الشاعر طارق الهنداس: الـ «سوشال ميديا» أساس معرفة الجمهور للشعراء

يجمع بعض الناس بين المهنة والهواية، فيختصُّون في مجالٍ، ويمارسون هوايتهم في مجالٍ آخر بعيدٍ تماماً عنه، لكن نادراً ما يحققون النجاح في الأمرَين، كما فعل طارق الهنداس، الذي امتهن الكيمياء، وأبدع فيها، وفي الوقت نفسه طوَّر موهبته بكتابة أجمل القصائد الشعرية.
ولأن الـ «سوشال ميديا» اليوم عصب الحياة، وأحد أهم أسباب الانتشار والنجاح، فقد اعتمد طارق عليها لنشر أشعاره وإبداعاته النثرية، إضافة إلى تأليف دواوين شعرية، وكتابة الأغاني. «سيدتي» التقت الشاعر الهنداس للحديث عن رحلته الشعرية.



بدايةً، حدثنا عن نفسك؟

أنا الشاعر المغرور بمن حولي


«أظن أني، أنا طارق، وأنا طارق على بابك»، تذكرت هذا الشطر مباشرةً عند قراءة السؤال، فأنا في الحقيقة أجد نفسي فيه كثيراً، ومع ذلك عجزت عن إكماله، كما أنني الشاعر المغرور بمَن حولي، وأشعر بنفسي دائماً في قلوبِهم. أحبُّ الأشياء البسيطة لأنها تسعدني أكثر. أحبُّ الحياة ومَن فيها، كثيرةٌ هي الأشياء التي تتحدث عني، لعل أبسطها الدروب الطويلة، والأمنيات المستحيلة.
 


تخصَّصت في الكيمياء، ما الذي يربطه بالشعر، هوايتك المفضلة؟

الكيمياء شعر..والشعر كيمياء


الكيمياء شعر..أستاذٌ لي في المدرسة الثانوية وراء عشقي لهذا التخصُّص. لعله زرع داخلي شيئاً لم يقصده، لكنه جعلني أتأثر به. الكيمياء شعرٌ، والشعر كيمياء، كلاهما أساس الحياة. بدايتك الأدبية كانت عام ٢٠١٢، وإصدارك الأول جاء في ٢٠١٦، ما الاختلاف بين نصوص كتابك وما تنشره اليوم في الـ «سوشال ميديا»؟
جاء الإصدار بعد سنتين من التفكير والمعاناة، كتبت خلالهما ثلاثة كتبٍ حتى وصلت إليه، واقتنعت بنشره.
ويعود السبب لاعتمادي على النفس القصير في الكتابة في الـ «سوشال ميديا» إلى أنها تقتصر على عدد أحرفٍ معين، بينما يحتاج الكتاب إلى نصوصٍ أطول، ومحتوى أقوى، ما يجعل الأمر صعباً علي.
 


كيف كانت رحلة إصدار كتابك الأول، وما موقف الأهل والأصدقاء بعد طباعته؟

الأهل والأصدقاء..أسباب نجاح تجربتي


كانت رحلةً ممتعةً بامتياز، وتكرارها أمتع، شعرتُ فيها بالدفء والحب، والفخر والتشجيع من الجميع، فشكراً لهم بحجم السماء، لأنهم أحد أسباب نجاح هذه التجربة.


شعبية الشاعر في الـ «سوشال ميديا»، هل لها تأثيرٌ على نجاح كتاباته؟

السوشيال ميديا..أفضل طرق الوصول إلى الجمهور


تعد هذه المنصات أفضل طريقةٍ، يصل بها الشاعر إلى الجمهور اليوم، ويعرِّفه بإبداعاته ونصوصه، وأفضل وسيلةٍ لحصد النجاح، بالطبع بعد توفيق الله تعالى.


بماذا يتميَّز «سيدة حزني» عن «قُبلة وأشياء أخرى»؟


«سيدة حزني»، كان تجربةً مختلفة تماماً، ومحتواه قريبٌ من قلبي أكثر، إذ إنني أعشق الشعر النبطي، أما «قُبلة وأشياء أخرى» فنصوصٌ أدبية ونثرية بالفصحى



نصوص الشعراء السعوديين بماذا تختلف عن غيرهم، وما مميزات جماهيرهم؟


شعراؤنا يتميزون باختيار المفردة البيضاء، السهلة والرقيقة والمفهومة، والموجَّهة إلى كل طبقات المجتمع، أما الجمهور السعودي، فيتميَّز بأنه أكبر عدداً، وأكثر تذوقاً للشعر، كونه يتأصَّل في عروقه.


