المصممة بلقيس القضيب : الأنظار تتجه إلى التصاميم السعودية

فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب


تتمتَّع بحسٍّ عالٍ وموهبةٍ كبيرة في إبراز الأناقة و"الشياكة"، الأمر الذي دفعها لدخول عالم التصميم في سنٍّ مبكرة، والعمل على تطوير موهبتها في مجال فساتين السهرة النسائية.
وترى أن هذا التخصُّص يوفر لها مساحةً أكبر لإظهار إبداعاتها في التصميم بتقديم قطعٍ جميلة، تنال إعجاب الجميع.
أما أفكارها فتستمدها من خامات الأقمشة التي تتعامل معها، وتحرص على أن تواكب في عملها أحدث صيحات الموضة العالمية، لا سيما من حيث الألوان الدارجة.
بلقيس القضيب، مصممة الأزياء السعودية، التقيناها في "سيدتي" فتحدَّثت عن مسيرتها العملية في مجال الأزياء، والأسلوب الذي تتبعه لجذب المرأة السعودية والخليجية لتصاميمها.

فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب
فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب



بدايةً، حدِّثينا عن نفسكِ، مَن هي بلقيس القضيب؟
فتاةٌ سعودية حاصلة على شهادة البكالوريوس في التصوير بالرنين المغناطيسي، ومصممة أزياءٍ. بدأت العمل في التصميم في سنٍّ مبكرة، ولم أتوقَّع أبداً أن تتطور موهبتي لتصبح يوماً ما ذات علاقةٍ وثيقة بمجال التصميم والأزياء، خاصةً أنني كنت بعيدةً تماماً عن مجال الخياطة، وقد اتَّخذت حياتي منحنى جديداً بعد خوضي العمل في التصميم، وإقبال كثيرين على القطع التي أبدعها.


‏‎كيف بدأت مسيرتكِ في التصميم، ولماذا اخترتِ مجال فساتين السهرة تحديداً؟
بدايتي كانت مثل بدايات أغلب مَن يدخلون المجال، إذ أحببتُ الفنون المختلفة، كالرسم، والأعمال اليدوية، وعالم الموضة، ثم أطلقت أول مجموعةٍ لي عام ٢٠١٢، واستمررتُ في المجال حتى أصبحت علامتي، سعودية المنشأ والإنتاج، معروفة محلياً وعالمياً.
وفيما يخصُّ مجال فساتين السهرة، فقد اخترته لشغفي الكبير بهذه الفساتين، وكونه يقدم مساحةً أكبر للإبداع بالأقمشة والألوان، كما طوَّرت علامتي بإضافة فساتين العروس إليها.


‏‎من أين جاءتكِ فكرة إطلاق علامتكِ "LaBeso"؟
قبل إطلاق "LaBeso" بست سنوات، فكرتُ في إنشاء علامة أزياءٍ سعودية، تختصُّ في الفساتين الجاهزة، ولأن هذه الفكرة كانت بمنزلة "حلم جانبي"، لذا لم أركز عليها كثيراً، لكن بعد أن بدأت بتصميم فساتين لنفسي، لاقت إعجاب المحيطين بي، تحمَّست لإتقان فن التصميم والخياطة، بالممارسة والخبرة والتعليم الذاتي، خاصةً أنني شعرت بامتلاكي المهارة المطلوبة للنجاح، وحقاً صرت أتوجَّه تدريجياً بتصاميمي لشريحة أكبر إلى أن وصلت إلى إطلاق علامتي الخاصة، وأقول لكل مَن ترغب في دخول مجالٍ ما: إن الشعور الداخلي بالاستعداد لهذه الخطوة مهمٌّ جداً.

