تصميم المطاعم المستقبلي بين الـ"بلكسي" والزجاج

تصميم المطاعم المستقبلي بين الـ"بلكسي" والزجاج

هل ستظلّ العوازل المشغولة من الـ"بلكسي غلاس" تقتطع المساحات العامّة، في إطار الوقاية من فيروس "كورونا" المستجدّ أم أن المصمّمين الداخليين، الذين يقع في صلب مهامهم إيجاد الحلول لبيئة داخليّة منظّمة سيتكيّفون مع الظروف الصحّية، وسيكشفون عن تصاميم وظيفيّة تجذب العين، ولا تفرّط في أمر الوقاية؟

 

مهندسة التصميم الداخلي رنا بركة
مهندسة التصميم الداخلي رنا بركة




بعد شهورٍ طويلةٍ فرضها الإقفال القسري للسيطرة على انتشار فيروس "كورونا"، يلاحظ المرء عند قضاء حاجة له في الخارج، راهناً، أن معظم الأماكن في الفضاء العام، سواء تعلّق الأمر في المكاتب أو قسم خدمة الزبائن أو حتّى المطاعم والمقاهي... مقتطعة مساحاتها بألواح الـ"بلكسي غلاس" للفصل بين الموظّفين والمراجعين، أو بين مكاتب الموظفين، أو روّاد المطاعم، في إطار الوقاية. وفي "مملكة البلكسي"، تبدو إطلالات الأماكن منفّرة، كأنّها تذكّر كلّ منّا في كلّ لحظة أن خطر الفيروس ما يزال محدقاً.
في عالم غالى الإنسان فيه في إيذاء الطبيعة؛ فإنّ تفشّي حالات مثل: "كوفيد-19" سيصبح أكثر شيوعاً. وانتظاراً لسياسات هادفة إلى استعادة التوازن بين العالم الطبيعي والعالم البشري، على الناس أن يتكيّفوا مع الظروف المؤثّرة سلباً في طريقة العيش، ويشمل ذلك التخطيط المدني، وهندسة العمارة، وصولاً إلى الهندسة الداخليّة. فالظروف الصحّية الحاليّة، لا سيّما التباعد الاجتماعي للسيطرة على الفيروس أصبح واقعاً جديداً، وهو يفرض أموراً عدة، كما سيفرض المزيد منها في المستقبل، على صعيد الهندسة الداخلية، فكيف ستبدو المطاعم في المستقبل؟


تصميم المطاعم المستقبلي


ينشط الفيروس التاجي داخل المطاعم، فلا يكفي إبعاد الطاولات عن بعضها البعض، للوقاية منه. وفي حين، يمكن للموظّف الذي يعمل عملاً مكتبيّاً أن يقضيه، فيما هو يرتدي قناع الوجه، يصعب ذلك على روّاد المطعم الآتين إلى المكان لتذوّق الطعام والتواصل. وفي إطار التصميم المستقبلي للمطاعم، تلبيةً لشروط الوقاية، تستشهد مهندسة التصميم الداخلي رنا بركة، في لقاء مع "سيدتي"، بدراسة عن شركة "ماس ديزاين غروب" في الولايات المتحدة تقترح الآتي، تلبية للتصميم المستقبلي.
• إلغاء الجلسات المتصلة بالمشرب، لقرب الجالسين في مقابله من بعضهم البعض. ومع إبعاد الكراسي، تنتفي وظيفيّة الركن المذكور.
• التخلّي عن فكرة تحضير الـ"شيف" الطعام، مباشرةً، أمام روّاد المكان، لأنّ من شأن ذلك أن يزيد انتشار العدوى.
• إرفاق كلّ كرسي بتصميم يشبه الجرس أو "الظلّ" من الزجاج أو الـ"بلكسي غلاس"، ما يسمح بالأكل بأمان، لكن من سيئات التصميم المذكور، على الرغم من جاذبيّة الشكل، أنّه يعزل الصوت، فلا يسمح بالتواصل بين الجالسين بيسر.
• التخفيف من القدرة الاستيعابيّة للمكان إلى النصف، التزاماً بمسافة المترين التي تفصل بين طاولة وأخرى.
• وضع المزيد من الجلسات في الخارج.


تحدّيات...


تعلّق المصمّمة بركة على الدراسة، قائلةً إنّ "ثمّة تحدّيات تواجه المصمّم في إعداد تصميم يوائم بين الجاذبيّة والوظيفيّة، ويراعي الشروط الصحّية في آن". وتضيف أنّ "إمكانية جعل المساحة العامّة التي يلتقي فيها الناس في الخارج للطعام والتواصل "منعشة" في إطلالتها تتحقّق، حتّى مع القيود المفروضة للوقاية، وذلك عن طريق "الجدران الخضر"، مع الالتزام بتزويد الحمّامات بأجهزة استشعار".
من جهةٍ ثانيةٍ، تلفت المصمّمة إلى أن الفراغ الناتج عن إبعاد كل طاولة عن الأخرى نحو مترين، يلعب دوراً جماليّاً في المساحة.

 


الفواصل شائعة الاستخدام، اليوم، في الفضاءات العامّة، ومعظمها من الـ"بلكسي"، الخامة التي يمكن الاشتغال بها بشكل محدود. أمّا الزجاج الذي يدخل في تصاميم بعض الملحقات فوق الكراسي، فهو يمكّن من التفنّن أكثر فيه، وإعداد أشكال تجمع بين الوظيفيّة والجاذبيّة.