دراسة علمية: الصيام يُصلح طفرات الحمض النووي DNA

دراسة علمية: الصيام يُصلح طفرات الحمض النووي DNA

أكدت دراسات حديثة تأثير الصيام الإيجابي على الحمض النووي، وقدرة الصيام على دعم الجسم في القيام بمجموعة من عمليات التصحيح الذاتية للحمض النووي وخاصة الطفرات والجينات التي لها علاقة وتاريخ بنشوء الأورام مما يساعد في وقاية الجسم من الإصابة بالأمراض والاعتلالات الخطيرة، وفي مقدمتها السرطان.
فما هي أحدث هذه الدراسات؟ وما هي آلية قيام الصيام بإصلاح طفرات الحمض النووي؟ هذا ما سيجيب عنه الدكتور هاني الأفغاني، اختصاصي أول علم الوراثة الطبية في الموضوع الآتي:

 

تصحيح الحمض النووي

 

أكدَّ الدكتور هاني الأفغاني أن الصيام من الشروق وحتى الغروب يزيد من عملية التصحيح للحمض النووي، وزيادة البروتينات المسؤولة عن عملية التصحيح الجيني؛ وكلما زاد عدد أيام الصيام زادت عمليات التصحيح وأعداد البروتينات. فللصوم فوائد لا تحصى وخاصة ما يتعلق بالمركب الأساسي في أجسام الكائنات الحيّة وهو الحمض النووي DNA ، فقد بات من المعروف أن جزيء وشريط طفرات الحمض النووي DNA هو في انقسام مستمر لعمل نسخ وشفرات جينية تساعد الخلية على الانقسام وأداء وظيفتها على أتم وجه وأحسن تقويم، وهو سرُّ بقاء الكائن الحي على قيد الحياة. وقد يحدث أثناء هذا النسخ المتكرر والمتسارع أخطاء في نسخ المركبات النيتروجينية المرتبة بشكل دقيق وخاص مما ينتج عنه بعض الخلل والذي يُعرف بالطفرات، مما يؤدي إلى حدوث الأمراض بعضها خطير كالسرطان.
فالله عز وجل لم يأمر البشر بأداء عبادة من العبادات هباء دون فائدة تعود عليهم في المقام الأول. وأثبتت الدراسات الحديثة أن الصيام يعمل على عملية التوازن الجيني لحماية الجسم من الأورام، ففي دراسة أمريكية لوحظ أن التعبير الجيني لبعض البروتينات التي عادة ما يكون تعبيرها الجيني مرتفعاً في بعض الأورام قد انخفض، وبشكل كبير في عينات الأشخاص الصائمين مقارنة بالعينات ما قبل الصيام. فعلى سبيل المثال بروتين SFHR1 والذي يكون مرتفعاً وذا دلالة تشخيصية في أورام الكبد قد انخفض وبشكل معتبر إحصائياً في العينات بعد الصيام. وأما بروتين B4GALT1 فمن المعروف أنه يرتفع في معظم الأورام ومنها أورام الثدي والرئة، فقد لوحظ انخفاضه في عينات الأشخاص بعد الصيام مقارنة بما قبله.

 


الوقاية من الأورام المبكرة

الصيام يقيك من الأورام السرطانية
الصيام يقيك من الأورام السرطانية


لاحظ العلماء في دراسة أمريكية أن الصيام رفع من جودة عمليات التصحيح الجيني وخصوصاً تلك الطفرات والجينات التي لها علاقة وتاريخ بنشوء الأورام في فئران التجارب. ففي هذه التجربة تمَّت معالجة الفئران بمادة إيتوبوسايد التي تُحدِث الأورام عن طريق تدمير الحمض النووي DNA ومن ثم تقسيمها إلى مجموعتين الأولى تصوم وأخرى تأكل بانتظام. وبعد التجربة تبين أن بروتينات الإصلاح الجيني في الخلايا الجذعية المعوية في الفئران الصائمة كانت ذات تعبير جيني مرتفع جداً، وبصحة عالية ووزن معتدل وخلاياهم الجذعية كانت ذات كفاءة وجودة بنائية ووظيفية عالية جداً، مقارنة بالفئران غير الصائمة والتي كانت تعاني من أورام وخلايا جذعية مشوهة.

 

تابعي المزيد: الزنجبيل: الجرعة الزائدة ضارّة لهؤلاء الأشخاص...



زيادة بروتينات الإصلاح الجيني في الخلايا


هناك جينات وبروتينات تسمى بالحرس الجيني، بمعنى أنها تنشط وتزداد عدداً حين يبدأ الحمض النووي DNA بعملية الاستنساخ، للحفاظ على التركيبة والتشكيل الأساسي لنسخة الطبيعية والأساسية للحمض النووي، وتساعد الحمض النووي على التصحيح ذاتياً، أو أن تعدم الخلايا المعطوبة وتدمرها ذاتياً لتجنيب الجسم مخاطر الأمراض. وقد لوحظ في بعض نتائج الأبحاث أن بروتينات الحرس الجيني تنشط وتزداد أعدادها 45 ضعفاً في الفئران الخاضعة للصيام مقارنة بالفئران التي لم تصم؛ ومن هذه البروتينات بروتين CEP164 وهو البروتين المعروف بإصلاح الـ DNA من المسرطنات مثل الأشعة فوق البنفسجية والكيماويات.



زيادة فاعلية الخلايا الجذعية


علمياً عُرف أن الخلايا الجذعية هي أساس التجديد الخلوي والحيوي في جسم الكائن الحي الذي هو في تجدد مستمر، إذ يتخلص الجسم من الخلايا الميتة بسبب تفاعلها مع المؤثرات، ويستعيد تلك الخلايا التالفة عن طريق إنتاج خلايا متجددة؛ ويتم ذلك عن طريق الخلايا الجذعية، فسلامتها مهمة والصيام يزيد من فعالية الخلايا الجذعية ونشاطها، ويحافظ على سلامتها لتقوم بواجباتها على أتم وجه. وقد أثبتت التجارب أن الخلايا الجذعية المستخلصة من حيوانات التجارب أو الأشخاص الخاضعين للصيام لمدة 24 ساعة كانت أكثر نشاطاً وحيوية وسلامة في التكاثر وإنتاج خلايا قولونية سليمة ونشطة بشكل أكبر من تلك الخلايا الجذعية المستخلصة من الحيوانات التي لم تخضع لعملية الصيام.
وبناء على ما سبق من أبحاث ونتائج علمية أجريت على بعض الأشخاص أو حيوانات التجارب الخاضعين لعمليات الصيام، فإنَّ النتائج مبهرة وتدل على أن الصيام يزيد جسم الصائم قوة ومناعة ضد العدوى، ويزيد من عمليات التصحيح الجيني ونحن أحوج الأمم لممارسة الصيام، ليس فقط في رمضان ولكن طوال العام، وخاصة أننا محاطون بكميات هائلة من المواد الحافظة والمنكهات والمواد الكيميائية المضافة في جميع الأطعمة والأدوية وغيرها، وجميعها تعد مواد مدمرة لجزيء الحمض النووي DNA .

 

تابعي المزيد: نصائح لمرضى السكري في شهر رمضان