فستان عروس من توقيع المصممة بلقيس القضيب
فستان عروس من توقيع المصممة بلقيس القضيب


‏‎من أين تستمدين أفكار تصاميمكِ، وكيف تختارين الألوان والأدوات فيها؟
بعض الأقمشة توحي لي بالتصميم المناسب فوراً، وبعضها الآخر يأخذ وقتاً كبيراً للتفكير حتى تخرج بصورةٍ تتناسب طرداً مع الخامة وألوان المجموعة، أما درجات الألوان فغالباً ما تختلف بحسب المواسم، وأعتمد ما أجده مناسباً ولافتاً ليواكب خطوط الموضة العالمية، ففي الشتاء مثلاً أميل إلى الألوان الخريفية ذات الدرجات الدافئة، وأفضِّل في الصيف الألوان الباردة والمتباينة، كذلك أحرص على اختيار الألوان بما يناسب بشرة السيدة الخليجية حتى تحظى بإطلالة جميلة.


إلى أي مدى تتبعين خطوط الموضة في تصاميمكِ؟
أهتم كثيراً باتباع خطوط الموضة العالمية، لكنني أحرص على وضع لمساتي الخاصة في كل مجموعةٍ حتى أميِّزها عن أعمال المصممين الآخرين، ولكي تحظى تصاميمي بالحيوية، وتكون نابضةً بالحياة. هناك تصاميم ما زالت منذ ٢٠١٤ تُطلب مني، ما يعني أن التصميم لا يخضع لصيحةٍ معينة تواكب خطوط الموضة الحديثة.


‏‎في نظركِ ما الموضة التي لا تموت أبداً في تصاميم فساتين السهرة؟
لا أستطيع تحديد موضةٍ معينة، لكن بعض القصَّات تعدُّ أساسيةً في كل زمانٍ ومكانٍ، مثل "الكلوش" أو ما يعرف بـ "ذيل السمكة"، وفي كل عامٍ يكون هناك إقبال على واحدةٍ دون أخرى، ومع ذلك تسير جنباً إلى جنب كقالب أساسي للفساتين.

فستان عروس من توقيع المصممة بلقيس القضيب
فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب


‏‎بوصفكِ مصممةً، ما أبرز التحديات التي تواجهكِ، وكيف تتغلبين عليها؟
لا يمكنني حصر التحديات في أسطر قليلة، فكل مرحلةٍ لها تحدياتها الجديدة، لذا بعد افتتاحي الفرع الأول في مدينة الرياض، اكتشفت أننا في تحديات مستمرة مع الاقتصاد، والتغييرات المحلية والعالمية، لكن يبقى كل تحدٍّ قابلاً للتخطي طالما نشعر باليقين والثقة بالله دائماً.


‏‎بماذا تتميَّز تصاميم "LaBeso" عن غيرها من العلامات؟
تتميَّز علامتي بالحداثة الممزوجة بالكلاسيكية.


‏‎لماذا اخترتِ هذا الاسم لعلامتكِ؟
لأنه اختصار لاسمي الأول.


هل هناك لمسة معينة تحاولين إبرازها عبر تصاميمكِ؟
الحزام الأسود المخملي ذو القصَّة الخاصة منذ إطلاق مجموعتي الأولى حتى الآن. أول تصميمٍ نفذته لنفسي، ضمَّ هذا الحزام، لذا أعدُّه علامة الحظ الخاصة بي، لا سيما أنه يبرز الخصر بشكل مميز وجميلٍ.

فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب
فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب


ماذا عن آخر مجموعةٍ لكِ، بماذا تتميَّز؟
أجَّلت ظهور مجموعتي الجديدة بسبب الظروف العالمية عقب انتشار كورونا، وأخذت فيها وقتي كاملاً، في التفكير والتخطيط والإنتاج، واستخدمت فيها خامات مختلفة، مثل الجليتر والتطريز، مع اعتماد التداخل في الألوان، والتركيز على الرسم اليدوي، للمرة الأولى في مجموعاتي، بوصفه إضافةً جديدة ومميزة للتصاميم.


