كارول سماحة: أمنح الأوسكار لقصي الخولي وأهنئ المنتجين اللبنانيين

من يعرف كارول سماحة جيداً يدرك أنها فنانة صاحبة «موقف ورأي» ولا تحب الحضور الرمادي. توظف صوتها لخدمة الإنسان وقضاياه، وتترجم ثقافتها لتقدم فناً راقياً بعيداً عن الابتذال. لم تتوقف كارول سماحة عن الإنتاج الفني في زمن الجائحة، واستمرت في تقديم أعمال غنائية ذات بصمة خاصة ورسائل متنوعة. فنانة جريئة، لا تخاف من أن يتسبب صدقها في أية خسارة. تزداد نضوجاً في خياراتها وتلعب على عنصر المفاجأة في كل جديد. «سيدتي» التقت كارول سماحة في بيروت، أثناء زيارتها الأخيرة، حيث كانت تحضر لألبومها الذي ستطلقه نهاية صيف 2021. وكانت فرصة للخوض في حوار متنوع بين العام والخاص.


تصوير | شربل بو منصور Charbel Bou Mansour - تنسيق أزياء | Maconsultancy
مكياج | بول قنسطنطينيان Paul Constantinian - تصفيف شعر | أحمد ياسين Ahmad Yassin

الأزياء من ميكيو MIKIO – BEIRUT

 

كارول سماحة


 

تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2099 من مجلة سيدتي
 

عام 2021 هو عام التنوّع الفني لدى كارول سماحة من خلال خوض تجارب غنائية جديدة وجريئة، كيف خططت لكل ذلك؟
أحب المغامرات الفنية التي أكتشف من خلالها نفسي وأفاجئها أيضاً، ولا سيما أنني في هذه السنة وظّفت كل السلبية التي أحاطت بنا في المنحى الإيجابي كي لا أصاب بالإحباط. أصدرت أغنية الراب التي خططت لها منذ سنوات، إضافة الى أغنية «شكراً». كنت أفضل وجود فواصل زمنية بين هذه الأعمال، ولكن هذا الأمر لم يكن متاحاً لأنه مرتبط بجهات عدة مشاركة في الأغنيات، إضافة إلى أن مرحلة الكورونا استدعت منا التركيز وبذل المزيد من الجهد لتقديم هذه الأغنيات.
خضت مؤخراً سباق «تيترات» رمضان من خلال تيتر مسلسل «للكسر» في أغنية «اللي خان»، ماذا تعني لك المشاركة في هذا السباق؟
أحب هذا الحضور في الموسم الرمضاني، خاصة أن المسلسلات يتابعها الناس يومياً على مدى 30 يوماً، ما يوفر الانتشار للعمل، لا سيما إذا كانت الأغنية ناجحة. تهمني بالدرجة الأولى الأغنية وحسن اختيارها، وأيضاً المسلسل والنجوم المشاركين فيه. هذه هي التجربة الثانية لي في مصر حيث قدّمت تيتر مسلسل مي عز الدين عام 2016 في رمضان من خلال أغنية «في الوقت الغلط» التي لاقت رواجاً كبيراً، وقبلها كانت لي مشاركة في مسلسل لبناني.
ما هي المسلسلات التي تابعتها في رمضان؟
أكشف لك سراً، وهو أنني لكثرة المسلسلات التي تابعتها خلال فترة الحجر المنزلي، وشاهدت الكثير منها عبر «نتفليكس» وغيرها، أصابتني التخمة، ووصلت إلى مرحلة لم أعد فيها قادرة على متابعة مسلسل طويل. أضف إلى ذلك، أن المنصات الأجنبية لحقها تطور كبير ولم أعد أرضى بمشاهدة أي عمل بمستوى أقل. أنا فخورة حالياً بالإنتاج اللبناني، حيث قدّم أعمالاً ذات مستوى، وتمكّن من منافسة إنتاجات عربية ضخمة رغم الظروف المحيطة بلبنان. وأتوجّه بالشكر للمنتجين اللبنانيين على هذا التميّز والإصرار، هناك تطور نلاحظه في الدراما المصرية واللبنانية، وبعض الممثلين أبدعوا، مثل قصي الخولي وأمنحه الأوسكار.

