هيئة البيئة - أبوظبي و”ذا ناشونال اكواريوم” ينجحان بإنقاذ قرش الحوت في الباهية وإعادته إلى مياه الخليج العربي بأمان

كشفت هيئة البيئة _ أبوظبي و”ذا ناشونال اكواريوم” عن نجاحهما في إنجاز مهمّة مشتركة لإنقاذ قرش حوت عالق في بحيرة اصطناعية وإطلاقه إلى الخليج العربي، حيث رُصِد قرش الحوت، الذي يبلغ طوله ستة أمتار، في البحيرة الواقعة في منطقة الباهية. وبعد مراقبة قرش الحوت عن كثب من قبل الباحثين بهيئة البيئة - أبوظبي تبيّن أنّه غير قادر على الحصول على الكم الكافي من الغذاء فضلاً عن عدم قدرته على العودة إلى المياه المفتوحة.

وبعد تقييم الموقف بدقة من مختلف الجوانب، أطلقت الهيئة مهمة لإنقاذ قرش الحوت مستعينةً بالخبرات الواسعة التي يتمتع بها فريق “ذا ناشونال اكواريوم” وأدواته المتطورة، حيث كان للفريق دور أساسي في تنفيذ خطة الإنقاذ التي استندت على الجهود المشتركة بين الجهتين؛ حيث تم إعداد حقيبة بلاستيكيّة ناعمة تعدّ الأولى من نوعها لنقل قرش الحوت بأمان عبر الماء. واستطاع فريق الغوّاصين الإمساك بالقرش ونقله إلى الحقيبة بعناية فائقة تحت إشراف هيئة البيئة - أبوظبي. كما قدّم فريق نادي أبوظبي البحري المساعدة باستخدام الدراجات المائية لسحب الحقيبة الخاصة التي تحوي قرش الحوت، بسرعة أكبر مقارنة بسرعة سباحة القرش الطبيعية، ليقطعوا بها مسافة 20 كيلومتراً في الخليج العربي، بينما عمل فريق الإنقاذ على مراقبة مؤشراته الحيوية عبر نشر غواصين على طول مسار النقل.

وقبل إطلاق قرش الحوت، تم تزويده بجهاز تتبع حديث عبر الأقمار الاصطناعية قدمته جامعة الملك فهد في المملكة العربية السعودية، وبيّن تتبع القرش أنه قطع مسافة 232 كيلومتر في الخليج العربي، وهو مؤشر على صحّته الجيدة. كما تظهر المراقبة المستمرة توجهه نحو تجمع لأسماك قرش الحوت المهاجرة في الخليج العربي.

ويعود نجاح عملية الإنقاذ البحرية إلى تضافر جهود العديد من الجهات المعنية التي شاركت فيها، ومن بينها شرطة أبوظبي وأبوظبي البحرية وموانئ أبوظبي ودائرة البلديات والنقل بأبوظبي ونادي أبوظبي البحري وجهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل وشركة الدار العقارية، بالإضافة إلى إثبات فعالية الطريقة الجديدة لنقل قرش الحوت عبر الماء.

ودعت الهيئة للإبلاغ عن إصابة أي من الحيوانات البريّة أو الحالات البيئية الطارئة، من خلال مع مركز اتصال حكومة أبوظبي على الرقم 800555.

 

يذكر أنّ هيئة البيئة – أبوظبي وقعت في يوليو 2020 اتفاقية تعاون رسمية مع ذا ناشونال اكواريوم، أكبر حوض للأحياء المائية في منطقة الشرق الأوسط، بهدف تعزيز جهود الحفاظ على الحياة الفطرية في إمارة أبوظبي. وتنص الاتفاقية على تقديم “ذا ناشونال اكواريوم” الدعم للهيئة في بعض برامجها الهادفة للحفاظ على الحياة البرية والمشاركة في حملات توعية جديدة وتجارب تعليمية فريدة في المنطقة.

 

نبذة حول هيئة البيئة – أبوظبي

 

تلتزم هيئة البيئة – أبوظبي، التي تأسست في عام 1996، بحماية وتعزيز جودة الهواء، والمياه الجوفية بالإضافة إلى حماية التنوع البيولوجي في النظم البيئية الصحراوية والبحرية في إمارة أبوظبي. ومن خلال الشراكة مع جهات حكومية أخرى، والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات البيئية العالمية، تعمل الهيئة على تبني أفضل الممارسات العالمية، وتشجيع الابتكار والعمل الجاد لاتخاذ تدابير وسياسات فعالة. كما تسعى الهيئة لتعزيز الوعي البيئي، والتنمية المستدامة، وضمان استمرار إدراج القضايا البيئية ضمن أهم الأولويات في الأجندة الوطنية.

 

ذا ناشونال اكواريوم

 

يشكّل “ذا ناشونال اكواريوم” جزءاً من مشروع القناة، وهو وجهة فريدة على الواجهة المائية في أبوظبي تسهم في رسم ملامح جديدة لمشهد المطاعم والترفيه في العاصمة الإماراتية. وهو حوض الأحياء المائية الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، إذ يضم 10 مناطق مخصصة تحتضن 46 ألف كائن بحري، يتولى الإشراف عليها فريق مؤلف من 80 خبيراً ومختصاً في الحياة البحرية يمتلكون خبرةً واسعة اكتسبوها خلال عملهم في أبرز أحواض الأحياء المائية في مختلف أنحاء العالم.

 

كما يعتبر التعليم من أهم أهداف ذا ناشونال اكواريوم، حيث يضم قسماً مخصصاً للتعليم ورفع سوية المعرفة البيئية، فهو مجهز لاستقبال حوالي 50 ألف طالب كل عام.

 

وتسعى الوجهة المميزة إلى تزويد الزوار بتجارب لا تنسى تشجّعهم على إعادة التواصل مع الطبيعة، إذ تمّ تصميمها لتكون نموذجاً يحتذى به لرفع مستوى وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة والأنواع الأحيائية، من خلال أنشطة وتجارب تفاعلية تدعم جهود الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على إرثها العريق وبناء مستقبل أكثر استدامة.