تطرقتِ إلى جائحة كورونا، كيف أثَّر الفيروس على تصاميمكِ، وهل اختلفت متطلبات المرأة في فساتين السهرة بعد ظهوره؟
جائحة كورونا أحد أكبر التحديات التي وضعت جميع الأنشطة، خاصةً المتوقفة منها، على المحك، وجعلت الرؤية ضبابية في كل شيء، لا سيما في توجهات الموضة في الفترة المقبلة، ما دفع منظمات الأزياء العالمية إلى إطلاق كثيرٍ من المنصات التي تناقش تحديات الأزمة، والحلول البديلة، ولم يعد هذا القطاع إلى نشاطه إلا قبل فترةٍ قريبة. شخصياً، تعلمت من هذه التجربة الكثير، وكيف أن تغيير المتطلبات والتوجهات، والتجدد السريع، يخدم العلامة التجارية، ووجدت إقبالاً كبيراً على فساتين السهرة البسيطة التي تناسب المناسبات العائلية قليلة العدد.


‏‎ما رأيكِ في المصممات السعوديات، وكيف تجدين مجال التصميم في البلاد؟
هناك توجهٌ كبير من قِبل السعوديات لدخول المجال، خاصةً في الفترة الأخيرة، وسعيدةٌ بالاهتمام المتزايد بالأزياء السعودية، وأرى في ذلك إسهاماً في إبراز الصناعات والثقافات السعودية، ونقلها للعالم كله، بما يواكب أهداف "رؤية ٢٠٣٠"، إضافة إلى فتح باب الابتعاث الخارجي لدراسة التصميم، الأمر الذي سيزيد حرفية المصممين والمصممات السعوديين.


‏‎بماذا تنصحين مَن تفكر في إطلاق مشروعها الخاص بمجال تصميم الأزياء؟
أنصحها بالتركيز على تخصصها أولاً، وفي أي خط تجد نفسها مبدعةً، وأن تتسلح بالمهارات اللازمة للنجاح، وأن تلتزم بتوفير أفضل خدمة لعميلاتها حتى تكسب ثقتهن.

فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب
فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب


‏‎كيف تصفين إطلالات المرأة الخليجية؟
المرأة الخليجية تتميز بأناقة الإطلالة، والذوق الملكي، والرقي في اختياراتها، كما أنها تفضِّل كل جديد ومختلف في عالم الأزياء.


‏‎بماذا تختلف المرأة الشرقية عن الغربية من حيث اختيار أزياء السهرة؟
المرأة العاملة الغربية تميل للبساطة والعملية في أزيائها، أما الشرقية فتحبُّ الموضة والصيحات الجديدة، كما أنها جريئة في ارتداء آخر صيحات الموضة.


‏‎ما أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه المرأة في إطلالاتها بالفساتين؟
يكمن ذلك في تنسيق فساتين السهرة باعتماد قطع توحي بالتكلف الزائد عن المطلوب، أو ارتداء ما لا يتناسق مع قوامها أو لون بشرتها، لذا من المهم أن تعرف كل سيدة ما يُظهر جمالها من قصَّات وألوان، وما يناسب شخصيتها أيضاً.

فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب
فستان من توقيع المصممة بلقيس القضيب


‏‎بماذا تنصحين عميلاتكِ للتميُّز بالأناقة، خاصةً في مناسباتهن؟
أنصح كل سيدة بالتجديد في إطلالاتها خلال المناسبات، وإضفاء لمسة عصرية وأنيقة على ملابسها.


‏‎هل انعكست مهنتكِ على حياتكِ، وماذا أضافت لكِ؟
بالتأكيد، فهي تأخذ جزءاً كبيراً من يومي، ولم تعد مجرد هواية، إذ تحوَّلت إلى عملٍ أساسي، يحتاج مني إلى كثيرٍ من التركيز والإدارة والإنتاج، إضافة إلى الإشراف على فريق العمل، في المقابل هناك متعة واهتمام ورغبة كبيرة لدي للإبداع فيما أقدم.

تابعي المزيد: لا تتخلي عن الأزياء باللون الأحمر لمناسبات نهاية العام