ابتكارات علمية عالمية بإبداعات سعودية

قاد شغف البحث والابتكار كل من مؤيد خياط وسلوى عماش وروان محمد إلى إبداعات في مجالات مختلفة، استطاعت أن تحقق أصداء عالمية وتتصدر أخبار التكنولوجيا، ومن انتزاع المراكز الأولى في مسابقات مختلفة وهو ما يعكس ما تبذله السعودية من جهود لدعم المخترعين والموهوبين الشباب وما يملكه هؤلاء الشباب من إبداع وقدرة على المنافسة وإلهام العالم.
الرياض | زكية البلوشي Zakia Albalushi
تصوير: عدنان مهدلي Adnan Mahdaly - علي خمج Ali Khamg


المهندسةٌ سلوى عماش شابة سعودية طموحة، تخرَّجت بمرتبة الشرف الأولى في قسم هندسة النظم، لتعمل بعد ذلك محللة بياناتٍ في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا. ثم حصلت على الماجستير في تخصص هندسة الطاقة المتجددة واستفادت من دراستها الأكاديمية بابتكار «متتبِّعٍ شمسي»، شاركت به في مؤتمرٍ علمي بالإمارات العربية المتحدة، واستطاعت الفوز بتلك المسابقة على الرغم من المنافسة الكبيرة مع طلابٍ من مختلف دول العالم.
ابتكرتِ متتبعاً شمسياً لزيادة الكفاءة الشمسية، حدِّثينا عن خصائص هذا الابتكار وفوائده؟
يقوم المتتبع الشمسي، الذي ابتكرته، بتتبُّع حركة الشمس، إذ إنها تغيِّر موقعها في السماء، ولا تكون ثابتة الأمر الذي يُضعف كفاءة الخلايا الشمسية، فهي تكون ثابتة في اتجاهٍ واحد، لذا يقل إنتاجها للطاقة الكهربائية عند تحرك الشمس.
ابتكاري عبارةٌ عن روبوتٍ، يتتبَّع حركة الشمس في الاتجاهين، شرقاً وغرباً، ويواكب حركة الشمس اليومية، إلى جانب حركتها السنوية، حيث تتحرك بنسبة بسيطة شمالاً وجنوباً في مداري الجدي والسرطان، والحمد لله، استطعت حينما شاركت به في مسابقة الطلاب خلال مؤتمرٍ، أقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة من الفوز بالمسابقة، على الرغم من مشاركة متنافسين حاصلين على درجتَي الماجستير والدكتوراه من كافة أنحاء العالم فيها، وقد كنت السعودية الوحيدة التي حصلت جائزة الابتكار في المسابقة، ومثَّلت بلدي وجامعة عفت.
ما الفرق بين ابتكاركِ والابتكارات المماثلة في هذا المجال؟
هناك عديدٌ من التصاميم الخاصة بالمتتبِّع الشمسي، وما يميِّز ابتكاري عنها أنني قمت ببرمجته بأن يتحرك من دون حسَّاسات، أو تحكم دوري، فقد برمجته بحسب مكان الشمس، ما يوفر طاقةً كبيرة، كما أنه عملي أكثر من أي متتبِّع شمسي آخر.
ما يهم هنا زيادة الكفاءة الكهربائية، وإنتاج طاقةٍ صديقة للبيئة، فكلما وفر الجهاز كهرباءً أكثر، ازدادت جودته.
هل تقدمتِ للحصول على براءة اختراعٍ عن هذا الجهاز؟
نعم، تقدمت للحصول على براءة اختراعٍ، وسأستوفي البيانات والشروط المطلوبة لنيله قريباً. الابتكار تم تسجيله باسمي في المؤتمر الذي فزت به في الإمارات.


