توزيعُ جوائز"كُرسي أبي القاسم الشابّي للشّعر العربي"

في حفْل بهيج بقاعة" الأوبرا" بمدينة الثّقافة بتُونس تمّ ّتوْزيعُ جوائز أبي القاسم الشّابي للشّعر العربي،وهي جوائزُ أدبيّة مُخصّصة للشّعر ترعاها مُؤسّسة عبد العزيز سعُود البابطين للإبْداع الشّعري بالكُويت و تمّ إطلاقُها بمُناسبة إنْشاء "كُرسيّ أبي القاسم الشابّي للشّعر" في سنة 2018.
وتُسندُ هذه الجائزة سنويّا للمُبدعين المُتميّزين من الشّعراء التُّونسيّين عن أعْمالهم التّي لها أثر واضح في إثْراء الحياة الأدبيّة والرُقيّ بفنّ الشّعر .

الفائزُون

الشاعر محمد محفوظ يتسلّم جائزته من عبد العزيز سعود البابطين.الصورة من موقع وزارة الثقافةالتونسية


وتمّ في الحفْل الإعلان عن الفائزين بالجائزة لسنة 2021 والذين تسلّموها من وزيرة الثّقافة التّونسيّة والشّاعر عبد العزيز سعود البابطين، وكانتْ كالتّالي:
*جائزة أحسن شاعر من الشّعراء الكباروقدرُها 50ألف دينار تُونسي منحتْها لجنة التّحْكيم مُناصفة:
ــ للمنْصف المزْغنّي وحافظ محفُوظ
*وأسْندتْ جائزةُ أحسن شاعر من الشّعراء الشُبّان وقدرُها 20 ألف دينار تُونسي مُناصفة الى نصري العرادي و علي العرايبي.

وانتظم الحفلُ برعاية من الرّئيس التُّونسي وحُضور حياة قطاط القرمازي وزيرةُ الثّقافة التُّونسيّة ، وعبد العزيز سعُود البابْطين وعدد من السّفراء والوُزراء وتمّ نقله مُباشرة على القناة الأولى للتلفزيون التّونسي.

حفْل غنائي

المطربة اللبنانية ولاء الجندي غنت في الحفل .الصّورةمن موقع وزارة الثقافة التونسيّة


و بعد تسليم الجوائز و إلقاء الكلمات وقراءات شعريّة للفائزين ولشاعرة من السّودان انْتظم حفل غنائي بقيادة المايسترو محمد الأسود غنّت فيه الفنّانة التّونسيّة محرزيّة الطّويل أغنيّة "قسما بسحْر عُيونك الخُضْر"، وهي قصيدة للشّاعر المصري الرّاحل صالحْ جوْدت قالها في زيارة له لتُونس في الستينيّات ولحّنها وغنّاها حليم الرّومي وبعده غنّتها ابنته ماجدة الرّومي .
كما شدتْ بأغنيّة "خُلقت طليقا كطيْف النّسيم"،وهي قصيدة لأبي القاسم الشابي وختمتْ وصْلتها بأغنيّة"يالّلي ظالمْني"للفنّان التّونسي الرّاحل علي الرّياحي.
ثمّ تلتْها الفنانة اللبنانية ولاء الجندي التّي قدّمت مجوعة من الأغاني العربية منها أغاني من كلمات الدكتور الشاعر عبد العزيز سعود البابطين..

أبُو القاسم الشّابي شاعرُ الحُريّة

أبو القاسم الشابي 


الشاعر التّونسي الكبير أبو القاسم الشابي أكلتْهُ عبْقريّته كما يأكلُ السّيفُ غمْده فقد تُوفّي وهو في ريعان شبابه في الخامسة والعشرين من عُمره في التّاسع من شهر اكتوبر1934(1 رجب 1353 هجري) إثر مرض في القلب لم يمهله طويلا ورغم مُرور 88عاما على وفاته، فانّ مكانته قد زادت تألقا ووهجا .
و تخليدا لذكراه قرّر البنك المركزي التّونسي منذ سنوات وضع صُورته على ورقة نقديّة من فئة عشرة دنانير .

أغاني الحياة

وابو القاسم الشابي ترك ديوان شعر واحد هو:"أغاني الحياة" وقد نُشر بعد وفاته وبعض المُحاضرات أشهرُها "الخيالُ الشّعري عند العرب"( وقد طُبعت في كتاب) ورسائل، ومجموعة مضبوطة مُؤرّخة من "مُذكّرات"(نُشرتْ في أوّل طبْعة بعد وفاته ب32 عاما) قيّدها الشّاعرُ في صفحات قليلة يوْما بعد يوْم مُسجّلا فيها خواطره وملاحظاته ونقده لمُجتمعه وآراءه في الأدب والنّاس والحياة.

شعرُه الوطني


وأبو القاسم الشابي هو من الشّعراء التّونسيين القلائل الذين اشْتهروا في المشرق العربي، ولا شك ان شعره الوجْداني والوطني والإنساني بلغ إلى الشعوب العربية ووصل صوته إلى المشرق والى الخليج.
وهو القائل للبيتين الشهيرين:
إذا الشّعب يوما أراد الحياة
فلا بدّ ان يستجيب القدر
ولا بدّ لليل ان ينْجلي
ولا بدّ للقيْد انْ ينْكسر.

صرْخة


. كان الشابي وقد رفض بشدة كل المُكبلات التقليدية التي كانت ترزحُ تحتها الحركة الأدبيّة وقتها وبسبب ذلك واجه الشّاعر الشابّ العواصف وتصدّى للأصوات الخانقة، وقد تعرّض الى كثير من النقد والانتقاد من معاصريه لأّنه كان متعلقا بتيار التجديد الذي كان يُمثّله شُعراء المهْجر منْ أمثال إيليا ابوماضي وجبْرانْ خليل جبران.
وكان في شعره ومحاضراته ومقالاته ناقما على الجمود ويدعو لتكسير الأغلال "واعتناق الحياة "وقد أطلق الشاعر الشاب في وجه "أعدائه" صرخة مُدويّة بقيت أصداؤُها حّية الى اليوم في قصيدته "نشيدُ الجبّار":
سأعيشُ رغم الدّاء والأعداء كالنّسر فوق القمّة الشمّاء
أرنُو إلى الشّمس المُضيئة هازئا بالسّحْب والأمطار والأنْواء
وأسيرُ في دُنيا المشاعر حالما غردا وتلك سعادةُ الشُّعراء