في تونس يوم عيد الفطر: عادات صمدتْ أمام الزّمن وأُخرى بدأتْ تندثر

حق-الملح
هديةة حق الملح
محلات بيع الحلويات الشعبية كالمقروض
5 صور

عيد الفطر في تونس  يُعرف عند النّاس ب"العيد الصّغير" ، وأهمّ العادات فيه شراء الملابس الجديدة للأطفال وإعداد الحلويّات، فكلّ العائلات بدون استثناء تحرصُ على ان يظهر أطفالها وهم يرتدون الجديد من الثياب والأحذيّة ، وكلّ النّساء يحْرصن على أن يكون في البيت يوم العيد أصناف مُتنوّعة من الحلويّات التقليديّة المُتوارثة من الأُمّهات والجدّات ك:"المقروض" و"الغريْبة" و"البقلاوة" و"الصّمصة"و"كعك الورقة" ، و"الصّابلي "و"البشكُوتو" و"اليويو"والبعض من النّساء وخاصّة في الأرياف والقُرى والمُدن الصّغيرة يُقمن بإعداد هذه الحلويات بأنفسهنّ يتجمعن في جوّ من البهجة ويشتركْن  في صُنعها، أمّا في المدن الكبرى كالعاصمة تونس مثلا، فإنّ الكثيرمن النّساء وخاصّة منهنّ الموظّفات  يشترين الحلويات جاهزة من المحلات في الأسواق.

ومن أهمّ مظاهر العيد في البلاد التونسيّة هوالتزاور بين الأقارب للمُعايدة ،ولا بُدّ عند كلّ بيت من تناول بعض الحلويّات والمُرطّبات، ومن عادات التونسيين أيضا  زيارة المقابر يوم العيد والترحّم على الأمْوات من الأهْل والأقارب.

حقّ الملح

ومن العادات العريقة المُتوارثة جيلا بعد جيل والتيّ لم تصمد أمام الزمن وتكاد  اليوم تندثر عادة  تحمل اسما ملفتا  ويكاد يكون غريبا وهو "حقّ الملح"،وتتمثّل هذه العادة في  هديّة من ذهب  أو فضّة يقدّمها  الزّوج لزوجته لشكرها على التّعب الذّي تكبدته في طبخ ألذّ الأطباق وأشهاها طيلة شهر الصّيام ، إذ تضطرّ،وهي صائمة،الى تذوّق درجة ملوحة  الطعام على طرف لسانها دون ابتلاعه وذلك حرصا منها على أن يكون الطّعام في شهر الصّيام معتدلا في ملحه،" ومعلوم أنّ تذوّق الطّعام على طرف اللّسان دون ابتلاع شيء منه ودون أن يصل الى الحلق  .

بعد صلاة العيد

وقبل العيد بأيّام يقتني الزوج قطعة مصوغ من ذهب حسب مقدرته ويهديها لزوجته عند عودته من صلاة يوم العيد، وحالما يحلّ بالبيت قادما من المسجد تسارع الزوجة بتقديم طبق الحلويّات له مع فنجان قهوة، فيترشّفها شاكرا ويرجع لها الفنجان وقد وضع به قطعة المصوغ من ذهب أو فضّة وهو ما يدخل السرور على الزوجة التي تكون يوم العيد قد ارتدت اجمل ملابسها ورتبت البيت وبخرته فتندلع منه ازكى الروائح واطيبها.

في فنجان القهوة

والهديّة التّي تحمل اسم"حقّ الملح" لها طقوسها ونواميسها  الخاصّة بها،فالزّوجة تستقبل زوجها العائد من صلاة العيد بعد أن تكون رتّبت البيت أحسن ترتيب وبخّرته بأعطر البخور وأزكاها  وقد لبست أجمل اللّباس وتقدّم له على يديها طبق الحلويّات وفنجان القهوة، فيترشّف الزّوج قهوته ولكنّه لا يعيد الفنجان فارغا وإنّما يضع فيه قطعة حلي من ذهب أوفضّة حسب قدرته هديّة لزوجته ،عربون محبّة و تقديرا لتعبها في اسعاده.