الطاقة الحيوية ورؤية 2030


لماذا اخترتِ هندسة الطاقة المتجدة تحديداً للتخصُّص فيه؟
لأنها تعني المستقبل، كما أنها سمة هذا العصر، ففي العالم كله، خاصةً السعودية، هناك توجهٌ لإنتاج الكهرباء من مصادر متجددة وصديقة للبيئة، وبلادنا تعتزم إنتاج الكهرباء بكمياتٍ كبيرة من هذه الطاقة الحيوية، وفي سبيل ذلك أطلقت مشروعات عدة، مثل مشروع البحر الأحمر في مدينة جدة، ومشروع نيوم الضخم، الذي يعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، والابتعاد نهائياً عن استخدام البترول في توليد الطاقة، تفادياً لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يضر بالبيئة، حيث تسعى معظم دول العالم إلى التخفيف من هذه الانبعاثات للمحافظة على الهواء خالياً من الشوائب المضرَّة.
وهذا يعني أن ابتكاركِ يواكب أهداف «الرؤية السعودية 2030»؟
نعم وضعت أهداف الرؤية المباركة نصب عيني وأنا أبتكر هذا الجهاز، إذ إن توفير طاقةٍ نظيفة بعيداً عن البترول من أهم ما تسعى «رؤية 2030» إلى توفيره.


المهندسة سلوى عماش: ابتكرت روبوت يتتبَّع حركة الشمس لتعزيز إنتاج الطاقة


تبني الجهاز


هل هناك جهات معينة تبنَّت جهازكِ؟
هناك جهات عدة تبنَّته، في مقدمتها جامعة عفت، والمؤتمر الذي أقيم في الإمارات، وبإذن الله سأتوِّج جهودي بحصد براءة الاختراع السعودي.
ما دور جامعة عفت، في دعمك خلال سنوات دراستكِ فيها؟
أعدُّ نفسي ابنةً لجامعة عفت، فهذه الجامعة صقلت شخصيتي، ودعمتني لتقديم ابتكاري، وحصدتُ شهادتي في هندسة النظم منها، كذلك تلقيت تشجيعاً كبيراً للاستمرار في طريق الابتكارات والاختراعات خلال دراستي مرحلة الماجستير فيها، فشكراً من القلب لكل ما قدمته لي.
شخصيةٌ ملهمة تتمنين مقابلتها؟
في المقدمة ومن دون منازع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فهو الداعم الأول للشباب. بجهوده نرى أمام أعيننا اليوم السعودية الجديدة.

تابعوا المزيد: البحرينية جميلة السلمان تحصد جائزة التميز للمرأة العربية في الطب لعام 2020


مؤيد خياط: الشيفرة الخوارزمية تحمي الطائرة من تعطل المحركات المفاجئ


نجح مؤيد خياط الطالب في كلية علوم وهندسة الحاسب في جامعة جدة من ابتكار خوارزمية ذكاء اصطناعي تساعد على الهبوط الاضطراري الآمن للطائرة من دون طيار وتصدر بذلك أخبار التكنولوجيا في أكثر من 60 صحيفة عالمية. وتم تكريمه من رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج ومدير جامعة جدة الدكتور عدنان الحميدان.
بداية نود التعرف إلى فكرة اختراعك لخوارزمية الذكاء الإصطناعي والهبوط الاضطراري والآمن لطائرات من دون طيار؟
الفكرة جاءت بسبب المعاناة من تعطل رحلات التصوير الجوي التي كنت أقوم بها بالطائرات من دون طيار؛ جراء الرياح واصطدامها بالطيور وغير ذلك. والاختراع عبارة عن شيفرة برمجية تتضمن خوارزمية مبرمجة خصيصاً للطائرات من دون طيار للاستخدام الترفيهي والتجاري، تقدم هذه الشيفرة حماية من تعطل المحركات المفاجئ والتعامل مع اتزان الطائرة والهبوط بشكل آمن حتى في أصعب الظروف.
هل سيحد الاختراع من مشاكل الطيران ويسهم في السلامة الجوية؟
أكيد من دون شك أنها ستحد من مشاكل الطيران وبنسبة 70 % من مشاكل السقوط تحديداً، نتكلم اليوم عن حاجة عالمية لأنظمة السلامة الجوية في الطائرات من دون طيار بحكم أنه يمكن لأي شخص استخدامها للأغراض الترفيهية والتجارية.


