تساؤلات كثيرة تدور في ذهن المرأة الحامل، عن إمكانية إصابتها بسرطان الثدي خلال فترة الحمل، وكيفية العلاج يجيب عنها، الدكتور فادي نحلاوي، رئيس قسمي الجراحة والأورام، في مستشفى زليخة.
يرد على هذه التساؤلات، التي جمعتها "سيدتي وطفلك" من قارئاتها.

د. فادي نحلاوي

اكتشافه أصعب

اكتشافه أصعب

كيف يصيب السرطان الحامل؟
لا توجد استثناءات، فالسرطان يصيب الجنسين في كل الفئات العمرية، مع وجود اختلافات ما بين سرطان وآخر حسب المرحلة العمرية، والجنس سواء كان رجلاً أو امرأة، فبعض الأنواع قد تصيب الرجال أكثر من النساء والعكس.
وآلية تشكيل سرطان الثدي عند الحوامل لا تختلف عنها عند غير الحوامل، هناك بعض الدراسات أن التغيرات الحاصلة في الثدي، قد تكون عاملاً مؤهلاً لبعض الأنواع، ومن المؤكد أن التغيرات الهرمونية لا تتسبب بسرطان الثدي، لكنها قد تعيق اكتشافه عند الحوامل، بسبب زيادة النسيج الغدي، وقد يكون اكتشافه عند الحامل أصعب، هذا هو الفارق فقط.

أنواعه محدودة

أنواع سرطان الثدي

هل يصيب سرطان الثدي الحوامل؟
قد لا تعرف الكثيرات أن السرطان لا يتجنب الحوامل، وأن سرطان الثدي، هو من أكثر الأنواع التي تعاني منها الحوامل، حيث تعاني منه واحدة بين كل 3 آلاف حامل، ويعد الأكثر شيوعاً عندهن، لكننا لا نجد أنواعاً كثيرة منه؛ لأن فترة الحمل هي فترة الصبا، وهو يميل إلى الظهور بعد سن اليأس.

إجراءات آمنة

يمنع الماموغرام

إذا كانت المرأة مصابة قبل الحمل وفوجئت بأنها حامل.. ما الإجراءات التشخيصية؟
غالباً ما تختلف إجراءات التشخيص والعلاج بشكل طفيف عن غير الحامل، مع الابتعاد عن إجراء الصورة الشعاعية السينية، وإجراء الماموغرام، ونستعيض عنه ببعض الإجراءات الأكثر أماناً مثل الألتراساوند أو الإيكو، وقد نلجأ إلى أخذ الخزعة، وإلى الرنين المغناطيسي لوضع التصنيف المرحلي، أما فيما بعد فيكون اعتماداً على عمر الحمل، نقوم بوضع خطة العلاج الآمنة.

أنواع العلاجات

الجراحة الكاملة أو الجزئية

ما نوع العلاجات التي يمكن أن نخضع لها؟
العلاجات في سرطان الثدي عادة ما تكون في الجراحة، العلاج الشعاعي والهرموني، إضافة إلى ما يسمى بالعلاج الهادف، وهو نوع من العلاجات الكيميائية، لكن المفاجأة التي طالما يتكلم عنها الناس، أن العلاج الكيميائي ممنوع تماماً على الحوامل، وهذا كلام مغلوط، فيمكن إعطاؤه للحامل حتى في الثلث الأول من الحمل، لكن يحدث تعديل بسيط للجرعات، ونضع في الحسبان وجود خطورة ولو كانت بسيطة، فقد تتعرض الحامل للإجهاض، أو الولادة المبكرة، حيث يحرض العلاج الكيميائي المخاض، إذا ما كانت الحامل في المراحل النهائية من الحمل.
الجراحة أيضاً ليست ممنوعة ويمكن اعتمادها، في كل المراحل، لكن هناك تغييراً في اختيار نوع الجراحة ما إذا كانت جزئية أي استئصال جزء من الثدي، أو بكامله، أما الذي لا يمكن اللجوء إليه أبداً في الحمل، فهو العلاج الشعاعي، وعادة ما نحاول تأجيله إلى ما بعد الولادة، فهناك خطة علاجية حسب عمر الحامل، ومرحلة الحمل، فإذا ما تم اكتشاف السرطان مثلاً في بداية الحمل، يمكن أن نلجأ للاستئصال الكامل للثدي مع أو من دون العلاج الكيميائي، لكن في حال كان الاستئصال جزئياً هنا لا بد من اللجوء إلى الإجراء الشعاعي، ولتجنيب الحامل نؤخر الإجراء الجراحي إلى آخر الحمل، وبعد الولادة يمكن إعطاء الأم العلاج الشعاعي.
فخطة العلاج تعتمد على عمر الحمل وحجم الورم، بحيث يمكن أن نتحكم بتأخير العلاج الذي يضر الحامل، إلى ما بعد الولادة.

تجويع الخلايا السرطانية

خطر السكريات أثناء الحمل

هل هناك التزام معين بنوع الغذاء؟
الحامل أصلاً تحتاج إلى المكملات الغذائية مثل الحديد وحمض الفوليك، وهو المفروض في حالة المصابة بالسرطان، وعليها اتباع النظام الغذائي الصحي الغني بالبروتينات والألياف والمعادن، قليل السكريات والدهون، سواء عند كشف الإصابة أو البدء بالعلاج، فالإقلال من الدهون، حسب الدراسات، لها دور كبير في نجاح العلاج الكيميائي، أحب أن أنوه إلى نقاط مهمة، إلى ما يتداوله بعض الناس عن التطبيب بتجويع الخلايا السرطانية وقطع السكريات بشكل كامل، هذا غير صحيح على الإطلاق، لكن التقليل منها هو أمر ضروري، باستبدال السكريات المعقدة، بسكريات الفاكهة، وشرب المياه بكميات وافرة هو جزء أساسي من أي نظام صحي متبع خلال تشخيص السرطان.

نجاة الجنين

نجاة الجنين

ما هي نسبة نجاة الجنين؟
عند اتباع الخطة العلاجية المناسبة، مع أخذ الحيطة والحذر، والمراقبة الدقيقة، من خلال اختصاصي التوليد والنساء فإن نسبة نجاة الجنين كبيرة جداً، مع إمكانية الإجهاض أو الولادة المبكرة، في ظروف قليلة.
وغالباً بعد خطة العلاج، تخضع المصابة إلى بروتوكول المراقبة للاطمئنان على عدم رجوع المرض. وهذه المتابعة تستمر لفترة لا تقل عن 5 سنوات، بالمتابعات التحليلية والشعاعية.

الإجهاض

تشوه الجنين

هل تنصح الحامل بالإجهاض، لتجنب تشوه الجنين؟

حتماً لا، أياً كانت المرحلة التي تم تشخيص المرض فيها، يجب اتباع التوصيات المتعلقة بالحمل والعلاج، مع تحمل خطورة بسيطة بحدوث مضاعفات قد تحدث للأم والجنين، طبعاً أنا لا أقول إن العلاجات آمنة مئة بالمئة، وهي موجودة في حالة وجود حمل من عدمه، ويمكن الاستمرار مع اتباع الخطة العلاجية المناسبة، التي لا تسبب أي تشوهات، وعادة ما نتجنب المؤذي منها، ونختار الأسلم، نحن نتجنب العلاج الشعاعي مثلاً، والذي يعطَى في النهاية بعد الولادة؛ لأنه يشكل ضرراً على الجنين أصلاً.