار عادة سيئة تقوم بها.

ويظهر الفيديو أيضا كيف كانت الطفلة الصغيرة تستغيث وتطلب الصفح من والدتها ومن أخيها الذي كان يوثق الحادث بالفيديو، لكن الأم تمادت في تعذيبها بطريقة بشعة، حيث قامت بكيّها على مستوى أنفها بعد شل حركتها، إلى جانب جذبها من شعرها وإهانتها .

غضب عارم

الفيديو الذي تفوق مدته 3 دقائق خلق حالة من الاستياءوالغضب بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب كثيرون بمتابعة الأم ومعاقبتها، بينما دعا آخرون إلى عدم تداول الفيديو لما يتضمنه من مشاهد "قاسية".

وكتب رئيس جمعية منتدى الطفولة عبد العالي الرامي، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "رأيت بفيديو يدمي القلب أما تعنف طفلة بدون رحمة ولا شفقة، وتنعت الطفلة بالعاهرة في حضور أطفال أصغر منها لكي يتعظوا!".

الممثل محمد الشوبي عبر عن امتعاضه من الحادثة وقال في تدوينة له على صفحته الخاص على الفيسبوك:" فيديو صادم، الأم والأب يجب أن يمنعان من رؤية أطفالهما مدى الحياة، وأن يسلم الأطفال إلى مؤسسة خيرية تعمل على إجراءات تبنيهم من طرف أسر حاضنة".

كما طالبت مليحة العرب فاتي جمالي من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) بالدخول على خط قضية فيديو الأم التي عذبت وعنفت طفلتها.

وقارنت فاتي جمالي التعنيف الذي راحت ضحيته الطفلة، بالاعتداء الذي تعرض له الرجل الأسمر على يد شرطي بالولايات المتحدة الأمريكية، واصفة تصرف الأم بـ"اللاإنساني" والهمجي".

اعتقال وردود فعل

وكشف السلطات الأمنية، في بيان صادر عنها، أنه تم إخضاع المشتبه فيها للبحث القضائي الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، في انتظار إحالة المعنية بالأمر على العدالة بمجرد استكمال إجراءات البحث التمهيدي.
ويعود الفيديو الى الأيام الأولى من الحجر الصحي في بداية ابريل الماضي. والأدهى أن مواقع إعلامية محلية استضافت زوج المعتدية والبنت المعنية والابن الذي قام بعملية التصوير، حيث برأ الجميع المرأة وأن الهدف كان تخويف البنت لعدم انصياعها لتحذيرات الأم بعدم تكرار عادة سيئة تقوم بها، وهو الأمر الذي زاد الطين بلة وأجج اكثر غضب المغاربة في استغراب تام لتبريرات واهية لذاك التعذيب الاجرامي، حيث كتبت الشاعرة ايمان الخطابي أن "ثمة آباء ينجبون فقط، الإباء هم من يربوننا ويعطفون علينا اما الذين ينجبوننا ويعذبوننا فهم مجرد والدين" وأن الكلام الذي طلب من الطفلة ترديده أسوأ من العنف الذي مورس عليها.واعتبر العديد من رواد التواصل الاجتماعي أن القضية غريبة وأن لا الأم ولا الأب يستحقان التعاطف.

أرقام عن العنف

وكشفت فيدرالية رابطة حقوق النساء، عن أرقام تهم العنف ضد النساء خلال فترة الحجر الصحي المفروض في إطار حالة الطوارئ الصحية بمناسبة الحملة الوطنية لمحاربة العنف، حيث سجلت الفيدرالية ارتفاعا ملحوظا في العنف القائم على النوع الاجتماعي خلال هذه الفترة بنسبة بلغت 31.6 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2019.

وأوضحت الفدرالية، خلال لقاء نظمته بتعاون مع شبكة مراكز الرابطة إنجاد ضد عنف النوع حول العنف ضد النساء، أنها سجلت ما مجموعه 4663 فعل عنف مثبت على النساء والفتيات بمختلف أنواعه وتجلياته خلال الفترة ذاتها، حيث شكل العنف النفسي أعلى نسبة ب %47.9 ، يليه العنف الاقتصادي بنسبة 26.9 % ، فيما جاء العنف الجسدي في المرتبة الثالثة بنسبة 15.2 % بـ 709 أفعال عنف جسدي منها حالة قتل لسيدة وحالة محاولة قتل لسيدة أخرى، وارتفع العنف الجنسي بنسبة %5.1.