أصداء عالمية وعروض


كيف تصف لنا الأصداء على الاختراع بشكل رسمي محلياً وعالمياً؟
الاختراع تم تداوله بشكل واسع، وفور انتشار الخبر قدمت شركة صينية عرضاً تتجاوز قيمته 30 ألف دولار أمريكي للخوارزمية والشيفرة البرمجية.
وما هو ردك على تلك الأصداء والعرض الصيني؟
قمت بالرفض لأن كلي ثقة بأنه من الأجدر بنا أن ندعم الصناعة المحلية وأن نطبق هذه الخوارزمية لدينا محلياً في مجال تأمين الطائرات المسيرة من دون طيار.
وكيف يمكن تسويق الاختراع محلياً، وأي الجهات مسؤولة عن ذلك؟
تسويق الاختراع محلياً يتضمن مراحل اختبار من قبل هيئات حكومية مشرفة على المشروع بحكم انه يتعلق بسلامة الطائرات، وتوفير بيئة اختبارية مناسبة للتجربة، مثل هيئة الطيران المدني، وزارة الدفاع، الملاحة الجوية السعودية.
هل تم الحصول على براءة الاختراع ؟
ليس بعد، لكن العمل جارٍ لإصدار براءة الاختراع.


شباب مبدع


ما رأيك بالشباب السعودي في مجال الابتكار؟
الشباب السعودي عموماً شباب مبدع، وهنا في السعودية، الشباب لا تنقصه الموارد ولا ينقصه العقل ولا تنقصه مصادر التعلم، ولكن ينقصه فقط رغبة مُلحة للابتكار والتفكير خارج الصندوق.
ما طموحاتك المستقبلية في مجال الاختراع؟
طموحاتنا المستقبلية بإذن الله هي في مجال الدفاع الجوي، بحيث نكون قادرين على صناعة منظومة كاملة متخصصة للتصدي للطائرات من دون طيار بجميع أنواعها سواء كانت عسكرية أو ترفيهية أو الخاصة بالتطبيقات الصناعية لحماية المنشآت الحساسة ضد الدرونز.

تابعوا المزيد: كابتن جيهان مصطفى 15 عاماً متواصلة بطلة العالم بمصارعة الذراعين


روان محمد:الحذاء الذكي وسيلة لإنقاذ المكفوفين والمرضى من الحرائق


مسعفة معتمدة دولياً من هيئة الهلال الأحمر، ابتكرت حذاءً ذكياً، يطلق إنذاراً في حال حدوث حريقٍ، ما يسهم في إخراج المكفوفين من دائرة الخطر، وفي الوقت نفسه يتصل بالدفاع المدني والإسعاف. وإلى جانب ذلك فهي مساعدةً أكاديمية في تخصص الكيمياء الصناعية، ومُبرمجةً للتطبيقات الذكية تم اختيارها نجمة التطوع عام 1442هـ في جامعة جدة، بالإضافة إلى ترشيحها لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم لفئة الطالب الجامعي المتميز. كما أن لديها تجارب في مجال الإلقاء وتقديم البرامج.
حدِّثينا عن الحذاء الذكي الذي ابتكرتِه لإنقاذ المكفوفين من الحرائق؟
ابتكرت هذا الحذاء بعد أن أصبحت مسعفةً، إذ أصابني «هوس» بإنقاذ المصاب بأي شكلٍ من الأشكال، وهذا ما دفعني إلى العمل على تقديم شيءٍ لمجتمعي. واستغرق ابتكاري مني عاماً كاملاً، وما زلت أعمل على تطويره حتى الآن.
ويعمل الاختراع من خلال حسَّاسات، تُدرك اندلاع الحريق، وتعطي إنذاراً لمَن يلبس هذا الحذاء من المكفوفين بأنه في خطرٍ حتى يخرج من دائرته ببرمجياتٍ خاصة، كذلك يقوم بالاتصال بالإسعاف والدفاع المدني في حال كانت هناك إصابات، ومن أجل إطفاء الحريق في أسرع وقت.
ماذا قدمتِ ابتكاراً لفئة المكفوفين تحديداً؟
جاء ذلك عندما فكرت بأختي الكبرى المصابة بالتصلُّب والتجمُّد وعدم تمكنها من عمل أي شيءٍ في حال اندلع حريق لا سمح الله، أو حدثت أي مشكلة، وهذا على الرغم من أنها تملك نعمة البصر، فكيف الحال مع المكفوفين، لذا قررت تقديم فكرة تخدم هؤلاء وتسهم في إنقاذ حياتهم. وحماية أي شخصٍ يعاني من صدمةٍ مؤقتة، ولا يستطيع التصرف لإنقاذ نفسه.
بوصفكِ مسعفةً معتمدة دولياً من هيئة الهلال الأحمر ما الأدوار التي تقومين بها؟
أعمل عضوةً في هذه الهيئة الرائدة، حيث أؤدي بعض المهام والأعمال في المستشفيات، وداخل الحرم المكي والنبوي، إضافة إلى التطوع في منشآت أخرى. وذلك بعد اجتياز برنامج الأمير نايف للإسعافات الأولية. الذي يتضمن محاضرات واختبارات نظرية وعملية.


