سوري يحيك القرآن كاملاً بالخيط والإبرة في 8 سنوات

3 صور
تمكن الخطاط السوري، محمد ماهر حاضري، من حياكة سور القرآن الكريم كاملا بالإبرة والخيط المذهب، واستغرق في ذلك ثماني سنوات كاملة، وبواقع 5 ساعات يوميَّة، كانت كفيلة بجعل عمله المميز الأول من نوعه على مستوى العالم.
بالجنون تارة وبالاستحالة تارة أخرى، كانت تعليقات المقربين تنهال على حاضري في بدايات الفكرة التي يأمل تبنيها لدخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسيَّة، لكن الغرابة تلاشت مع انتهاء العمل الذي عدَّه متخصصون وباحثون إبداعاً جديداً يضاف لمكتبة ومصنفات التراث الإسلامي الحديث.
ووفقاً لـ«الجزيرة نت» فقد بدأت الفكرة كما وصفها حاضري (48 عاماً)، وهو ابن مدينة حلب السوريَّة، التي تركها بسبب الأزمة والمحافظة على عمله الفريد،: بآية صغيرة، ثم تدحرجت لحياكة سورة الواقعة، ثم جاءت الفكرة والعزيمة لحياكة المصحف الشريف كاملا بوزن 200 كلغم توزعت على 12 مجلداً يحوي كل منها جزأين ونصف الجزء، بالرسم العثماني لمصحف المدينة وباللونين الذهبي والفضي.
ويشرح حاضري، مراحل العمل التي استخدم فيها ماكينة خياطة متواضعة،: إنَّ البداية كانت بحياكة الكلمات من دون تنقيط، ثم مرحلة التنقيط والتشكيل، ثم مرحلة كتابة لفظ الجلالة باللون الفضي، ثم ترقيم الآيات وتأطير الصفحة وكتابة رقم الجزء والسورة والصفحة.
وأضاف أنَّ العمل تطلب هدوءاً نفسياً ومساعدة من الأهل نظراً لدقته وأهميته، وأنَّه وجد تعاوناً كبيراً من زوجته وعائلته التي ساندته في عمله حتى وصل مرحلته النهائيَّة بالشكل الحالي.
ولفت المبدع السوري إلى أنَّ عمليَّة التدقيق الحرفيَّة تمت ثلاث مرَّات واستغرقت عامين كاملين من لدن علماء وقراء مشهورين وحفظه قبل أن تتم عمليَّة جمع الصفحات وتجليدها ووضع الغلاف النهائي لكل مجلد منها.
وكشف حاضري عن أنَّه ألحق حياكة المصحف بأعمال عديدة على ذات المنوال، مثل الأربعين النوويَّة ووصايا لقمان الحكيم وبعض الحكم والوصايا المشهورة، التي عرضها جميعها في عدَّة معارض بلبنان والكويت والإمارات وتركيا.
وتمنى الحاضري أن يتم تبني ورعاية عمله من قبل مؤسسات أو متاحف رسميَّة أو دول، نظراً لأهميَّة العمل وطرق المحافظة عليه من التلف بوصفه فريداً في نوعه، إلى جانب إدخال تصنيفات وتحسينات عليه برعاية وإشراف رسمي.
كما دعا لتبني هذا الشكل من الإبداع من قبل الشباب لما فيه من جدة وإبداع وفن، وجعله مادة للتدريس في كليات الفنون بوصفه عملاً فنياً تراثياً خادماً للفن والخط العربي ولم يسبق التطرق له من قبل.