 كارول سماحة
كارول سماحة


قدّمت أخيراً رسالة من خلال أغنية «اتكلم عربي»، ما هي القضية التي حملتها في مضمون هذه الرسالة؟
هذه الأغنية أتت بمبادرة من وزارة الهجرة المصرية، التي اختارتني مشكورة لتقديم هذه الأغنية التي تتوجّه للمهاجرين المصريين خارج بلدهم، وللأجيال الجديدة للتشجيع على التحدّث باللغة العربية، في ظل وجود عدد كبير من المهاجرين والمقيمين ممن يفضلون اللغات الأجنبية، ولا سيما الإنجليزية، على العربية، ولا يحترمون لغتهم الأم. أنا سعيدة في اختيارهم لي كلبنانية لتقديم هذه الرسالة، لأن اللغة العربية ليس لها جنسية واحدة بل تنتمي إلى كل العالم العربي، وأيضاً لأن هذا الموضوع يستفزني بصورة شخصية.
هل تتكلمين مع ابنتك تالا بالعربية؟
ابنتي تتعلّم في مدرسة فرنسية، والدها يتكلّم معها بالعربية المصرية، وأنا أكلمها بالفرنسية واللبنانية.
هل صوتها جميل مثل والدتها؟
لم تزل صغيرة، عمرها 5 سنوات، لكنها تملك أذناً موسيقية. ولكن يهمني أن تختار المجال الذي تحبه في المستقبل وتنجح فيه، ليس بالضرورة أن تكون مثلي. أنا حريصة فقط على إسماعها
الموسيقى الشرقية وتنمية الثقافة العربية لكي أنمي ذوقها الفني بشكل صحيح.

 

ألبومي الجديد هو حالة خاصة يجيب عن كل الأسئلة المتعلقة بقضايا العالم العربي


قدّمت أيضاً تجربة جميلة وفريدة من خلال الدمج بين كليب هاني شاكر «بقالي كثير» وكليب «شكراً»، من يقف وراء هذه الفكرة، وكيف تصفين هذه التجربة مع هاني شاكر؟
هي فعلاً تجربة رائدة وجديدة، هذا الكليب هو الثاني مع المخرجة بتول عرفة، التي قدّمت معها أغنية «بون فوياج» في السابق، وهي صديقتي منذ العام 2007. إن تخصصي في الاخراج يستفزّ أي مخرج يعمل معي، لأنه يعلم أنني لا أرضى بعمل مستهلك وعادي.
وطلبت من بتول أن تقدّمني بشيء غير متوقع، فسمعت أغنيتي «شكراً»، وكانت في الوقت نفسه تعمل على «كليب» هاني شاكر، فاقترحت دمج الأغنيتين في التصوير لأن إحساسهما متشابه، فأتت التجربة غير متوقعة، تدمج أيضاً بين جيلين، جيلي وجيل هاني شاكر في عمل رائع.

تابعوا المزيد:  شاهد: وليد توفيق يعاتب هاني شاكر بسبب كارول سماحة


ألبوم جديد ومفاجئ

 كارول سماحة
كارول سماحة


شاهدناك مؤخراً في الاستديو تعلنين موعد طرح الألبوم الجديد هذا الصيف، ما هي ملامحه وخطوطه العريضة؟
للمرة الأولى أكشف لـ «سيدتي» أنني منذ سنتين أعمل على هذا الألبوم سراً، منذ شهر يونيو عام 2019. لأقدّم ألبوماً مختلفاً، حيث لا أتعاون إلا مع ملحن واحد وشاعر واحد وموزّع واحد في كل الأغنيات. لا يمكنني أن أعطي المزيد من التفاصيل، إلا القول بأن هذا الألبوم هو حالة خاصة، يجيب عن كل الاسئلة المتعلقة بقضايانا في العالم العربي، وسيصدر في شهر سبتمبر، نهاية هذا الصيف. كل الأحداث التي تحصل في العالم العربي سيكون جوابها في هذا الألبوم.
قررت في مرحلة معينة الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفتها بساحة معركة وتراشق كلام وعدم تواصل اجتماعي.. لكنك عدت، لماذا؟
غبت عن مواقع التواصل الاجتماعي بعد انفجار بيروت في شهر أغسطس، شعرت مثل أي مواطن لبناني بالقهر الشديد والاستياء، ولم يعد لدي كلام أقوله أو أكتب عنه. ازعجتني كثيراً السموم التي شهدتها على السوشيال ميديا والصراعات العبثية. كل ذلك كان يجري في جو من الإحباط والانهيار النفسي، لذلك فضلت الانسحاب لفترة وعدت بعد حوالي عشرة أيام.
كيف تنظرين اليوم إلى ما يجري في بلدك لبنان، وما هو دور الفنان اللبناني في هذه المرحلة؟
أنا مواطنة لبنانية، مثلي مثل غيري، وليس من الضروري أن نتحدّث عن سبل المساعدة، يكفي أن نساعد بالقدر الذي نراه مناسباً للأشخاص المحتاجين من حولنا وفي دوائرنا. أنا بشكل عام لا أحب ان أعبّر عن مواقفي في بعض الأحيان لكي لا أقع في فخ الاصطفاف، وفي الوقت نفسه لا أحبّذ أن يكون الفنان رمادي الموقف، المهم أن يبدي رأيه في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة ومن دون تجريح.

