هل يكون الزواج "مقبرة" الحب؟

النظرة الأولى... اللمسة الأولى... سماع كلمة "أحبك" للمرة الأولى... الرسالة الأولى... البسمة الأولى المليئة بالخجل... اللقاء الأول... كل المشاهد التي حدثت بين الزوجين للمرة الأولى تظل محتفظة برونقها الخاص في الذاكرة، وتظل الأماني تكبر بين المتحابين أثناء فترة الخطبة والملكة بأن يجمع الله قلبيهما تحت سقف واحد، ليعيشا سوياً كزوجين متحابين، لكن بعد تحقق الحلم بعدة سنوات تبدأ دوامة الحياة بتغيير الحال بين الأزواج، حيث تبرد المشاعر بين الكثير منهم، وقد تصاب بالفتور والجفاء، ليعود مجدداً الحنين لما مضى، وتعود كلمة "أحبك" و"اشتقت لك" كلمات نادرة الوجود.
"سيِّدتي نت" يستطلع بعض الآراء، ويسأل بعض المتزوجين عن مصير كلام الحب والغزل بعد زواجهم..

مرحبا، أين أنت؟
أم محمد "متزوجة من عشرين عاماً" تصف الوضع من منظورها قائلة: "أذكر أنّ مكالمات ما قبل الزواج كانت بالساعات، وكانت مليئة بالحب والأشواق والتخطيط للمستقبل الجميل، أما بعد الزواج بسنوات فالمكالمات أصبحت على النحو التالي: "مرحبا، أين أنت؟ نريد خساً وطماطم للسلطة"، أما بعد 20 عاماً، فالهاتف يرن وليس هناك من مجيب على الاتصال".

أم لجين "متزوجة منذ 7 سنوات" تقول: " فترة "الملكة" هي فترة تمثيل الرومانسية والهدايا التي كثيراً ما تقل أو تتلاشى، فالبعض بعد الزواج يكتفي بالتعبير عن مشاعره بالكلام دون هدايا".

الإعلامي عبد الله الضويحي يعلل الأمر قائلاً: "من الطبيعي أن يتغير نمط التعامل مع الأيام وتقدم العمر وظروف الحياة، فوجود الأولاد، وكثرة مسؤوليات الزوجين وتعددها، والسعي أكثر لتأمين مستقبل الأسرة، أمور تؤثر على طبيعة التعامل وصورته، على عكس فترة الخطوبة التي تقل المواجهة فيها بين الطرفين، والحوار فيها لا يتجاوز الأمور العاطفية".

إنعاش الحب
وعن رأيها تقول الإعلامية بدور الأحمد: "أعتقد أن الحب المتجدد بين الزوجين يعتمد على وضع خطة معينة لإنعاش هذا الحب بينهما؛ لأنّ الروتين بالحياة العادية يجعلك لا تطيق من حولك، فما بالك بالحياة الزوجية".

أما التربوي الدكتور محمد سالم الغامدي فيسمي حالة الجفاء هذه بالـ"طلاق الوجداني"، حيث يعزو سببها إلى حالة التمرد التي يسببها الإعلام من خلال عرضه لنماذج من الرومانسية مبالغ فيها، إضافة إلى التقلبات والظروف الاقتصادية، وضعف الوازع الديني والأسري، وقصور دور المؤسسات الاجتماعية، ويرى أنها بذرة للعنف الأسري والخيانة والطلاق".

أيام الملكة أجمل
وتتحسر أسماء الصالح "حديثة الزواج" على أيام "الملكة" قائلة: "أيام الملكة كانت أجمل كثيراً من أيام الزواج، فالهدايا كانت أروع، وكان يتصل دوماً ولو في منتصف الليل؛ لأنه مشتاق لسماع صوتي، ولا أعرف أين يذهب هذا الاشتياق بعد الزواج؟"

وتتفق معها عبير أحمد "حديثة الزواج" قائلة: "مكالمات قبل الزواج كانت كلها كلمات غزل، أما بعد الزواج فحتى كلمة مع السلامة لا يقولها".

- الرأي الاجتماعي
يصف المشرف التربوي عبد الله العريشي أسباب التغير في المعاملة الزوجية في المملكة، أو في أي مكان بالعالم، بأنها كثيرة ومتعددة حسب البيئة والمجتمع المحيط والثقافة والفكر الذي يحمله كل واحد من الزوجين، فسماع كلام الأهل والمقربين، وآرائهم في الطرف الآخر قد يؤثر على العلاقة، فضلاً عن ضغوط الحياة، وانشغال أحد الزوجين بالعمل والمهام الاجتماعية الأخرى.

ولكن هناك علاج قوي ونافع لكل المشاكل الناتجة عن هذه الأسباب:
• أولاً: الحرص الشديد على طاعة الله، والصلوات في وقتها، والاستغفار والذكر، مما يبعث الطمأنينة في الحياة كلها.
• ثانياً: إعادة ليلة الزواج بتفاصيلها الجميلة في فندق أو منتجع يحبانه بين فترة وأخرى من السنة مرة أو مرتين حسب وضعهما.
• ثالثاً: السرية في كل أمور حياتهما، وألا يطلعان أحداً على مشاكلهما.
• رابعاً: المصارحة في حال الخلاف والنقاش بأدب.
• خامساً: السكوت وقت غضب الآخر.
• سادساً: عدم مقارنة حياتهما بالآخرين.