ما سر توجُّه أغلب الشعراء السعوديين للكتابة بالعامية بدلاً من الفصحى؟


ربما بسبب البيئة، والثقافة التي نعيشها.


مَن هي أنفال في كتاباتك؟


هي سيدة حزني، وإن صحَّ التعبير، سيدتي وسعادتي ووسادتي


من أين تستمد أفكار كتاباتك، هل جميعها تشعر بها وتواجهك؟


من الهدوء والحزن. بعضها أشعر بها، وأخرى أصنعها لأعيشها، وهناك أفكارٌ أراها في الآخرين.


لماذا تُعبِّر في كتاباتك كثيراً عن الغياب والحزن دون غيرهما من المشاعر والمواقف؟


مؤمنٌ بأن الكتابة تُبكي القلب، وتصل إلى أعماقه أيضاً وقت الحزن، وطبعاً للفرح نصيبٌ، لكننا في لحظة السعادة ننسى كل شيءٍ لنعيش اللحظة أكثر.


متى يبكي الرجل، وهل الشاعر مرهفٌ أكثر من غيره؟


في كل وقتٍ يبكي، حتى وإن كان بصمتٍ، فكلنا أبناء آدم، ولدينا مشاعر، والشاعر ليس مرهفاً أكثر من غيره، لكنه ربما يمتلك نعمةً من الله، وهي كيف يصف هذا الشعور.



ما أهمية إقامة معرضٍ للكتاب في كل عامٍ، وكيف تستعد للمشاركة فيه؟


مهمٌّ جداً، لأننا أمة اقرأ، ونعيش بالقراءة، وأستعد للمشاركة فيه بفرحٍ وكأنهُ مطرٌ من السماء.
التقيت جمهورك في الكويت والسعودية والإمارات والبحرين، كيف تميِّزهم من حيث حب الأدب والشعر؟
وكأننا دولةٌ واحدة، وأنا منهم. يُشعرونني بالفخر، لأنهم جميعاً يشعرون بالأدب.


لماذا تصدر أغلب الكتب ورقيةً لا إلكترونية على الرغم من تطور التكنولوجيا؟


ببساطة، لأن رائحة الكتب تختلف، وملمسها حكايةٌ أخرى، ولذة القراءة لا تكتمل إلا بشعورك بالكتاب وهو بين يديك.



كيف تختار أغلفة كتبك، وماذا عن مفردات الإهداء؟


أفكر بالغلاف وكأنه نصٌّ، سيقرأه كل مَن يمسك به، أما مفردات الإهداء فامتنانٌ، أعبِّر بها عن الشعور العظيم الذي ينتابني بعد الانتهاء.



كتبت أغنية «ولا غيرك في هالعالم»، كيف كانت الأصداء، وهل ستكرِّر التجربة؟


من أقرب القصائد التي أحبها. الأصداء كانت جيدةً، لكنني كنت أتوقع المزيد، وبالطبع سأستمر إذا وُجِدَ الصوت الجميل.


بماذا تختلف القصائد الشعرية عن الغنائية؟


كلها شعرٌ. الاختلاف في المفردات والعذوبة فقط. أجدها في الشعر النبطي، الغنائي مجرد لحنٍ.


مَن تتمنى أن يتغنَّى بقصائدك؟


فنانون كثر. طموحي يصل إلى راشد الماجد.


كشفت عن ميولك الهلالية، هل ستُصدر أغنيةً للفريق؟


ليست مجرد مقولةٍ: فعلاً الهلال يجري في دمي. وشرفٌ عظيم لي أن أكتب له.


ما الذي تخطط له مستقبلاً، وماذا عن كتابك الثالث؟


أخطط للاستمرار، والتغيير، وأتعامل مع كتابي الثالث على أنه تحدٍّ جديد، أسعى إلى أن يكون مختلفاً عن البقية.


بطاقة:


شاعر ومؤثر على السوشيال ميديا.
متخصص في علم الكيمياء.
صدر له كتابان «قُبلة وأشياء أخرى» و«سيدة حزني».
صدرت له أغنية «ولا غيرك في هالعالم».