هل يمكن تدارك قصر القامة عند الطفل؟

هرمون النمو هو بروتين يفرزه الفصّ الأمامي للغدة النخامية بطريقة تشبه النبضات، ويتم تنظيم هذه الإفرازات التي تشبه النبضات بواسطة هرمونين تنتجهما غدة الوِطاء أو الهايبوثلاموس في الدماغ، وهما الهرمون المُطلِق لهرمون النمو (GHRH) وهرمون السوماتوستاتين المثبط. ويشير تشخيص نقص هرمون النمو (GHD) إلى نقص إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية الأمامية، وقد يكون هذا النقص جزئياً أو كاملاً. اختصاصي طب الغدد الصماء عند الأطفالن في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال بلندن، البروفيسور ميهول داتاني، يناقش نقص الهرمون من خلال مؤتمر الصحة الدولي الخامس عشر لطب الأطفال.
 
البروفيسور ميهول داتاني

أسباب خلقية

ما أسبابه، وما مدى انتشاره في دولة الإمارات مقارنةً ببقية العالم؟

أسباب خلقية
تم الإبلاغ عن حدوث حالة من أصل 4000 إلى حالة من أصل 10000 مولود جديد.. ولا يوجد دليل على زيادة حديثة في الإصابات.
هناك عدة أسباب لـنقص هرمون النمو، وتشمل الأسباب الخلقية مثل التكوينات الجينية لنقص هرمون النمو المعزول أو نقص هرمون النمو المتعدد أو نقص هرمون النمو المركّب، وتلك المرتبطة بعيوب الدماغ الأوسط، أو المرتبطة بالعيوب القحفية الوجهية. أما الأسباب المكتسبة لنقص هرمون النمو المعزول أو المتعدد فهي مرتبطة بصدمات أو مشاكل خلال الولادة أو ما بعد الولادة، وأورام الدماغ مثل الورم القحفي البلعومي، وغيره من الآفات.
 

ملامح الوجه تحدده

ما نوع المشاكل التي يسببها نقص هرمون النمو؟ وما هي الأعراض؟

تظهر أعراضه على ملامح الوجه

قد يظهر نقص هرمون النمو في وقت مبكر من الحياة مع نقص سكر الدم، وقد يظهر مع نمو ضعيف وملامح وجه معينة مثل جبهة بارزة وجسر أنف منخفض، وصوت بنبرة عالية أو صرير ونمو بطيء للشعر والأظافر وعضلات ضعيفة. وغالباً ما يكون الطفل قصيراً جداً بالنسبة للعائلة.

قد لا يوجد سبب واضح

كيف يمكن التفرقة بين نقص هرمون النمو، والقصر الطبيعي في قامة الطفل؟

لا يوجد سبب واضح
في حالة الطفل المصاب بنقص هرمون النمو، يكون معدل النمو دون المستوى الأمثل، ويتخطى الطفل النسب المئوية على مخطط النمو، وعادةً ما يكون نمو الأطفال قصار القامة نتيجة قصر قامة والديهم، أو من دون وجود سبب أساسي واضح (قصر القامة مجهول السبب) هم في إطار المعدل الطبيعي بالنسبة لسنهم، أو بمعدل أبطأ قليلاً، ويتتبعون مساراً مئوياً على مخطط النمو. فيما إفراز هرمون النمو وعامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 (IGF1) وبروتين ربط عامل النمو الشبيه بالأنسولين 3 (IGFBP3) تكون منخفضة في حالات نقص هرمون النمو، ولكنها تكون طبيعية في قصر القامة العائلي أو مجهول السبب.

فترة تشخيصه

في أي عمر يمكن تشخيص نقص هرمون النمو؟ وهل يمكن الشفاء منه؟

هناك فترة تشخيصية
أثناء الطفولة أو في مرحلة البلوغ عندما يتعذر نموهم بالمعدل المتوقع لطفرة نمو مرحلة البلوغ.
ويتم الشفاء منه عن طريق حقن هرمون النمو البشري المصنّع والذي يجب إعطاؤه يومياً. وهو علاج آمن وفعال. مع ذلك، لم يتم إثبات سلامته في قصر القامة العائلي أو قصر القامة مجهول السبب، وهو بالتأكيد ليس علاجاً فعالاً لهذه الحالات. ويستمر الحقن حتى يتوقف الطفل عن النمو (أي أقل من 2 سم في السنة). في هذه المرحلة، عادة ما يتم إعادة اختبار المريض الشاب لتقييم نقص هرمون النمو وما بين 25-75% من المراهقين الذين يعانون من المرض وعولجوا سابقاً سوف يسترجعون إفراز هرمون النمو لديهم، ويكون لديهم إفراز طبيعي لـهرمون النمو. أما لدى أولئك الذين يعانون من نقص هرمون النمو الشديد المستمر، هناك مؤشر للاستمرار بجرعة منخفضة من هرمون النمو والتي تكون مفيدة لتكوين الجسم والحالة الأيضية وربما نظام القلب والأوعية الدموية عند البالغين.

نصائح للأبوين

يجب أن تتبع مسار الطول للطفل
يرجى تقديم بعض النصائح للآباء والأمهات حول ما يجب عليهم البحث عنه إن كانوا قلقين بشأن طول الطفل أو وزنه.
1 - قد يتأخر النمو عند الأطفال، ثم يستعيد وتيرته في السنوات الثلاث الأولى من حياتهم؛ بعد ذلك يفترض أن يتبعوا مسارهم الخاص على طول المخططات المئوية.
2 - إذا كان الطفل يتبع مساره الخاص، وإذا كان معدل النمو طبيعياً بالنسبة لسنه وجنسه، بالإضافة إلى حالة البلوغ، فيمكن عندئذ طمأنة الأسرة إلى أن أمراضاً مثل نقص هرمون النمو مستبعدة.
3 - في بعض الأحيان، ينمو الطفل بمعدل طبيعي، لكنه يكون أقصر بالنسبة للعائلة، ويتأخر عمر العظام (يتم تقييمه بالتصوير بالأشعة السينية لليد والمعصم غير المسيطرين). ويشير ذلك إلى تشخيص تأخر النمو وهو أمر جيد بشكل عام، حيث إن الطفل سوف يلحق بمسار النمو لاحقاً، عادةً في سن البلوغ، ومن المحتمل أن يصل إلى الطول الطبيعي للأسرة.
 

اتركوا أسئلتكم حول الموضوع في مربع التعليقات وسوف يجيب عليها خبراء سيدتي.