أساليب القراءة الفعالة

 باتت القراءة من مستلزمات الإنسان الضرورية في الحياة ومن مفاتيح سعادته فيها، فالقراءة بشكل عام ضرورية للإنسان، والقراءة الفاعلة أشد ضرورة، إذ إنَّ القراءة لمجرد القراءة قد لا يكون لها نفس الأثر والتأثير المقصود في الحياة، والقراءة هي: (عملية معرفية تقوم على تفكيك رموز تسمى حروفاً لتكوين معنى، والوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك)، ولعل الجزئية من التعريف المتعلقة بالهدف من القراءة هي تحقيق الفهم والإدراك والمقصود بالقراءة الفاعلة، أي القراءة ذات الآثار العظيمة ومنها فهم المقصود وإدراك معناه، وهناك سبل يمكن من خلالها اكتساب مهارة القراءة الفاعلة.

تقول الدكتورة ابتهاج طلبة الخبيرة النفسية والتربوية تعتبر القراءة الفعالة إحدى استراتيجيات القراءة الخمس والتي تساعد الشخص على تكوين المعلومات ، وتوسيع محتوى الذاكرة بشكل سريع ، مع فهم النص المكتوب والتفكير فيه وتقييمه ، وتعتبر القراءة الفعالة من الاستراتيجيات المهمة لطلاب الجامعات والدراسات العليا ، حيث أنهم يكونون في أمس الحاجة للوقت ، والمعلومات في آن واحد.

مهارات القراءة الفعالة:

القراءة احد المهارات للقراءة الفعالة 

-فك التشفير وتعتمد هذه المهارة على المهارات اللغوية المبكرة للفرد والتي يطلق عليها اسم الوعي الصوتي ، وهذه المهارة تعتبر اولى الخطوات والمهارات الحيوية في عملية القراءة الفعالة ، ويقوم الأطفال باستخدامها في التعبير عن الكلمات المسموعة من قبل دون رؤيتها ، ويكون إتقان هذه المهارة هو اللبنة الأساسية لتعلم المهارات الأخرى. وتعتمد مهارة فك التشفير على ربط الحروف بالأصوات الفردية ، ويتم اكتساب هذه المهارة لدى أغلب الاطفال بطريقة طبيعية عن طريق قراءة الكتب ، او السماع للأغاني ذات القافية واللحن المتناغم في الكلمات ، وان لم يتعرض الطفل لذلك فقد يكون ذلك علامة من علامات صعوبات القراءة.

-القراءة بطلاقة إن الطاقة في القراءة أحد المهارات الضرورية للقراءة الفعالة ، وتتكون تلك المهارة لدى الطفل عند قدرته على التعرف على الكلمات بطريقة فورية عند رؤيتها ، حتى الكلمات صعبة النطق ، وتعمل الطلاقة في القراءة على اكتساب معدل قراءة سريع للنص مع فهمه. وقد يرجع التعرف على الكلمات فور رؤيتها إلى قدرة العقل على حفظ شكل الكلمة ، فمن يملك مهارة الطلاقة يمكنه القراءة بطريقة سلسة دون الوقوع في الكثير من الأخطاء ، مع فهمه النص المقروء ، وهناك الكثير من الأطفال من يتعثرون في القراءة بطلاقة ، ويمكن مساعدتهم عن طريق التدريب على قراءة بعض الكتب ذات المستوى المناسب للطفل.

-الحصيلة اللغوية إن تكوين حصيلة لغوية ذاخرة بالمفردات من المهارات الأساسية للقراءة الفعالة ، حيث تساعد المفردات على فهم معظم كلمات النصوص التي يتعرض لها القارئ ، ويمكن زيادة الحصيلة اللغوية من خلال التدريب والتجربة اليومية ، وممارسة القراءة بشكل منتظم. في اللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية ، او اي من اللغات التي يمارسها الشخص ، مع زيادة عدد الكلمات التي يتعرض إليها الطفل ، تزداد الحصيلة اللغوية لهم وتصبح مفرداتهم أكثر تنوعا وثراء ، وانت كأب او كأم يمكنك تنمية الحصيلة اللغوية لدى طفلك من خلال إدماجهم في المحادثات المتكررة حول العديد من الموضوعات ذات الأفكار والكلمات الجديدة والمتنوعة.

