هدى فلاتة: لم أحلم يوماً بالنجاح ولكني سعيت جاهدة لتحقيقه

يزخر وطننا بكوادر وطنية شابة من الجنسين تعمل بصمت في شتى المجالات، كانت قد ازدهرت ورفعت معيار الكفاءات العلمية، بعلمها وتواصلها مع المجتمعات الدولية حتى استطاعت أن تُعدد في مجتمعنا فرص يقودها جيل من الشباب بعقليات جمعت في جعبتها تجارب وخبرات الشعوب والحضارات الأخرى ولاسيما في مجالات العلوم والإبداع. وخير من يمثل ذلك فتاة شابة آمنت بنفسها واستمعت لصوتها الداخلي، لم تحلم يوماً بالنجاح ولكنها سعت اليه جاهدة لتحقيقه، إنها هدى فلاتة الباحثة والمبتكرة ومدربة الروبوت ومؤسس شركة Helper Robot.

تجارب ثرية

رُشحت للسفر لأوروبا (ايطاليا، فرنسا، والسويد) وتعرفت على المجتمع التقني وأهم التطورات العلمية والصناعية هناك، حظيت بزيارة الجامعات الدولية ومراكز الابتكار التي تنطلق منها مشاريع رائدة وصناعات غيرت العالم، كما تسنى لها مقابلة المبتكرين من شتى أقطار المعمورة الأمر الذي عزز روح المنافسة لديها. تقول: "أحد أجمل التجارب التي عشتها والتي ساعدت في إلهامي وتوسيع مداركي كانت رحلة دراسية علمية وتطويرية بالريادة والروبوت مع جامعه دريبر في ولاية كاليفورنيا الاميركية، تُسمى (أسبوع النجاة)، Week Survival، حاولنا فيها التعايش مع الطبيعة والرجوع للحياة البدائية في منطقة خالية وظروف قاسية بلا طعام أو تكنولوجيا، من أجل تطوير أنفسنا". تتابع قائله: "تعلمت خلال هذا الأسبوع بأن الحياة كفاح وعلى المرء أن يبذل قصارى جهده لإعمار الأرض، كما التقيت بأكثر من 50 طالب وطالبة من عدة دول نشأ بيننا تعارف وتناغم أدى لتكوين معرفة مستدامة حتى يومنا هذا".

ثمرة التعاون

وبسؤالها عن ثمرة التعاون الدولي بين الشباب قالت: "ساعدني ذلك كثيراً على تطوير مهاراتي في التواصل والتكييف مع الثقافات الاخرى، وصقل المعرفة لدي من الناحية العملية فيما يخص مجالات ريادة الاعمال والتقنية، كما أني كونت علاقات قوية علمية وعملية، واذكر من ذلك ترشيحي لرحلة she leads بالإمارات مع السفارة السويدية ومقابلة سفير دولة السويد Mr Henrik landerhom، وذلك من ضمن نخبة من السيدات العالمات وصاحبات القرار، حيث تسنى لي حضور ورش العمل المميزة ومناقشة أفضل طرق دعم المرأة وتمكينها.
أما من الناحية النفسية فقد تعزز في نفسي الرضا الداخلي بسبب ما شاهدت من تجارب الآخرين المختلفة الأمر الذي جعلني أكثر قناعة وحمداً بما لدي، كما تعلمت أن أبذل قصارى جهدي لنفع مجتمعي ومساندة المرأة خاصة، وأخيراً وليس آخراً تمكنت من تطوير مشاريعي وأعمالي الخاصة واستطعت أن أُنجز أكثر في مجال الابتكار وريادة الاعمال".

أعمل لتنجح

ثم دعت جيل الشباب بأن يستثمر نفسه بالعلم، العمل، العطاء والمحاولة مراراً وتكراراً، تستطرد: "مرحلة الشباب هي أفضل مرحلة للاكتشاف وتكوين العلاقات المحلية والخارجية، وبناء المشاريع حتى وإن لم تنجح فأخذ الخبرة هو الأهم والناجح من يتعلم من كل تجربة فشل بها ثمّ يعاود النهوض من جديد، الفشل يعني الخبرة، القوة والنجاح وبدونه يتولد الضعف أو الغرور والاكتفاء، وأختم حدثي بعبارة آمل أن تكون انطلاقة لكل شاب وفتاة (لم أحلم يوماً بالنجاح بل أعمل دوماً لتحقيقه).