قصة اكتشاف المخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي لهند صبري

نعت الفنانة هند صبري المخرجة مفيدة التلاتلي بقولها:" المرأة التي غيّرت حياتي رحلت اليوم..المرأة الّتي اكتشفتني ورأت ما لم يره غيرها".
وفعلاً، فإن المجد الفني الذي تنعم به هند صبري اليوم يعود الفضل فيه للمخرجة مفيدة التلاتلي إلى جانب الصدفة والحظ والموهبة طبعاً.

تابعي المزيد:وفاة المخرجة التونسية مفيدة التلاتي مكتشفة هند صبري


لعبت الصدف دوراً في بداية مسيرتها الفنية الناجحة

المخرجة السينمائية الراحلة مفيدة التلاتلي



وخلاصة القصة أن مفيدة التلاتلي كانت بصدد الإعداد لفيلمها الطويل الأول "صمت القصور"، وقد كانت تبحث عن طفلة في الرابعة عشرة من العمر لدورأساسي في الفيلم وحصل أن تبادلت الحديث مع المخرج النوري بوزيد الذي شارك في كتابة سيناريو الفيلم فأخبرها أنه يعرف صديقاً محامياً له ابنة في هذا العمر قد تصلح للدور. وكان الدور في فيلم "صمت القصور" من نصيب هند صبري
التي تألقت في دورها الأول ونالت عنه جائزة في مهرجان قرطاج الدولي، واكتسب الفيلم شهرة ونجاحاً في تونس وخارجها، حتى أن هيلاري كلينتون استشهدت به في خطاب لها بتونس وعبرت عن إعجابها برسالته وتاثرها بمضمونه المناصر للمرأة.
ولأن الحظ ابتسم لهند صبري ولعبت الصدف دوراً في بداية مسيرتها الفنية الناجحة ،فقد حضرت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى تونس كعضوة في لجنة تحكيم إحدى دورات مهرجان قرطاج للسينما، وشاهدت فيلم "صمت القصور" فأعجبت بأدء هند صبري واقترحت عليها المجيء إلى مصر ووعدتها بانه ستسند لها دوراً في فيلم "يوميات مراهقة". ووافقت هند وكانت تلك بداية انطلاقتها في مسيرة سينمائية قادتها إلى نجاح فني باهروشهرة كبيرة.

هند صبري في أول أدوارها


تأبين فقيدة السينما التونسية


وانتظم أمس الاثنين 8 فبراير2021 موكب تأبين المخرجة السينمائية القديرة مفيدة التلاتلي التي وافتها المنيّة صباح يوم الأحد 7 فبراير ، وكان ذلك بحضور عائلة الفقيدة وعدد من أصدقائها وثلة من السينمائيين والمنتجين والشخصيات الثقافية.
وجاء في تأبين وزارة الثقافة لها "أن مفيدة التلاتلي خلّدت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ السينما التونسية وتألقت كأبهى ما يكون عندما اتجهت إلى الكتابة والإخراج. فلاقى باكورة أفلامها "صمت القصور" نجاحاً مُبْهِراً لينال "التانيت الذهبي" في مهرجان أيام قرطاج السينمائية سنة 1994 وحصل على تنويه خاص من مهرجان "كان" السينمائي الدولي
وتواصل إشعاع هذا الفيلم ليتم تصنيفه ضمن أحسن 100 فيلم سينمائي للمخرجات النساء في العالم عبر التاريخ، في أكبر استطلاع دولي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" سنة 2019 الذي شارك فيه خيرة خبراء السينما في العالم من مختلف المجالات
ونالت كذلك التقدير والحظوة المستحقة عن شريط"موسم الرجال" سنة 2000 وشريط "نادية وسارة" سنة 2003

وتمّ اختيارها سنة 2001 عن جدارة واقتدار ضمن هيئة تحكيم مهرجان "كان" ذي الصيت العالمي وقد كرمها المهرجان نفسه سنة 2008
كما تمّ اختيارها مطلع سنة 2011 لتقلّد منصب وزيرة لفترة قصيرة.