-بناء الجملة إن بناء جملة صحيحة متماسكة تعتبر من مهارات الكتابة والقراءة في نفس الوقت ، حيث أن ربط الأفكار فيما بين الجمل بعضها البعض يساعد في فهم النص المقروء ، ويمكنك مساعدة الطفل على بناء جملة صحيحة ومتماسكة من خلال التعليمات الصريحة بربط فقرتين او اكثر في فكرة واحدة من خلال القراءة والكتابة.

-خلفية معرفية غالبا ما بقوم القراء بربط  الذي يقرؤونه بما تم قراءته من قبل ومعرفته بالفعل ، لذلك فإنه من المهم أن يكون لدى الطفل خلفية عن الكلمات والجمل التي يتعرض لها في النص ، بالإضافة إلى فهم المعنى ما بين السطور واستنباطه. ويمكنك مساعدة طفلك في تكوين معرفة مسبقة او خلفية معرفية عن طريق ادراج الطفل في المحادثات المختلفة ، ومشاهدة الأفلام ، والبرامج التليفزيونية ، بالإضافة إلى الخبرة الحياتية ، واليومية التي يجريها الطفل مع الأطفال من عمره او الأشخاص الأكبر سنا منه.

-الانتباه والذاكرة وهما من مهارات القراءة الفعالة اللاتي يجب أن تتوافر لدى القارئ ، والعرفان بالوظيفة التنفيذية ، فالانتباه يسمح للطفل باكتساب المعلومات والمعرفة ، كما تعمل الذاكرة بحفظ هذه المعلومات واستخدامها من أجل بناء المعرفة حول ما يقرؤونه ، كما أن القدرة على المراقبة الذاتية للقارئ أثناء قراءته ترتبط بالانتباه والذاكرة أيضا.

سبل اكتساب مهارات القراءة الفاعلة

اختيار المكان المناسب للقراءة 

- اختيار المكان المناسب للقراءة بهدف تحقيق التهيئة النفسية نحوها، كتوفر الهدوء فيه والبعد عن مسببات التوتر والصخب. التركيز على العنوان الرئيسي للدرس والعناوين الفرعية المندرجة في سياق ذلك، وهذا يعطي انطباعاً مهمَّاً حول الموضوع المتعلِّق بالقراءة، ويساعد على الاندماج والتفاعل مع تفاصيله.

-البدء بأسئلة ذهنية متعلقة بموضوع القراءة من قبيل ماذا وكيف ومتى، وغير ذلك، وهي عادة تركز على عناوين تتعلق بحقائق الأشياء المتعِّلقة بالموضوع كالتاريخ، والرقم، والعدد، والأسماء، ومفاصل الأحداث، وغير ذلك، وهذا يستلزم أحياناً تكرار تصورها في الدماغ؛ ليبقى الإنسان على تسلسل مع ما يقرأه. الاندماج مع القراءة بوضع تصورات وفرضيات ذهنيّة تتعلق بتسلسل أفكار ما يقرأه على ضوء المعطيات المتاحة المتعلقة بما قرأه، وما فهمه من حقائق وعناوين وأحداث وغير ذلك.

-القراءة الأوليَّة السريعة دون تركيز على أجزاء معيِّنة ممَّا يقرأه، والتي تهدف إلى إعطاء تصوُّر وانطباع عام عمَّا يقرأه الشخص، وقد تكون على شكل تصفح وفي الوقت نفسه عند الشروع في القراءة بشكل تفصيلي.

القراءة التفصيلية الدقيقة، وفيها يتم قراءة الكتاب بشكل تفصيلي تحليلي، مع الوقوف على أفكاره ومحتوياته، مع الاستعانة بتلخيص ما يراه من أفكار مناسبة يحتاجها لزاده الثقافي بشكل عام. الاسترجاع والتذكر لما قرأه، ويكون ذلك بعدة سبل، كتلخيص بعض الأفكار، وتذكر بعض المفردات والأحداث.

التسلح بصفات مهمّة تسهم في القراءة الفاعلة، كتحديد الهدف منها، وجعل القراءة متعة ونوع راحة نفسية، والاتصاف بالمرونة المنافية للتشدد والقسوة، والاتصاف بالصبر والمثابرة، والتحلي بالهمّة العالية والعزيمة القوية، ومكافأة النفس بطريقة مناسبة مع كل نجاح في القراءة بشكل فاعل، وتنظيم الوقت بشكل جيِّد وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد.