أول كتاب لاجل انصاف الأم والطفل

الكاتبة نادية الشرايبي مع بطلة القصة رشيدة

أصدرت الكاتبة المغربية نادية الشرايبي كتابها الأول باللغة الفرنسية تحت عنوان"أنا ابن وحيد و3 أمهات "وهو عبارة عن سرد منتظم لأحداث واقعية عاشتها الكاتبة التي هي في الأصل خبيرة مالية، بعد تجربة خاصة مع كفالة طفل رضيع لأم عازبة، والقصة مؤثرة ببعد إنساني عميق يروم الإلتفات لأطفال لا ذنب لهم سوى أن والدتهم أنجبتهم في نكران تام من الشريك والمجتمع.

 

دعوة للتكفل بالأم والابن معاً

غلاف كتااب "أنا ابن وحيد و3 أمهات"

تقول الكاتبة نادية الشرايبي لسيدتي: "سعيدة جداً بردود الفعل الايجابية على الكتاب، رغم أنها المرة الاولى في حياتي التي أكتب فيها، تعرفت على رشيدة من خلال تعاملي مع جمعية انصاف بمدينتي الدار البيضاء التي تساعد الامهات فاللواتي يعايشن ظروفاً صعبة، أثارني تعلقها الكبير بوليدها رغم ظروفها القاهرة، حيث أن المجتمع لايرحم ومع ذلك تحملت مسؤوليتها كاملة في غياب تام لأي سند عائلي أو من محيطها المجتمعي. الكتاب هو تعبير عن رغبة الأم أساسا للتعبير عن معاناتها وسرد حكايتها، ووجدت أن الفكرة ممتازة لأجل تسليط الضوء على هؤلاء النساء اللواتي يعانين الأمرين في صمت، وغياب قوانين خاصة تحمي وضعهم وأمومتهم.

وتضيف الكاتبة: "رشيدة هي اليوم أحد افراد عائلتي ، تعيش معنا هي وابنها بعدما تكفلت بهما والدتي، إنها التجربة الأولى لي مع الكتابة، ساعدتني إحدى الصديقات في الصياغة وترتيب افكاري، كما أن شقيقي المخرج سعد الشرايبي حفزني كثيراً على البدء في تنفيذ مشروعي خلال فترة الحجر الصحي بعدما بدأت الاشتغال عنه منذ عامين، الكتاب أيضا هو صرخة أم عاشت ظروفاً خاصة وتريد إيصال صوتها للمجتمع الذي ظلمها كثيراً".

 

قانون أرحم

ساهمت في الكتاب الفاعلة الجمعوية نعيمة الصنهاجي التي تقول إن الكتاب تجربة جميلة جداً، شاركت فيها من الجانب القانوني والاجتماعي، وتطرقت لموضوع الكفالة التي هي لفتة حب ومبادرة إنسانية رائعة لكنها محفوفة بالمشاكل والمطبات أحياناً، ويبقى هدفها من المساهمة في الكتاب هو إثارة الانتباه الى كفالة اليتيم ومايترتب عنها من صعوبات خاصة في حالة أم عازبة التي يجب إقرار حقوقها كأم والاعتراف لها بجهودها في حماية طفلها، كما وجب منح الحق للطفل في معرفة هويته وجذوره ، وتضيف الصنهاجي: "هناك قانون موجود يكفل للمتكفل به والكفيل حقوقهما، لكنه مطالب بالتطور لأجل تحسين وضع الكفالة قانونياً واجتماعياً".

 

نداء لكل أم

الكاتبة نادية الشرايبي والأم رشيدة

أما الأم رشيدة، فتحدثت إلينا بنوع من الارتباك والخجل، وقالت لسيدتي: "أريد فقط أن أسمع صوتي للآخرين وللمجتمع، وأشكر العائلة التي تكفلت بي وبإبني واحتضنتنا معاً بكل الحب والعناية حين كان عمر ابني آنذاك 6 اشهر، لن أنسى أبداً صنيعها، وأريد بالمناسبة أن أدعو أي أم عاشت وضعاً قاسياً أن لا تتخلى مهما حصل عن أبنائها وتتحمل مسؤوليتها دائماً،" وتؤكد رشيدة أن الظروف أحياناً تلعب ضد عدد كبير من النساء، فيصبحن ضحية لها، لكن الجدية والتعامل بحكمة وصبر يؤتي ثماره. وتضيف قائلة:"ما أتمناه هو أن يكبر ابني الذي أصبح اليوم شابا في سن 14 عاماً، في جو من التضامن والمحبة ويرفع رأسه عال ويكون فخوراً بي ،لأنني لم اتخلى عنه وتمكنت من أن أجد له عائلة كريمة وأن أكون دائما الى جانبه في نفس البيت".