أنت حاصلة على الجنسية المصرية، ومتزوجة من مصري، وتقيمين في مصر، كيف توازنين بين انتمائك لأم الدنيا مصر ووطنك الأم لبنان؟
لا أعيش في بلد بعيد وذي ثقافة مختلفة، لذلك لا أشعر بالغربة في مصر، لأنني في بلدي وبيتي الثاني. ومع كل يوم جديد يزداد ويكبر حبي لمصر، نظراً لما ألمسه من مواطنية صالحة لدى غالبية المصريين، وغيرة على بلدهم. في المقابل نعاني كلبنانيين، بعد 40 عاماً من الحروب، من الفساد ما أثر أيضاً على المواطنية. الفساد متغلغل بكل أنماط المجتمع، وهذا ما يحزنني كثيراً، حتى أنني أتجنّب متابعة الأخبار عن بلدي عندما أكون في مصر. أحزن كثيراً عندما أرى الوجوه حزينة ومحبطة في كل مرة أزور فيها بلدي، ولا أصدّق متى يحين موعد العودة إلى مصر.

تابعوا المزيد: كارول سماحة مع نيللي كريم في "ضد الكسر"


علاقات الوسط الفني

 كارول سماحة
كارول سماحة


أنت صديقة مشتركة لعدد كبير من النجمات في مصر، وغالباً ما تشاهدين بصحبتهن، في حين تبدو علاقاتك مع الوسط الفني في لبنان متباعدة أو شبه معدومة.. لماذا؟
للأسف، الوسط الفني في لبنان في غالبيته هو صورة عن الفساد السياسي، حيث لا صداقات حقيقية بل مجرد مجاملات. في مصر تغلب المحبة الحقيقية والعلاقات الإنسانية على أي شيء آخر في الوسط الفني. ان 95 بالمئة من الفنانين في لبنان يمثلون على بعض كي لا نظلم الجميع. هم ينتقدون السياسيين ولكنهم لا يختلفون عنهم ويتصرفون مثلهم.
ولكنك على صداقة وثيقة كما نلاحظ مع ماجدة الرومي، هل هي الاستثناء؟
أنا وماجدة الرومي صديقتان حقيقيتان منذ سنوات، وألتقيها في كل مرّة تزور فيها مصر، ونخطّط لمشاريعنا سوية مع الأصحاب، هي إنسانة حقيقية وغير مصطنعة.
«بالصدفة» كان آخر فيلم سينمائي من بطولتك، هل هناك مشروع سينمائي قيد التحضير؟
أثرّت كورونا على النشاط السينمائي بوجه الإجمال، وخاصة بعد إقفال الصالات، وبالتالي لا يوجد أي مشروع سينمائي حالياً، رغم أنني أتمنى العودة إلى السينما، لأنها تعني لي كثيراً.
ليس من السهل الخوض في تجربة التمثيل سواء في السينما أو المسلسلات في مصر، حيث نعاني من أزمة نصوص، ولا أحبّ أيضاً أن أعامل كلبنانية يتم إقحامها في عمل مصري، صعب أن أقتنع بدور قد لا تتوافر فيه كل عناصر النجاح، وأخاف خوض هذه المخاطرة، لأن النجاح لن يكون مرتبطاً بي لوحدي، بل يتطلّب عدة عناصر مجتمعة. وهناك عدد كبير من النجوم وقعوا ضحية سقطات كبيرة في مسلسلاتهم.

