من بيت سيدتي الزجاجي الدكتورة مايا الهواري: الذكاء العاطفي هو أن يكتشف الإنسان نفسه ويعرف كيف يتعامل معها

حلت الباحثة في الذكاء العاطفي الدكتورة الإماراتية مايا الهواري، ضيفة في بيت سيدتي الزجاجي، الواقع في منطقة البوليفارد، ضمن سلسلة حوارية تنظمها مجلة سيدتي خلال موسم الرياض، في الاستديو الخاص بلقاءات الضيوف. حدثتنا فيه عن فترة الاكتئاب التي مرت بها، وهو ما دفعها للبحث في تخصصها وهو الذكاء العاطفي للخروج من أزمتها.

بداية عبرت الدكتورة عن سعادتها لتواجدها في السعودية وتحديدًا في موسم الرياض، إذ قالت: "أعجبت جدًا في البوليفارد وأبهرتني الألوان والإضاءات المبهجة في المكان"، مشيرة إلى أنها من عشاق الألوان المبهجة وهو ما يعكس الفترة التي مرت بها، حيث وصفت بأنها كانت في غرفة معتمة ومن ثم خرجت إلى النور ورأت العالم بألوانه المختلفة.

الدكتورة مايا الهواري في ضيافة بيت سيدتي الزجاجي - تصوير محمد عثمان


وحول فترة الاكتئاب تصفها الدكتور مايا بقولها: "بدأت رحلتي مع الاكتئاب في عام 2013 حتى عام 2018، وكانت هذه الرحلة صعبة حصلت خلالها على الدكتوراة في الحياة قبل شهادتي الأكاديمية"، مضيفة أنها أصيبت بالاكتئاب نتيجة مشاعر متراكمة مكبوتة وظهرت نتيجة صدمة، ومع خبرتها في الحياة وبعلم النفس تحديدًا بحكم عملها كمديرة مدرسة والتعامل مع مشاكل الطلبة، إلى جانب فضولها استطاعت البحث والتعمق أكثر في مجالات علم النفس والمشاكل النفسية وكذلك الدين وكيفية تأثيره على حياة الفرد، حتى اكتشفت ما يسمى بالذكاء العاطفي.

وتشير الدكتورة مايا إلى أن الذكاء العاطفي علم وبحر واسع، ولكن لم يكن في الوطن العربي في ذاك الوقت متداول ولا موجود، ولكنه يدرس في بلاد الغرب.

 

خلال اللقاء - تصوير محمد عثمان


وتصف الدكتورة الذكاء العاطفي بأنه اكتشاف الذات ومعرفة كيفية التعامل معها في كافة ظروف الحياة، وحددت الهواري أهم عناصر اكتشاف الذات، وهي الاختلاء بالنفس، وكتابة كافة الإيجابيات في الشخص سواء كانت جوهرية أو حتى في الشكل الخارجي، والجانب الأخر هو كتابة الأمور التي يجب أن يطورها الانسان في نفسه أو الصفات التي يجب يتعلم ويعمل على تغيرها، كالعناد والعصبية، والغيرة، والحكم على الناس، وكافة الصفات السلبية التي يلمسها الانسان في نفسه، وبعد ذلك يعمل الانسان على تعزيز إيجابياته والعمل على تدارك السلبيات والتخفيف منها قدر المستطاع، وتشير الدكتورة أن هذه الصفات موجودة بالأصل في جميع البشر، ولكن البعض يعي ولديه القدرة على التحكم بها والسيطرة عليها، والبعض الأخر ضعيف.

وتوضح الدكتورة أن التحفيز دائمًا بعد الاكتشاف، فحين يكتشف الانسان مكامن قوته سيعمل بشكل على لا إرادي على تطويرها وإبرازها والفخر والاعتزاز بها، لذلك لابد من أي انسان أن يكتشف نفسه أولاً ومن ثم سيأتي التحفيز والعمل المستمر في تطوير الذات.