روح العطاء


لماذا اخترتِ هذه المهنة، وما الذي جذبكِ إليها؟
جذبني إليها قول الله تعالى: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً». حيث تسلَّحت بروح العطاء وقررت أن أصبح مسعفةً حتى أتمكَّن بتوفيق الله من إنقاذ أرواح البشر.
وأعمل حالياً مع فريقٍ داخل جامعة جدة على مبادرةٍ بعنوان «أسعف»، تتضمن كل ما يخص الإسعافات الأولية، كذلك سأطلق قريباً مبادرتي حول التثقيف الصحي بعنوان «غيث».
هل تردَّدتِ، أو شعرتِ يوماً بالخوف عند إسعافكِ مصاباً وما الصفات التي يجب أن تتحلَّى بها المسعفة؟
نعم. في بداية عملي بالمهنة، كنت أتردّد وأشعر بالخوف عند إسعاف المصابين، لكنني كنت أستعين بالله، وأبذل كل جهدي لتخفيف آلامهم، ومع مرور الأيام والممارسة والخبرة تغلَّبت على هذا التوتر والحمد لله. وعلى المسعفة أن تمتلك خبرةً كافية بالحالات الطارئة، وطرق التعامل مع كل إصابة، وأن تتصف بروح العطاء والشجاعة، إضافة إلى الحصول على ترخيصٍ من هيئة معتمدة، وألَّا تباشر أي حالة إلا بعد نيلها الترخيص. حتى تتمكن من إجراء تقييم سريع لحالة المصاب من دون تعريض نفسها للخطر، وعمل تشخيص صحيح للمصاب «معرفة نوع الحادث، والأعراض والعلامات الظاهرة على المريض»، وتقديم علاج فوري له بحسب إصابته، ونقله إلى المستشفى.


واقع المرأة السعودية


ما الأمور التي تغيَّرت في واقع المرأة السعودية؟
تغيَّر الكثير، مثلاً تتلقى المرأة السعودية اليوم دعماً كبيراً بفتح المجالات الوظيفية كافة أمامها، ومنحها حرية اتخاذ قراراتها، والحمد لله، استطعنا أن نثبت بأن المرأة الحرة القوية قادرة على قلب الموازين، وترك بصمة مميزة، وهذا جاء بفضل الله أولاً، ثم بجهود ملكنا سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، بتوفير بيئةٍ محفزة وداعمة وملهمة للمرأة.
ثلاث باقات وردٍ لمَن تهدينها؟
أول باقة، أقدمها لنفسي.
الثانية أقدمها لأمي، فهي أكبر داعم لي، وبعد الله سبب نجاحي. الثالثة لكل مَن ألهمني ودعمني، من الأهل والأصدقاء والمعارف.

تابعوا المزيد: المرأة التي تحدت جوجل وفازت عليه