تابعوا المزيد: بالفيديو: كارول سماحة تعلن موعد طرح ألبومها الجديد


حفلات السعودية

 كارول سماحة
كارول سماحة


كان لديك مشروع مسرحية غنائية من إنتاج مصري سعودي، ولكنها توقفت بسبب الجائحة، هل يمكن معاودة هذا المشروع؟
هذه المسرحية مصرية، ولكن بإنتاج سعودي، ننتظر الضوء الأخضر بعد عودة الحياة إلى طبيعتها لمعاودة العمل عليها.
أول حفل لكارول سماحة في السعودية كان في العام الماضي ضمن فعاليات مهرجان «الرياض للعود»، كيف تتذكرّين هذا الحفل وتجربة الوقوف للمرّة الأولى أمام الجمهور السعودي؟
كانت تجربة رائعة وصدمة إيجابية، فوجئت بحرارة الاستقبال وحماس الجمهور السعودي الذي يحفظ كل أغنياتي ويردّدها معي بشغف. هذا الحفل لا يغيب من ذاكرتي. وأقمت حفلاً ثانياً أيضاً في العلا، في الشهر نفسه، وكانت من أروع الحفلات التي أتمنى تكرارها.

 

لست إنسانة معقدة واشارك جمهوري ما أراه مناسبا ولا أخفي ابنتي كما يفعل البعض

 

لست إنسانة معقدة واشارك جمهوري ما أراه مناسبا ولا أخفي ابنتي كما يفعل البعض
كارول سماحة


لمن تقول كارول «اشتقت» اليوم، للمسرح أم للمهرجانات والحفلات، أم للتمثيل، أم العودة إلى الحياة الطبيعية من دون كمامة؟
أنا أقل شخص يستخدم الكمامة، في بعض الأحيان أكون برفقة 70 شخصاً وأكثر ولا أضع «الماسك»، ربما مناعتي قوية. اشتقت كثيراً للجمهور والوقوف على المسرح والتفاعل مع الحضور.
هل تلقيت اللقاح أسوة بغيرك من الفنانين والفنانات؟
لا لم أتلق اللقاح، ولا أنتظره. لم أصب بالكورونا لغاية الآن، والحمد لله، رغم إصابة عدد كبير من الناس حولي. سأتلقى اللقاح فقط لأنه سيسهل عملية السفر دون الاضطرار لإجراء فحوصات الـ «بي سي آر» في كل مرّة وما يتبعه من حجر لعدّة أيام.
لماذا لم تقدمي على تجربة الحفل الافتراضي مثل عدد كبير من النجوم؟
هذه التجارب جيدة، ولكنها لا ترضيني شخصياً، لأنني أحب التفاعل المباشر مع الجمهور، والكل يعرف أنني فنانة «لايف» ومسرح.
هل صحيح أن الفنانة أحلام هي الأكثر تفاعلاً معك على «السوشيال ميديا»؟
صحيح هذا الأمر، أحلام تحبني وتذكرني دائماً في مقابلاتها وأنا أقدرها. التقيتها عدّة مرات وقدّمنا حفلات مشتركة في دبي.
اذكري لنا موهبة غنائية لافتة تتابعينها؟
يعجبني صوت حمزة نميرة وخطه الغنائي، وعالمه الخاص، وهو صاحب هوية فنية لافتة أتابعها منذ 4 سنوات، رغم أنه لا يسوق نفسه.
هل لديك حساب على «تيك توك»؟
أنا متواجدة، ولكن بحدود، ولا أعتبر «تيك توك» منصتي المفضلة، أحب «تويتر» لأنه يحمل ثقافة معينة ويفتح مجال الحوار مع الناس، لذلك أعتبره منصتي المفضلة.
يخبرنا «غوغل» عنك أشياء كثيرة تترجم ما يثير فضول الناس عادة، ومن ضمنها كارول سماحة وابنتها في قائمة الأعلى بحثاً، ماذا يعني لك هذا الأمر؟
طبعاً يأتي ذلك من باب الفضول، ولكنني لا أسمح بالدخول إلى بيتي وخصوصياتي إلا بالقدر القليل، لست إنسانة معقدة وأشارك جمهوري ما أراه مناسباً. لا أخفي ابنتي كما يفعل البعض، ولا أعرضها للظهور الكثيف على وسائل التواصل الاجتماعي.
كم تشبهك تالا؟
تالا لديها خلطة جميلة مني ومن والدها، تشبهني في ديناميكيتها وحيويتها وحركتها الدائمة، ولديها بعض الهدوء الذي اكتسبته من والدها والحكمة. حساسة وعاطفية وحنونة، واكتسبت من المصريين سرعة البديهة و«القفشة»، أحاول أن أحميها قدر الإمكان من السوشيال ميديا، ويهمني أن لا تكون مستقبلاً إنسانة تافهة تهمها المظاهر.


 

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"